وضعت الشرطة في تايلاند اللمسات الأخيرة على قضيتها الجنائية ضد امرأة متهمة بأنها صاحبة أكبر سلسلة قتل متسلسل في البلاد، حيث يشتبه بقيامها باستخدام "سيانيد البوتاسيوم" لتسميم ما لا يقل عن 14 شخصاً، غالبيتهم من أصدقائها ومعارفها الذين سرقت أموالهم أو اقترضتها منهم، بحسب ما قالت صحيفة The Times البريطانية السبت 1 يوليو/حزيران 2023.
وأثارت سارارات رانغسيووثابورن، 36 عاماً، الذهول في تايلاند بسبب حياتها الكريمة، كونها خريجة جامعية وزوجة سابقة لضابط شرطة كبير، في بلاد تندر فيها جرائم العنف والقتل المتسلسل.
من جانبه، قال نائب رئيس الشرطة التايلاندية، اللواء سوراشات هاكبارن: "هذه قضية تاريخية في تايلاند، حتى جاك السفاح في بريطانيا لم يقتل كل هذا العدد".
تُواجه سارارات، التي تُعرف بـ"آم"، اتهامات بتنفيذ جرائم قتل في محافظات تايلاند بدءاً من عام 2015. وتضمَّنت قائمة ضحاياها المزعومين رجالاً ونساء. وكانت اثنتان من الضحايا ضابطتي شرطة زميلتين للمقدم فيتون رانغسيووثابورن، زوجها السابق الذي انفصلت عنه العام الماضي.
دوافع مالية
تقول الشرطة، التي مررت القضية الآن إلى المحامين العامين، إن دوافع المتهمة نبعت من احتياجها إلى دفع ديون كبيرة استدانت بها بسبب لعب القمار على الإنترنت.
بحسب الشرطة، تنفي "آم" التهم عن نفسها. إذ تنكر ارتكاب جرائم القتل، لكنها اعترفت باستخدام السيانيد، وذلك حسبما ذكرت وكالة Reuters نقلاً عن الشرطة.
تشير تقارير إلى أن "آم" اقترضت ما يصل إلى 250 ألف باهت (7088 دولاراً) من زملائها الضحايا. وتوفي هؤلاء فجأة وبصورة غير متوقعة بعد قضاء وقت معها، واكتُشف أن كثيرين منهم فُقدت أموالهم أو هواتفهم الجوالة أو مجوهراتهم أو حقائبهم الفاخرة بعد الوفاة.
كما عُثر على مادة السيانيد في عدد من جثثهم، واكتُشف امتلاك السيدة "آم" نفسها زجاجة من المادة، فيما يشتبه قيامها بوضع السيانيد في الطعام أو الشراب للمجني عليهم، وفي حالات أخرى تواجه اتهامات بإعطاء الضحايا أقراصاً منه ادعت أنها أدوية مصنوعة من الأعشاب.
حيث توفيت الرائدة نيبا سانجان مسمومة بالسيانيد في أبريل/نيسان 2023، بعد الصلاة في معبد بوذي مع سارارات. واكتُشف فقدان أكثر من 3811 دولاراً من الأموال النقدية والودائع البنكية من حقيبتها وحساباتها المصرفية.
وجاءت هذه الوفاة بعد أن توفيت في أغسطس/آب 2022، نقيبة الشرطة كاندا توراي، التي أقرضت سارارات أموالاً، وعُثر عليها ميتة في سيارتها، وكان حاسوبها اللوحي وهاتفها وساعتها مفقودة.
كان أحد آخر ضحايا سارارات شريك حياتها سوتيساك بونكوان، الذي تزوجته في العام الماضي وتوفي في مارس/آذار 2022. وتقول الشرطة إن لديهم شكوكاً في أن زوجها السابق، فيتون، ضالع في جريمة القتل هذه، وأنه حصل على المجوهرات المسروقة.