بعضها استغل الأطفال وأخرى تورطت فيها المخابرات الأمريكية.. أبشع 10 دراسات غير إنسانية في علم النفس

عربي بوست
تم النشر: 2023/06/01 الساعة 13:13 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/06/15 الساعة 10:01 بتوقيت غرينتش
استخدم الخبراء الأطفال في العديد من دراساتهم غير الأخلاقية خلال القرن الماضي - Wikimedia

يُعد علم النفس مجالاً علمياً رائعاً يسعى إلى فهم العقل والسلوك البشري، وقد اكتشف علماء النفس العديد من المفاهيم والأفكار حول كيفية تفكيرنا وشعورنا وتصرفنا من خلال البحث والتجارب والملاحظة.

ومع ذلك، لم تُقابل جميع التجارب النفسية بقبول وموافقة على نطاق واسع، فقد تورط بعضها في قضايا أخلاقية عديدة.

1- تجارب فرويد على مريضة اكتئاب تبوء بفشل ذريع

رغم أن إيما إيكشتاين، البالغة من العمر 27 عاماً، طلبت مساعدة سيغموند فرويد، لمعاناتها من ألم المعدة والاكتئاب الطفيف، فقد قرر الطبيب النمساوي الشهير استخدام الشابة بطريقة غير أخلاقية في سلسلة من التجارب.

إذ أخبر فرويد إيما مراراً وتكراراً بأنها كانت تُعالج من "الهستيريا" واعتلال الصحة العقلية. وفي أحد علاجاته المشهورة بكونها فادحة وكارثية، أعطيت إيما كوكايين ومخدراً موضعياً، تسببا مع الوقت في أن يُكوى الجزء الداخلي من أنفها.

استمر فرويد في "علاج" إيما لمدة 3 سنوات بهذه الطريقة، وبحلول عام 1924 توفيت إيما بسبب نزيف في المخ، بسبب الطريقة الغريبة في العلاج وإهمال الطبيب.

أجرى سيجموند فرويد العديد من الدراسات غير الأخلاقية على مرضاه - Wikimedia
أجرى سيجموند فرويد العديد من الدراسات غير الأخلاقية على مرضاه – Wikimedia

2- تجربة سجن ستانفورد الأمريكي المثيرة للجدل

في تجربة سجن ستانفورد المثيرة للجدل، أجرى الدكتور الأمريكي فيليب زيمباردو دراسة في عام 1971 لملاحظة ما سيحدث عندما يوضع الأشخاص في مواقف ضاغطة، ويتم منح بعضهم السلطة على غيرهم.

وقد أخذ 24 سجيناً وقسمهم إلى مجموعتين: مجموعة أصبحت هي السجناء ومجموعة أخرى عملت كحراس سجن. وقد جُرد السجناء من ثيابهم ولبسوا رداء السجن، بينما كان الحراس يرتدون الزي الرسمي وعصي الهراوات.

كان الغرض من تجربة سجن ستانفورد هو دراسة أسباب الصراع بين السجناء ومن يحرسهم. وجرت في سجن نموذجي مصمم خصيصاً، يقع في قبو مبنى علم النفس في حرم جامعة ستانفورد.

سرعان ما أصبح واضحاً أن أولئك الذين تم تكليفهم بدور الحارس أخذوا وظيفتهم على محمل الجد أكثر مما ينبغي، إذ بدأوا في تطبيق إجراءات قاسية، وأخضعوا "سجناءهم" لدرجات مختلفة من التعذيب النفسي. والأكثر إثارة للدهشة أن العديد من السجناء في التجربة قبلوا الانتهاكات ببساطة خوفاً من سلطة الآخرين.

وبالرغم من أنها كان من المفترض أن تستمر لمدة أسبوعين، فقد تم وقف الدراسة بعد 6 أيام فقط، إذ تعرّض "السجناء" باستمرار للمضايقة والإيذاء من قبل "الحراس"، ونتيجة لذلك بدأ يظهر على البعض علامات الانهيار النفسي بسبب الإساءة النفسية والجسدية.

3- الصعق الكهربائي لفرض الطاعة على الآخرين

أجرى عالم النفس الأمريكي ستانلي ميلجرام سلسلة من التجارب لاستكشاف طبيعة طاعة الإنسان للآخرين.

كانت فرضية ميلجرام أن الناس غالباً ما يبذلون جهداً كبيراً وخطيراً في بعض الأحيان، أو حتى غير أخلاقي، لطاعة شخصية يرون أنها تمتلك سلطة.

في تجربة ميلجرام، أُمر الأشخاص بتوصيل صدمات كهربائية قوية بشكل متزايد لشخص آخر، وفي حين أن الشخص المعني كان مجرد ممثل يتظاهر بالتعرض للصعق بالكهرباء، فإن الأشخاص أنفسهم الذين أُجريت عليهم الدراسة كانوا يعتقدون تماماً أنهم يوصلون شحنات الكهرباء فعلاً، وأن الشخص الآخر قد صُدم بها بالفعل.

وقد بدأت مستويات الجهد عند 30 فولت، وزادت حتى 450 فولت كحد أقصى. وقد تم تمييز المفاتيح بعبارات من بينها "صدمة طفيفة"، و"صدمة متوسطة"، و"خطر: صدمة شديدة".

الصادم كان نتائج التجربة، فقد كان العديد من المشاركين على استعداد لتقديم أقصى مستوى من الصدمة للآخرين، لمجرد امتلاكهم السلطة لفعل ذلك، حتى عندما كان الشخص الذي يتظاهر بالصدمة يتوسل لإطلاق سراحه أو يشتكي من مرض في القلب أو من الشعور بألم شديد.

4- اختبار سلامة المنتجات على نزلاء السجون

في عام 1951، بدأ الدكتور ألبرت إم كليغمان، طبيب الأمراض الجلدية بجامعة بنسلفانيا، والمخترع المستقبلي المعروف، إجراء تجارب على النزلاء في سجن هولمزبيرج بفيلادلفيا.

وكما قال كليغمان لاحقاً لمراسل إحدى الصحف، "كل ما رأيته أمامي هو فدادين من الجلد البشري لإجراء تجاربي، كان الأمر أشبه بمزارع يرى حقلاً لأول مرة".

وعلى مدى العشرين عاماً التالية، سمح السجناء عن طيب خاطر لكليغمان باستخدام أجسادهم في تجارب تشمل اختبار فاعلية وسلامة معجون الأسنان ومزيل العرق والشامبو وكريمات البشرة والمنظفات والوجبات الغذائية السائلة وقطرات العين ومساحيق القدم وصبغات الشعر.

ورغم أن الاختبارات تطلبت خزعات مستمرة وإجراءات مؤلمة على السجناء، لكن لم يتعرض أي من السجناء لضرر طويل الأمد، لكنهم كانوا بمثابة فئران تجارب بالنسبة له بالمعنى الحرفي للكلمة.

التجارب العلمية على البشر لا تخلو من مخاطر وتبعات طويلة المدى - ShutteStock
التجارب العلمية على البشر لا تخلو من مخاطر وتبعات طويلة المدى – ShutteStock

5- نقل الملاريا لنزلاء السجون في محاولة لتطوير العلاج!

خلال الحرب العالمية الثانية كانت الملاريا وأمراض المناطق المدارية الأخرى تعرقل الجيش الأمريكي في المحيط الهادئ، ومن أجل السيطرة على المشكلة تم إنشاء مشروع أبحاث الملاريا في سجن ستايتفيل في ولاية إلينوي.

وحينها، عرّض أطباء من جامعة شيكاغو 441 سجيناً للدغات البعوض المصاب بالملاريا لإجراء البحوث عليهم، من أجل تطوير اللقاح والعقار المناسب.

ورغم وفاة أحد السجناء بنوبة قلبية، فإن الباحثين أصروا على أن وفاته كانت لا علاقة لها بالدراسة، وبالفعل استمرت التجربة التي حظيت بالثناء آنذاك على نطاق واسع في ستايتفيل لمدة 29 عاماً، وتضمنت أول اختبار بشري لبريماكين، وهو دواء لا يزال يُستخدم في علاج الملاريا والالتهاب الرئوي.

6- تعريض الأطفال لصدمات كهربائية بغرض "علاج سلوكهم"!

في الستينيات من القرن الماضي بدأت الدكتورة لوريتا بندر في نيويورك، ما اعتقدت أنه علاج ثوري للأطفال الذين يعانون من مشاكل اجتماعية في التواصل مع غيرهم، وهو العلاج بالصدمات الكهربائية. 

تضمنت أساليب بندر إجراء مقابلات مع طفل حساس، وتحليله أمام مجموعة كبيرة من الحاضرين، ثم ممارسة قدر خفيف من الضغط على رأس الطفل.

وكان من المفترض أن أي طفل يتحرك تحت هذا الضغط فإنه يعاني العلامات المبكرة لمرض انفصام الشخصية، وفقاً لزعم الطبيبة الخاطئ.

بالطبع، لم تكن أي من أفكارها وممارساتها دقيقة أو مبررة علمياً، وغالباً ما عرضت حياة وسلامة الأطفال للخطر.

بحلول الوقت الذي توقفت فيه علاجاتها بهذا النمط، كانت بندر قد استخدمت العلاج بالصدمات الكهربائية لأكثر من 100 طفل، وكان أصغرهم في الثالثة من عمره.

7- مشروع "الخرشوف" سيئ السمعة للمخابرات الأمريكية

في الخمسينيات من القرن الماضي، أدار مكتب الاستخبارات العلمية التابع لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية سلسلة من مشاريع "التحكم في العقل"، في محاولة للإجابة عن السؤال "هل يمكننا التحكم في الفرد إلى الحد الذي يخدمنا فيه، حتى ولو كان هذا ضد إرادته وضد القوانين الأساسية للطبيعة؟".

وقد درس أحد هذه البرامج، وهو مشروع حمل اسم "الخرشوف"، التنويم المغناطيسي، والإدمان القسري للمورفين، وأعراض انسحاب المخدرات، واستخدام المواد الكيميائية على الأشخاص في التجربة للتحريض على فقدان الذاكرة وجعلهم غير مدركين.

ورغم إغلاق المشروع في منتصف الستينيات بسبب عدم أخلاقيته، فقد فتح المشروع الباب أمام بحث مكثف حول استخدام التحكم بالعقل في العمليات الميدانية للسلطات الأمريكية لاحقاً.

ولا يزال هناك الكثير من التفاصيل والمعلومات المروعة حول تداعيات هذا المشروع ومخاطره على ضحاياه، بشكل دمّر حياة الكثيرين منهم، لكن يظل جانب كبير منها يخضع لتعتيم رسمي كبير.

تورطت المخابرات الأمريكية في العديد من التجارب الخطيرة على البشر - ShutterStock
تورطت المخابرات الأمريكية في العديد من التجارب الخطيرة على البشر – ShutterStock

8- إجراء الاختبارات على الأطفال المعاقين

في الخمسينيات من القرن الماضي، بدأت مدرسة ويلوبروك الحكومية بولاية نيويورك للأطفال المعاقين عقلياً، تعاني من تفشي التهاب الكبد بسبب الظروف غير الصحية في المكان.

لذلك اقترح الدكتور ساول كروغمان، الذي خضع للتحقيق بسبب تورطه في تفشي المرض أكثر، أن يجري تجربة على الأطفال المصابين، من شأنها أن تساعد في تطوير لقاح.

وتطلبت التجربة تعمّد إصابة الأطفال بالمرض وملاحظة مراحل تطوره.

ورغم أن دراسة كروغمان كانت مثيرة للجدل منذ بدايتها، فقد تمكن لاحقاً من الحصول على خطابات بالإذن من والدَي كل طفل لاستكمال أبحاثه عليهم.

ووصل الأمر أحياناً إلى فرض تقديم الطفل للتجربة في كثير من الأحيان باعتبارها الطريقة الوحيدة لضمان قبول رعايتهم والتحاقهم بالمؤسسة المكتظة.

9- أمريكا تجري أبحاثاً غير أخلاقية على فقراء غواتيمالا

بين العام 1946 وحتى عام 1948، تعاونت حكومة الولايات المتحدة، والرئيس الغواتيمالي خوان خوسيه أريفالو، وبعض وزارات الصحة الغواتيمالية، في إجراء تجربة بشرية على المواطنين الغواتيماليين الأقل حظاً.

إذ تعمّد الأطباء إصابة الجنود والبغايا والسجناء والمرضى العقليين بمرض الزهري وغيره من الأمراض المنقولة جنسياً، في محاولة لتتبّع التطور الطبيعي غير المعالج للمرض.

عولج ضحايا التجربة آنذاك بالمضادات الحيوية فقط، وأسفرت في نهاية المطاف عن 30 حالة وفاة موثقة على الأقل حتى عام 2010، عندما قدمت الولايات المتحدة اعتذاراً رسمياً لغواتيمالا عن مشاركتها في هذه التجارب.

10- تدريب طفل رضيع على المعاناة من الفوبيا

في واحدة من أشهر الدراسات في علم النفس، قام عالم السلوك الأمريكي جون واتسون ومساعِدتُه روزالي راينر، بتكييف طفل رضيع يبلغ 9 أشهر فقط، يُدعى ألبرت، بشكل غير إنساني لكي يخاف من الجرذان البيضاء.

وقد تم تعميم هذا الخوف لدى الرضيع ووصل حتى للأشياء البيضاء الأخرى، بما في ذلك الألعاب المحشوة ولحية واتسون.

وقد جرى تخويف الرضيع وتكييفه عن قصد حتى أصبح يعاني من صدمة نفسية، فقد توقفت الدراسة في النهاية قبل أن يتمكن واتسون وراينر من تعديل حالة الطفل.

وبالرغم من عدم معرفة الهوية الحقيقية للطفل ضحية تلك الدراسة، اقترح بعض الباحثين أن الصبي كان في الواقع طفلاً يدعى دوغلاس ميريت، وأنه كان يعاني من ضعف إدراكي، وانتهى به الأمر بالموت بسبب استسقاء الرأس، عندما كان عمره 6 سنوات فقط.

إذا كان هذا صحيحاً فهذا يجعل دراسة واتسون أكثر إثارة للجدل.

تحميل المزيد