منذ القدم يسعى الإنسان إلى السفر عبر الزمن، إذ ستسمح هذه الإمكانية بمشاهدة الأحداث في الماضي، بالإضافة إلى قدرتها على إظهار المستقبل، فهذه الإمكانية تطرق إليها البشر في العديد من الأفلام السينمائية في مختلف أنحاء العالم.
لكن من بين أكثر الأسرار غموضاً في العالم، ما يتمحور حول إحدى الآلات التي تسمح بالسفر عبر الزمن، والتي يقال إنها تابعة للفاتيكان، إذ لا يزال العلماء إلى يومنا الحالي يحاولون البحث عن الحقيقة وراء صناعة هذه الآلة.
السفر عبر الزمن.. سر الفاتيكان العظيم
لطالما كانت فرضية السفر عبر الزمن تستقطب المؤمنين بها، حسب موقع "thisday alternate history". تقول بعض الأساطير إن هناك آلة تدعى "الكرونوفايزور" مكنت صناعها من العودة إلى الماضي والسفر عبر الزمن.
تعتبر الكرونوفايزور أي "رؤية الزمن" وهي آلة لرؤية أحداث الماضي، ظهرت هذه الآلة الغريبة لأول مرة في كتابات رجل الدين المسيحي الكاثوليكي الأب فرانسوا براون في كتابه "سر الفاتيكان الجديد"، يُذكر أن براون هو مؤلف العديد من الكتب حول الخوارق والدين المسيحي.
يزعم هذا الأخير أن الكرونوفايزور تمت صناعتها بواسطة "بيليغرينو إترنتي" ما بين سنة 1925 و1994 وهو كاهن وعالم إيطالي، على الرغم من أن إترنتي شخص حقيقي، إلا أنه لم يتم تأكيد وجود أو مشاهدة هذا الجهاز أبداً في الفاتيكان.
وحسب بعض ادعاءاته فالآلة مخبأة في أحد الأماكن السرية التي يعرفها كبار رجال الفاتيكان، ويقال إنها تمكن البشر من العودة عبر الزمن.
وفقاً للشائعات المنشورة في المصدر نفسه، كانت الآلة عبارة عن جهاز صغير به هوائيات، وقد تم إنشاؤه في الخمسينيات بمساعدة كبار العلماء، ونظراً لأن الفاتيكان أخفى العديد من الأسرار عن الإنسانية، فمن المعتقد أنه إذا كان هذا الجهاز موجوداً، فهو في حوزته، حسب المؤمنين بهذه الفرضية، متحججين بأنها الوسيلة التي تمكنت الكنيسة من الصمود بها في الفاتيكان إلى اليوم.
الكرونوفايزور.. بين الحقيقة والخيال
حسب موقع "theguardian" البريطاني بدأت القصة مع "بيليغرينو إترنتي" الذي وصف خطاب "توليوس شيشرون" أمام مجلس الشيوخ الروماني في عام 63 قبل الميلاد، إترنتي هذا توفي سنة 1992 كان راهباً ومؤرخاً ومؤلفاً وعالم فيزياء، لكنه اشتهر بادعاء مشاهدته المباشرة للماضي عبر آلة غريبة في الفاتيكان.
أخبر إترنتي "فرانسوا براون" أنه شاهده على الهواء مباشرة على جهاز السفر عبر الزمن يسمى الكرونوفايزور. فبدلاً من نقل الناس عبر الزمن، يقوم بضبط الجهاز على حقبة زمنية ويشاهده على تلفاز صغير داخله.
ادعى إترنتي أنه طور الكرونوفايزور خلال الخمسينيات من القرن العشرين مع 12 عالماً آخرين لم يرغبوا في الكشف عن هويتهم. يتألف هذا الجهاز من عدة هوائيات، 3 منها مكونة من معادن "غامضة" تستقبل إشارات ضوئية وصوتية، بالإضافة إلى مكتشف الاتجاه" لضبط الوقت والمكان الذي يودون السفر إليه، وآخرهم شاشة العرض وجهاز تسجيل.
على الرغم من عدم رؤية أي شخص لهذه الآلة، فإن إترنتي قدم دليلاً على هذه الرحلات، على سبيل المثال نشر أجزاء من "Thyestes" وهي مسرحية يونانية قديمة باللاتينية. بعد ذلك في 2 مايو/أيار 1972، نشرت المجلة الإيطالية "La Domenica del Corriere" ما كان ينبغي أن يكون ورقة إترنتي الرابحة، وهي صورة كرونوفايزور للنبي عيسى -عليه السلام- أثناء الصلب. إذ ادعى أنه وجميع الفريق شاهدوا الأيام الأخيرة للنبي عيسى -عليه السلام- إلى أن صُلب.
رأي العلم وادعاءات إترنتي
مع تطور العلم لم تدم كثيراً قصة إترنتي؛ إذ كشفت مجلة إيطالية أن الصورة التي ادعى أنها تعود للنبي عيسى -عليه السلام- تعود إلى صورة معكوسة لبطاقة بريدية قديمة في بلدة "كوليفالينزا"، فيما بدأ بعض العلماء سنة 2001 في التحقق من صحة أقوال إترنتي بخصوص المسرحية اليونانية القديمة.
توصل العلماء إلى أن هناك مغالطات كبيرة في طريقة حياكة القصة التي لم تكن بالطريقة التي عرف فيها اليونان في تمثيل وكتابة القصص، كما أنهم اشتهروا بطول القصص ومدتها الزمنية، الشيء الذي يتعارض بشدة مع ادعاءات إترنتي، والتي تعززت باعترافاته أثناء وفاته؛ إذ أشار إلى عدم وجود أي آلة تمكن من السفر عبر الزمن.
حسب موقع "thisday alternate history" الأمريكي يعتقد أن الفاتيكان نفسه قد تم إلغاء الجهاز والمشروع الذي بدأه إترنتي بعد مطالبة المخابرات المركزيه به، لكن لا شيء يؤكد أن الجهاز قد تم تدميره.
رغم كل الأبحاث والدلائل على عدم وجود آلة للسفر عبر الزمن، لا يزال بعض المؤمنين بنظرية إترنتي يعتقدون أن الجهاز لا يزال سليماً، وأنه قد استخدمه الفاتيكان منذ ذلك الحين للحفاظ على تأثيره العالمي، وقد تكون المخابرات المركزية حصلت عليه أو على نسخة طبق الأصل منه للقيام بنفس الغرض.