“تسونامي” من الاحتيال يطال بريطانيين على فيسبوك وإنستغرام.. اتهامات لـ”ميتا” بالعجز عن إيقاف الأزمة

قالت صحيفة The Guardian البريطانية في تقرير نشرته الجمعة 16 يونيو/حزيران 2023 إن شركة ميتا تواجه ضغوطاً متنامية من أعضاء في البرلمان ومجموعات المستهلكين والقطاع المصرفي في المملكة المتحدة لفشلها في منع "تسونامي" احتيال على فيسبوك وإنستغرام وواتس آب، يتسبب في خسارة البريطانيين مبالغ "طائلة" يومياً.

يأتي ذلك في الوقت الذي كشف فيه تحقيق أجرته صحيفة The Guardian عن قصص إنسانية وراء عمليات احتيال تبدأ من منصات ميتا، في حين أشارت تقديرات نُشرت الأسبوع الماضي إلى أن فشل شركة التكنولوجيا في القضاء على الاحتيال سيكلف العائلات في المملكة المتحدة 250 مليون جنيه إسترليني خلال عام 2023.

احتيال غريب  ومكثف على إنستغرام وفيسبوك في بريطانيا

وجدت صحيفة The Guardian أن شخصاً في المملكة المتحدة يقول إنه وقع ضحية لعملية احتيال شراء تبدأ على فيسبوك أو إنستغرام كل سبع دقائق، وطلبت من الأشخاص الذين تعرضوا للاحتيال على هذين الموقعين، بالإضافة إلى واتس آب، الاتصال بها.

وقالت إحدى مستخدمات فيسبوك إنها تعرضت لعملية نصب أفقدتها مدخراتها وورطّتها في ديون، وإنها خسرت إجمالاً 70 ألف جنيه إسترليني. وبينما خسر بعض الأشخاص مبالغ كبيرة من المال، قال عدد من المتسوقين عبر الإنترنت إنهم تعرضوا للنصب في مبالغ صغيرة حين طلبوا منتجات من متاجر وهمية على الإنترنت شاهدوا إعلاناتها على فيسبوك وإنستغرام.

ومن بين أشد هذه التجارب إيلاماً عمليات انتحال الشخصية على واتساب التي تعرف بـ"Hi Mum"، حيث ينتحل محتالون شخصية فرد من أفراد عائلة أحد الأشخاص لحمله على إرسال مبالغ كبيرة من المال.

كانت فاليري (73 عاماً) واحدة من ضحايا هذه العمليات. إذ سلّمت أكثر من 2000 جنيه إسترليني لشخص تظاهر بأنه ابنها، الذي يمتلك شركة صغيرة واقترض أموالاً في الماضي. وقالت فاليري، وهي مريضة بكوفيد طويل الأمد، إنها "لن تتجاوز" أبداً شعور المهانة الذي سببه لها خداعها بهذه الطريقة.

خسائر بالملايين بسبب الاحتيال 

في حين قال بنك TSB إنه يقدر أن عمليات الاحتيال التي تبدأ من منصات ميتا قد تتسبب في خسائر تصل إلى 250 مليون جنيه إسترليني للعائلات في المملكة المتحدة عام 2023. ويقول البنك إن عام 2022 شهد ارتفاعات ضخمة في عمليات الاحتيال التي تنشأ من المواقع والتطبيقات المملوكة لشركة ميتا، وهي مسؤولة عن  80% من الحالات التي تعاملت معها.

وقال ضحايا كُثر لصحيفة The Guardian البريطانية إنهم وجدوا صعوبة في الإبلاغ عن عمليات الاحتيال التي يتعرضون لها لشركة ميتا أو إنهم تلقوا رداً آلياً حين فعلوا، أو لم يتلقوا أي رد على الإطلاق.

كما قالت وزيرة الشؤون الرقمية والثقافية والإعلامية والرياضية في حكومة الظل، لوسي باول، إن رؤساء شركات مواقع التواصل الاجتماعي "لا يُحمَّلون أي مسؤولية منذ فترة طويلة".

الوزيرة في حكومة الظل لوسي باول كذلك قالت: "رغم الحجم المفجع لعمليات الاحتيال الإلكترونية، لم تستجِب الحكومة إلا بعد ضغوط هائلة لتضمين عمليات الاحتيال والنصب في قانون الأمان الإلكتروني، وبعد ذلك أجلت مناقشته وخففت من فعاليته. وقد حان الوقت لأن تتوقف عن الانصياع للمصالح الخاصة، وتحمي المستهلكين والضحايا".

مشروع قانون للأمان الإلكتروني

في حين أن مشروع قانون الأمان الإلكتروني الذي سيُعرض على البرلمان البريطاني سيلزم شركات التكنولوجيا ومنصات التواصل الاجتماعي بإزالة إعلانات الاحتيال، فإن الإجراءات الجديدة التي اتخذتها الحكومة لمكافحة الاحتيال ستشمل مطالبة شركات التكنولوجيا بتسهيل الإبلاغ عن الاحتيال والسماح للبنوك بالتمهل في المدفوعات المشبوهة. لكنه لا يضم بنوداً تلزم منصات التكنولوجيا بتعويض المستخدمين عن عمليات الاحتيال.

يقول روبن بولوك، الرئيس التنفيذي لبنك TSB، إنه يشعر "بقلق عميق" من كم الاحتيالات المهول على مواقع شركة ميتا. وقال: "من المحزن جداً أن نرى عائلات في المملكة المتحدة تخسر مبالغ مؤثرة كل يوم بسبب عدم كفاية الحماية على منصات ميتا".

وبالنظر إلى فاتورة رد الأموال الضخمة التي تواجهها البنوك، ترى بنوك TSB وBarclays وNationwide وStarling أن على شركة ميتا الكائنة في كاليفورنيا والتي تبلغ قيمتها 700 مليار دولار المساهمة مالياً في هذه الفاتورة. وشركة ميتا تجني مبالغ ضخمة من الإعلانات، إذ أظهرت حسابات عمليات فيسبوك في المملكة المتحدة وحدها أن إجمالي أرباحها من المعلنين ارتفع بأكثر من 37% عام 2022 إلى 3.3 مليار جنيه إسترليني.

من جانبه، وصف بنك ستارلينغ فيسبوك بأنه "أكبر منصة منفردة مسهّلة للاحتيال" يعاني منها عملاؤه، تليها إنستغرام. وسحب جميع الإعلانات المدفوعة من منصات ميتا في ديسمبر/كانون الأول عام 2021 احتجاجاً على فشلها في حل هذه المشكلة.

وقالت منظمة المستهلكين Which؟ إنها أجرت أبحاثاً وجدت أن إعلانات الاستثمار المضللة التي يحتمل أنها احتيالية تصل إلى مستخدمي فيسبوك وإنستغرام. وقال روشيو كونشا، مدير السياسات والمناصرة في المنظمة، إن شركة ميتا وشركات التواصل الاجتماعي الأخرى بحاجة إلى "تكثيف الحماية وتحمل مسؤولية وقف عمليات الاحتيال".

ولدى سؤال ميتا عن عمليات الاحتيال، قالت إنها مشكلة تواجهها جميع المنصات، وإن المحتالين يستخدمون أساليب تزداد تعقيداً كل يوم. وقالت ميتا في بيان: "لا نريد أن يقع أي شخص ضحية، ولهذا السبب نضع في مواقعنا منظومات تمنع عمليات الاحتيال، وأصبح لزاماً على معلني الخدمات المالية الحصول على ترخيص، ونطلق حملات توعية للمستهلكين تمكِّنهم من اكتشاف السلوك الاحتيالي".