قالت صحيفة The Guardian البريطانية، في تقرير نشرته السبت، 3 يوليو/حزيران 2023، إن الآباء في بلدة غرايستونز الأيرلندية قد اتحدوا معاً في إخبار أطفالهم بشكل جماعي أنه لا يمكنهم امتلاك هاتف ذكي حتى بلوغهم المدرسة الثانوية.
حيث تبنت جمعيات أولياء الأمور عبر المدارس الابتدائية الثماني بالبلدة اتفاقاً بعدم استخدام الهواتف الذكية؛ ليشكلوا جبهةً موحدة ضد ما يمكن أن يُطلَق عليه ضغطاً يمارسه الأطفال عليهم.
لا للهواتف الذكية للأطفال في مدينة أيرلندية
من جانبها، قالت لورا بورن، التي لديها طفل صغير: "إذا قام الجميع بذلك في جميع المجالات، فلن تشعر أنك الشخص الغريب. من الأسهل كثيراً أن تقول لا. كلما طالت مدة قدرتنا على الحفاظ على براءتهم، كان ذلك أفضل".
في حين اتخذت المدارس وأولياء الأمور، في البلدة الواقعة في مقاطعة ويكلو الأيرلندية، المبادرة وسط مخاوف من أن الهواتف الذكية تغذي القلق وتعرّض الأطفال لمواد لا تناسب إلا البالغين. وتضرب البلدة بذلك مثالاً نادراً لمبادرة تتخذ خطوةً مشتركة بشأن هذه القضية.
حجب الهواتف عن الأطفال في المدارس والمنازل
يقضي الاتفاق الطوعي بحجب الهواتف الذكية عن الأطفال -في المنزل وفي المدرسة وفي كل مكان- حتى يدخلوا المدرسة الثانوية. ومن المأمول أن يؤدي تطبيقه على جميع الأطفال في المنطقة إلى الحد من ضغط الأطفال الآخرين وتقليل أي استياء من جانبهم.
قالت راشيل هاربر، مديرة مدرسة سانت باتريك التي قادت المبادرة: "الطفولة أصبحت أقصر وأقصر". وأضافت أن الأطفال في التاسعة من العمر يبدأون في طلب الهواتف الذكية. وقالت: "أصبح الأمر يبدأ مع الأطفال الأصغر سناً. يمكننا أن نرى ذلك".
في السابق كانت المدارس تحظر الأجهزة أو تقيدها داخل أسوارها، لكنها لا تزال ترى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال الذين لديهم هواتف، وكيف يثير ذلك فضول الطلاب الآخرين.
كما قالت هاربر إن هذه السياسة على مستوى البلدة تقلل من فرصة أن يكون لدى الطفل صديق له لديه هاتف ذكي، ويمكن للوالدين تقديم المبادرة كقاعدة مدرسية.
اهتمام بالمبادرة من جانب جمعيات الآباء
جذبت المبادرة اهتمام جمعيات الآباء في أيرلندا وخارجها، ودفعت وزير الصحة الأيرلندي، ستيفن دونيلي، الذي يعيش بالقرب من بلدة غرايستونز، للتوصية بها كسياسة وطنية.
قالت هاربر إن مبادرة غرايستونز نشأت نتيجة مستويات القلق لدى الأطفال، التي تُعزَى جزئياً إلى فترة التكيُّف مع إغلاق جائحة كوفيد-19. قامت المدارس بتوزيع استبيانات على أولياء الأمور، مما أدى إلى اجتماع أولياء الأمور في المجتمع المحلي وإطلاق المبادرة.
أضافت كذلك إنه " ليس الآباء جميعهم سيحرمون أطفالهم في المرحلة الابتدائية من الحصول على هاتف ذكي، فالمبادرة طوعية، لكن المبادرة تخلق شعوراً بالكتلة الحرجة، ونأمل أن تصبح هي القاعدة الجديدة".