يتحير الكثير من الناس حول الأفضلية بين السيارات الكهربائية وسيارات الوقود، وقد يفيدك هذا الاختبار، إذا كنت تنوي شراء إحداهما، وتريد معرفة مزايا وعيوب كل منهما للاختيار بينهما.
يحتوي الاختبار على مجموعة من المعلومات من حيث الأفضلية، سواء بشكل عام في العديد من الخصائص التي يقارن بينها، والتي تتمايز ما بينها بالنسبة للسيارات الكهربائية وسيارات الوقود.
يتزايد التنافس بين نوعي السيارات هاتين، وما يدفع ذلك هو ارتفاع أسعار البترول عالمياً، ما يؤدي بنا إلى التساؤل إن كانت البدائل أفضل أم أسوأ؟
جدل التكلفة حول السيارات الكهربائية
في مقدمة الجدل الدائر حالياً، والمتعلق بشراء سيارة كهربائية أم سيارة الوقود التقليدية، التي تستهلك الوقود البترولي بأنواعه، فإن الحديث عن التكلفة يتصدر ذلك.
الجدل متعلق خصوصاً بأن تكلفة شراء السيارات الكهربائية أعلى من سيارة الوقود، إلا أن الأولى تسير بشحنها بالكهرباء، بتكلفة تعد أقل بكثير من أسعار الوقود المرتفعة عالمياً.
الجدل حول التكلفة ليس محسوماً بهذه السهولة، فإن هذا الأمر متعلق أيضاً بتكاليف الصيانة، وهي مرتفعة جداً، إذا ما تحدثنا عن صيانة بطارية السيارات الكهربائية، فهي الجزء الأساسي والأكثر ارتفاعاً من حيث السعر فيها.
فرغم أن صيانة سيارة الوقود مكلفة جداً، بسبب غلاء القطع، وكونها تحتوي على عدد أكبر من القطع التي تحتاج إلى صيانة، إلا أن التكلفة الباهظة لبطاريات سيارة الكهرباء تزيد من حالة الجدل حول التكلفة.
كذلك فإن، السيارات الكهربائية تستهلك عند تشغيلها نصف تكلفة سيارات الوقود العادية، وجاء هذا في دراسة أجراها معهد بحوث النقل في جامعة ميتشغن، ليتبين أن متوسط تكلفة تشغيل السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة الأمريكية 485 مليون دولار سنوياً، في حين يبلغ متوسط تكلفة السيارات التي تعمل بالوقود 1.117 مليون دولار.
إعادة البيع أو تحديث سيارتك
يضاف إلى ذلك الاختلاف بين السيارات الكهربائية وسيارات الوقود، بما يتعلق بإعادة البيع بعد الاستخدام، فإن الأولى تتقدم على الثانية في ذلك، إذ إن إعادة بيع سيارتك الكهربائية إلى مستخدم آخر لا تشهد خسارة كبيرة في سعرها، مقارنة بسيارات الوقود، بحسب مواقع متخصصة بذلك رصدت المقارنة بينهما في العديد من الدول في مقدمتها الولايات المتحدة.
لكن في المقابل، فإن بيعك للسيارة الكهربائية من أجل التجديد بسيارة كهربائية جديدة أخرى يكون مكلفاً أكثر على جيبك، فيما لو كان لديك سيارة وقود وتريد تغييرها بسيارة وقود أحدث، فإن فرق السعر بين السيارات الكهربائية الحديثة والقديمة أكبر بكثير من فجوة السعر بين أسعار سيارات الوقود القديمة والحديثة.
أما عن التوفير وفواتير الكهرباء المتعلقة بالسيارات الكهربائية، فالأمر مرتبط بسعر الكهرباء، الذي يختلف من بلد لآخر.
التأثير البيئي
ظهرت مصطلحات مثل "سيارات صديقة للبيئة"، إلا أنه بحسب مختصين ودراسات حديثة، فإنه في حين أن سيارات الكهرباء لديها انبعاثات أقل بكثير، إلى جانب تأثير بيئي إجمالي أقل من سيارات الوقود، إلا أنها في المقابل تُعد الأكثر تأثيراً على البيئة من حيث بناء السيارة وصناعتها.
فالتلوث الناتج عن سيارات الوقود أثناء سيرها أكبر وأعلى من السيارات الكهربائية، لكن الانبعاثات خلال تصنيع السيارات الكهربائية، مقارنة مع سيارات الوقود عند مرحلة صناعة البطارية تحديداً، يكون تلويثها للبيئة أكثر بحوالي 60%.
حتى أن بعض الخبراء ذهبوا إلى أن نسبة التلوث الناجمة عن السيارة الكهربائية منذ البدء بتصنيعها، أي من بداية المواد الخام إلى ما بعد 7 سنوات من تصنيعها، وبعد السير بها حوالي 100 أو 150 ألف كلم، ستكون شبيهة بالتلوث الناتج عن سيارات الوقود.
السرعة و"التسارع"
تتفوق سيارات الوقود حتى الآن على السيارات الكهربائية بما يتعلق بالسرعة، وكذلك التسارع المرتبط بناقل الحركة.
إن "سرعة الوصول" أو (Quick) هي المدة التي تستغرقها السيارة للوصول من النقطة (أ) إلى النقطة (ب)، أما "السرعة" (Fast) فتطلق على السرعة القصوى التي تبلغها السيارة.
تستطيع السيارات الكهربائية التسارع قبل سيارات الوقود إلى هدفها بين نقطتين؛ لذلك ستصل أسرع منها بسبب السرعة في ناقل الحركة، إلا أنها لا تستطيع تحقيق سرعات أعلى من سيارات الوقود، ولن تسبقها في حال كانت المسافات كبيرة.
فالسيارات الكهربائية تستطيع الانطلاق من وضع التوقف إلى أقصى سرعة لها في غضون ثوانٍ، على عكس سيارات الوقود.
في حين تتميز سيارات الوقود بالحفاظ على السرعات القصوى أطول فترة ممكنة.
محطات التزود
رغم انتشارها في العالم، فإن السيارات الكهربائية لا تنافس سيارات الوقود من حيث العدد وكثرة الاستخدام العالمي.
هذا الأمر ينعكس تماماً على عدد محطات الشحن الكهربائي للسيارات، فهي لا تزال قليلة جداً، مقارنة بمحطات الوقود، بل إنها تكاد تكون معدومة في كثير من المناطق وحتى الدول.
في عام 2022، كان هناك ما يقرب من 10.8 مليون سيارة كهربائية على الطرق في العالم، بزيادة قدرها 61.3% عن العام السابق. يمثل ذلك حوالي 0.8% من إجمالي أسطول السيارات في العالم، والذي يبلغ حوالي 1.4 مليار سيارة.
الصين هي أكبر سوق للسيارات الكهربائية في العالم، حيث يوجد فيها أكثر من 5.7 مليون سيارة كهربائية.
تليها الولايات المتحدة بـ 3.4 مليون سيارة كهربائية، وألمانيا بـ 1.3 مليون سيارة كهربائية، وكوريا الجنوبية بـ 1.2 مليون سيارة كهربائية.
في المقابل، يوجد في العالم ما يقرب من 1.1 مليار سيارة تعمل بالوقود.
لكن من المتوقع أن يستمر سوق السيارات الكهربائية في النمو في السنوات المقبلة، إذ تسعى العديد من الدول إلى تقليل اعتمادها على السيارات التي تعمل بالوقود، لا سيما أن السيارات الكهربائية تعد خياراً جذاباً.
أما فيما يخص السيارات الهجينة؛ فهي تتميز بخاصية الشحن التلقائي للبطارية الكهربائية، بالتزامن من الكبح المتجدد والسير على الطريق، إلى جانب إمكانية تزويدها بالوقود من أي محطة، كما الحال في السيارات التقليدية.
علاوة على ذلك، يمكن أن تستفيد السيارات الكهربائية الهجينة أو الهجينة الموصولة بالكهرباء، والتي تُعرف باسم Plug-In من محطات الشحن المخصصة للسيارات الكهربائية عبر شحنها من خلالها.