يُمكن للخوف أن يتخذ أشكالاً عديدة، وأحياناً قد يتجسد في صور مختلفة قد لا يصدقها الكثيرون من الناس، فما بين نوعيات من الفوبيا الشديدة تجاه الحيوانات أو الحشرات أو حتى الجماد، هناك فوبيا من نوع خاص تتعلق بالحجم أيضاً، وتُسمى فوبيا الضخامة!
فعند الإصابة بالميغالوفوبيا (MegaloPhobia)، يعاني الشخص المصاب من حالة ذعر شديدة من الأشياء الكبيرة والأجسام الضخمة.
ويمكن أن يمتد الاضطراب ليشمل الكثير من الأشياء التي نراها بصورة دورية حولنا وخلال الحياة الطبيعية، مثل الخوف من السفن والطائرات والحيوانات الكبيرة وحتى البنايات الشاهقة والتماثيل الضخمة.
مصادر الخوف من الأشياء الكبيرة
هناك عدد من الأشياء المختلفة التي يمكن أن تثير مشاعر الخوف والقلق لدى الشخص المصاب بمرض رهاب الضخامة أو الميغالوفوبيا. إذ قد يعاني بعض الأشخاص من الأعراض عند وجود مجموعة متنوعة من الأجسام الكبيرة حوله أو في محيط رؤيته، بينما قد يشعر الآخرون بهذه المشاعر فقط عندما يكونون حول محفزات محددة.
قد يخاف المصاب بالفوبيا من الحيوانات الكبيرة جداً أو الأشياء الثابتة أو الأشياء الضخمة التي من صنع الإنسان، في حين لا يتأثر عند الوقوف أمام الجبال والمناظر الطبيعية العملاقة.
في المقابل، قد يخاف الشخص ويشعر بحالة من الدوار وعدم القدرة على التنفس عند مواجهة الأجسام الطبيعية الضخمة كالجبال والشلالات والأشجار الوارفة ونحو ذلك.
وتتضمن بعض المحفزات الشائعة لفوبيا الضخامة ما يلي:
- الطائرات.
- المناطيد.
- البنايات.
- الباصات.
- معدات البناء الشاهقة.
- الفيلة والزرافات والحيتان ومختلف الحيوانات الكبيرة.
- الأشجار الهائلة والطويلة.
- التلال والجبال والشلالات.
- المسطحات المائية الكبيرة.
- السفن.
- التماثيل.
- القطارات.
أبرز أعراض الإصابة بفوبيا الضخامة
يتمثل العرض الأساسي للمعاناة من رهاب الضخامة أو الميغالوفوبيا في المعاناة من الخوف الشديد من الأشياء الكبيرة. وبالإضافة إلى الشعور بالخوف بشكله التقليدي، قد يعاني الأشخاص أيضاً من أعراض الرهاب الشائعة مثل: ألم الصدر، الإسهال، الدوخة، مشاعر الذعر، زيادة معدل ضربات القلب، الغثيان والارتعاش، ضيق في التنفس، التعرق.
طريقة تأثير فوبيا الضخامة على حياة المصاب
نظراً لوجود العديد من أنواع الرهاب، يمكن أحياناً أن يكون تشخيصها صعباً بعض الشيء. وعادة ما يخشى الأشخاص الذين يعانون من رهاب الضخامة أكثر من نوع واحد من الأشياء الكبيرة.
هناك أنواع أخرى من الرهاب تتميز بالخوف من شيء ما يكون كبيراً، لكن حجمه ليس هو الجانب الرئيسي للخوف.
على سبيل المثال، إذا كان لديك خوف شديد من المحيطات والبحار (وهو "جماد" كبير) فقد تكون مصاباً باضطراب الثلاسوفوبيا، أو الخوف من المحيطات والبحار، وليس رهاب الميغالوفوبيا.
لذلك إذا كنت تعاني من خوف شديد من عدة أشياء في وقت واحد، فمن المهم مراجعة طبيب نفسي متخصص؛ حتى تتمكن من الحصول على التشخيص والعلاج المناسبين.
أسباب رهاب الضخامة أو الميغالوفوبيا وطرق التشخيص
حتى الآن لا يزال الباحثون غير متأكدين بالضبط مما يسبب رهاب الضخامة أو الميغالوفوبيا. لكنهم يعتقدون أن وجود تجربة سلبية أو صادمة تنطوي على جسم كبير قد يساهم في إصابة الشخص بهذا النوع من الفوبيا.
يتم تشخيص الاضطراب من خلال سلسلة شاملة من الأسئلة حول تاريخ الشخص وخبراته وأعراضه الشائعة. وعادة، يجب أن تكون المعاناة من الخوف والقلق المستمر من الأشياء الكبيرة ممتدة عن الشخص لمدة 6 أشهر على الأقل حتى يتم تشخيصه. كما سيستبعد الطبيب أيضاً أي حالات صحية جسدية أو عقلية أخرى يمكن أن تسبب الأعراض.
لكن بشكل عام، يجب أن يتضمن الرهاب 4 معايير على الأقل للتشخيص، وهي:
- الخوف الشديد وغير المعقول أو المتناسب مع مصدر الخوف.
- القلق التوقعي: يميل الشخص الذي يعاني من الرهاب إلى التفكير في المواقف أو التجارب المستقبلية أو الخوف منها والتي ستشمل الشيء أو الموقف الذي يخاف منه.
- التجنب: كثير من الأشخاص الذين يعانون من الرهاب سيتجنبون الشيء أو الموقف المخيف. وبالتالي قد يذهب البعض إلى أبعد الحدود لتجنب ما يخافون منه.
- يتداخل الرهاب مع الأنشطة اليومية: الخوف من التجارب قد يحد من فرص ونشاطات الحياة اليومية.
طرق التعافي والعلاج
يمكن علاج رهاب الضخامة أو الميغالوفوبيا عادة بالعلاج النفسي مثل العلاج بالتعرض أو العلاج السلوكي المعرفي أو بكليهما معاً في بعض الأحيان. وفي بعض الحالات المتقدمة، قد يحتاج المصاب إلى أدوية تخفف مؤقتاً أعراض الخوف والقلق من أجل التعامل مع التوتر أثناء رحلة العلاج.
ويُعد العلاج المعرفي السلوكي من خلال التحدث وطرح الأسئلة وتغيير المفاهيم وعلاج الصدمات، بمساعدة المعالج أو الأخصائي النفسي، إحدى الطرق الفعالة للعلاج من خلال اكتساب منظور مختلف.
نتيجة لذلك، يمكن تعلُّم الاستجابة بشكل أفضل والتعامل مع التوتر والقلق اللذين يشعر بهما مصاب الرهاب عندما يتعرض لما يسبب الخوف.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.