في اليابان، هناك من اختار تحديد شكل جديد للزواج، وذلك من أجل استمراره دون مشاكل ومعيقات، وقد أطلقوا عليه اسم "الزواج المنفصل"، أو "زواج العطل".
ومنذ أن ظهر مفهوم الزواج الجديد هذا في اليابان، أصبح منتشراً بشكل كبير، خصوصاً من طرف أبناء الجيل الجديد، الذين رأوا فيه طريقة ملائمة للعيش بشكل مستقر، دون الحاجة إلى تغيير نظام حياتهم، تماشياً مع متطلبات الشريك.
ما هو الزواج المنفصل في اليابان؟
في حالة الزواج المنفصل، والذي يسمى كذلك زواج العطل، يعيش الزوجان منفصلين، كل واحد منهما في منزله الخاص، ولكنهما متزوجان بشكل قانوني، دون حدوث أية تغييرات في هذا الشق.
وقد ظهر هذا النوع من الزواج في اليابان خلال السنوات الأخيرة، بهدف المساعدة في الحفاظ على المساحة الشخصية لكل طرف، مع الالتزام بالروابط العاطفية القوية التي تجمعهما.
ويقوم هذا النوع من الزواج على متابعة الاهتمامات الخاصة بكل طرف، ودعمها، دون أن تصبح جزءاً من حياة الطرف الثاني، بطريقة إلزامية، وذلك بعد مشاركة المنزل نفسه، والحياة نفسها.
إذ إن هذه الطريقة تعمل على تعزيز تركيز كل طرف على تطوير حياته الخاصة، والمضي قدماً فيما يريد تحقيقه دون معيقات.
ومع ذلك يقوم الزوج في هذه الحالة بالالتزام بواجباته المادية والمعنوية تجاه زوجته، وأطفاله إن وجدوا، كما هو الحال في الزواج العادي.
أسباب انتشار ظاهرة الزواج المنفصل
يعتبر السبب والعامل الأساسي في زيادة نسبة الأشخاص المتجهين لهذا النوع من الزواج في اليابان، هو الرغبة في التحرر من العوامل الاجتماعية، والعادات والتقاليد، التي في غالبية الأحيان تُفرض على الزوجين بعد الارتباط، وعند العيش في منزل واحد.
ما جعل رغبة الجيل الجديد في الحصول على المساحة الشخصية، والاستقلال، والتراجع عن العادات والتقاليد المفروضة، تزداد مع مرور الوقت، بسبب تغير طريقة التفكير.
كما أن الزواج المنفصل في اليابان أصبح يلعب دوراً في استمرار العلاقة الزوجية، وبنائها بشكل صحي، بعيداً عن التوتر، والصراع اليومي، الذي يحدث عند عيش الزوجين في المنزل نفسه، والالتقاء بشكل دائم، دون الحصول على فرصة للتحرر من روابط الحياة الزوجية التي قد تصبح روتينية.
إذ إن الزواج المنفصل أصبح حلاً معتمداً ليس فقط بين فئة الشباب حديثي الارتباط، وإنما كذلك من طرف الأزواج الذين لا يريدون الانفصال قانونياً، وقد عاشوا فترات طويلة مع بعضهم، وأصبحوا في حاجة ماسة لمساحة خاصة، بعد دخول الكثير من المشاكل الحياتية في سير حياتهم العادية، في الوقت الذي ما زالت مشاعر الحب تجمعهما.
وحسب ريبورتاج خاص بـ"bbc"، تمحور حول زوجين يعيشان منفصلين كل واحد منهما في منزله الخاص، الذي يبعد عن الطرف الثاني ساعة كاملة بالسيارة، فإنهما يعيشان زواجاً مثالياً، وبه الكثير من الحب والسعادة.
ترتيبات قبل الحياة الزوجية المنفصلة
هناك مجموعة من الترتيبات التي تتم من طرف الزوجين، قبل بداية حياتهما الزوجية المنفصلة، والتي تكون مبنية على التفاهم المشترك بينهما.
إذ إن أهم هذه الشروط، والتي تنبني عليها فكرة الزواج المنفصل، هي احترام وتقدير المساحة الشخصية لكل واحد من الزوجين، وعدم التدخل فيها بشكل كامل، خصوصاً تلك المتعلقة بالجانب المهني، والعلاقة مع الأصدقاء، وأفراد العائلة.
فيما يقوم الزوجان كذلك بتحديد أوقات معينة للقاء، وغالباً ما تكون مرتين في الأسبوع، خصوصاً خلال عطلة نهاية الأسبوع، لتخصيص الوقت كاملاً للشريك، بعيداً عن الالتهاء بالالتزامات الأخرى.
فيما يمكن أن تختلف المواعيد المحددة للقاء، حسب التزامات الزوجين، ووقت فراغهم، إذ يمكن أن تتحول اللقاءات إلى بضع ساعات فقط، وليست لأيام.
كما يتم تحديد مكان اللقاء، الذي يختلف كذلك حسب الرغبة المشتركة للزوجين، والتي تكون سواء في منزل أحدهما، أم في أحد الفنادق، أم المطاعم، وذلك لتجديد علاقة الحب، التي تخلو من الملل وروتين الحياة، الناتج عن العيش على طريقة الزواج المنفصل.