اشترى رجل أمريكي تذكرة مدى الحياة من شركة يونايتد إيرلاينز قبل ثلاثة عقود ليعيش "مثل السلاطين"، حيث سافر من خلالها عدداً من الأميال يفوق ما قطعته مركبة الفضاء أبولو 11، بحسب صحيفة The Guardian البريطانية، الأحد 25 يونيو/حزيران 2023.
وكان توم ستوكر، من ولاية نيوجيرسي، دفع 290 ألف دولار مقابل هذه التذكرة عام 1990، وهو القرار الذي قال إنه "أفضل استثمار في حياتي".
وخلال الـ33 عاماً التي تلت ذلك، سافر ستوكر (69 عاماً) أكثر من 23 مليون ميل (37 مليون كم)- مركبة أبولو 11، التي كانت تحمل نيل أرمسترونغ ورفاقه إلى القمر قطعت 953 ألف ميل (1.5 مليون كم) فقط – وزار أكثر من 100 دولة.
وذكرت الصحيفة أن المسافة التي قطعها ستوكر عام 2019 وحده "تساوي ما يزيد عن ست رحلات إلى القمر". وذلك العام، سافر ستوكر في 373 رحلة قطعت مسافة 1.46 مليون ميل. ولو دفع ثمن هذه الرحلات نقداً، كانت لتكلّفه 2.44 مليون دولار.
ومع ذلك، يبدو أن النعمة الحقيقية كانت نقاط الأميال التي جمعها ستوكر في رحلاته. فعام 2009، تجاوز ستوكر مستوى نقاط الـ5 ملايين ميل (8 ملايين كم)، وفقاً لموقع Simple Flying، وتجاوز مستوى الـ10 ملايين ميل عام 2019.
وكان أول عميل لشركة يونايتد إيرلاينز يحقق هذه النقاط التي فتحت له جميع الأبواب.
إذ قال تقرير لصحيفة The Washington Post، الذي كتبه الكاتب الرياضي الأمريكي الشهير ريك ريلي: "عاش ستوكر مثل السلاطين بفضل نقاط يونايتد من حينها، أجنحة فندقية فخمة على مستوى العالم، ورحلات فاخرة لأسابيع، ووجبات شهية من بيرث إلى باريس".
وقالت الصحيفة إنه استخدم أيضاً نقاط الأميال "لإعادة بناء منزل أخيه"، و"حصل ذات مرة على ما قيمته 50 ألف دولار من بطاقات هدايا وول مارت في يوم واحد". وفاز ستوكر أيضاً بمزاد خيري للظهور في حلقة من حلقات Seinfeld مقابل 451 ألف نقطة.
على أنه عاش أيضاً بعض اللحظات الأقل إمتاعاً. فقد شهد وفاة أربعة أشخاص خلال عقود من السفر، قدر موقع Simple Flying أنها تتراوح بين "200 و250 يوماً في السنة في الجو" قبل أن تتسبب جائحة كوفيد-19 في تقييد السفر على مستوى العالم.
وقال ستوكر للصحيفة: "كلها بسبب نوبات قلبية. قابلت اثنين منهم أيضاً، ماتا في مقعديهما في الحال. وآخر شخص كان معي من شيكاغو إلى ناريتا (طوكيو). غطوه ببطانية وأعادوا ربط حزام الأمان".
لكن ستوكر لا يزال عازماً على مواصلة السفر. وبحسب صحيفة The Washington Post، أمضى هو وزوجته "أكثر من 120 شهر عسل". وأما عن التأثير البيئي لرحلاته، فلم يبد ستوكر منزعجاً منه في مقابلة مع مجلة GQ عام 2020.
وقال ستوكر: "أنا لا أضيف إلى البصمة البيئية. فالطائرة ستطير سواء كنت على متنها أم لا. وهذا قد يكون له معنى لو أنني أسافر على طائرة خاصة. هؤلاء هم من يمكنهم مساعدة البيئة أكثر مني إذا استقلوا الطائرات التجارية".