ساهمت التكنولوجيا في تحسين العديد من جوانب حياتنا؛ إذ يمكن الوصول إلى العديد من المعلومات ووسائل الترفيه وغيرها بلمسة زر واحدة أو عبر تمرير الشاشة فقط، إلا أن هذه النقطة الإيجابية قد تشعرنا في بعض الأحيان أننا مقيدون مع هواتفنا الذكية؛ إذ لا يمكن تجاهل الرسائل أو أي معلومة داخله الشيء الذي يؤدي إلى ما يسمى بالإجهاد الرقمي.
كما أننا قد ننسى الوقت أثناء تصفح مواقع التواصل الإجتماعي خلال الساعات الأخيرة من الليل، الشيء الذي يؤدي إلى الإجهاد الرقمي، وهو مصطلح جديد لهذه الحالة التي أصبح الجميع يعاني منها، حسب موقع "Mind Body Green" الأمريكي تقول الدكتورة ليزا سترومان، عالمة النفس الإكلينيكية في فينيكس بولاية أريزونا: "يشير الإجهاد الرقمي إلى مشاعر التوتر والقلق والإرهاق التي يمكن أن تنشأ من الاعتماد المتزايد على التقنيات الرقمية والترابط المستمر الذي توفره".
سنتطرق في فقرات هذا المقال إلى أسباب وكيفية التعامل مع الإجهاد الرقمي، خاصة في فترة أصبح العالم متصلاً بشكل كبير في ظل الإلكترونيات ووسائل التواصل الاجتماعي.
أسباب الإجهاد الرقمي
قد تشعر أنك مجهز للتحكم في الوقت الذي تحتاجه أمام الشاشات وإنجاز عملك، لكن هناك بعض الأسباب التي تجعل من الصعب تجنب الإجهاد الرقمي وهي كالتالي:
- الكم الزائد من المعلومات: حسب نفس المصدر تقول الدكتورة ليزا إن التدفق المستمر للمعلومات التي تصلنا من الأجهزة والمنصات الرقمية يجعل من الصعب مواكبة كل شيء والبقاء على اطلاع به.
الشيء الذي يمكن أن يؤدي إلى تعدد المهام الرقمية، وهو ما يحدث عندما ترد على رسائل البريد الإلكتروني بينما تتصفح الشبكات الاجتماعية أو ترد على الرسائل. ويمكن أن يصيبك ذلك بالإرهاق والتوتر؛ مثل لعبة الفيديو حيث الهامستر الرقمي الذي وقع في عجلة دوارة.
- الخوف من عدم رؤية الجديد: لا يوجد زر إيقاف لأحدث الأخبار على بعض المنصات.الشيء الذي يمكن أن يخلق إحساساً بالضغط للبقاء على اتصال ومواكبة آخر الأخبار والاتجاهات والأحداث الاجتماعية.
وهذا يميل إلى تعزيز الشعور بالمنافسة والمقارنة الاجتماعية، مما يؤدي إلى الشعور بعدم الكفاءة وتدني احترام الذات والتوتر.
- الانفصال عن اللحظة الحالية: قد يؤدي الاستخدام المفرط لأجهزة الهاتف أو متصفحات النت إلى الزيادة في التوتر بسبب عدم القدرة على الخروج منها أو الاستغناء عنها.
طرق التعامل مع الإجهاد الرقمي
حتى إذا كنت تدرك أنَّ اعتمادك على الأجهزة الرقمية يؤثر في صحتك العقلية، فمن شبه المستحيل تجنب المشهد الرقمي تماماً. لكن ما يمكن أن يحدث فرقاً هو امتلاك الأدوات المناسبة للتعامل مع الإجهاد الرقمي عندما يزداد. وإليك كيفية إدارته وتقليله:
- أخذ فترات للراحة وذلك بتحديد أوقات معينة خلال اليوم لعدم استخدام الأجهزة الرقمية سواء داخل العمل أو خلال أوقات الراحة.
- اتبع قاعدة 20 – 20 وهي استخدامها لمدة 20 دقيقة والاستغناء عنها لعشرين ثانية، خلال هذه الفترة حاول النظر إلى بعد 6 أمتار لتقليل إجهاد العينين. أو استخدام قاعدة 50 -10 أي بعد استخدام الهاتف لمدة 50 دقيقة يفضل الاستراحة منه لمدة 10 دقائق أخرى للسماح للجسم للاسترخاء والخروج من التوتر الذي تسببه هذه الأجهزة.
- حدد إشعارات جهازك بما يناسبك. تقترح سترومان السماح بتلقي الإشعارات من التطبيقات التي تحتاجها فقط.
- امنح الأولوية للرعاية الذاتية. إنَّ ممارسة الرياضة والحضور الذهني والتأمل والحصول على النوم الجيد وتعزيز العلاقات خارج الإنترنت ستعزز صحتك العامة وتقلل من مستويات الإجهاد عندما تحتاج إلى الجلوس على الشاشة.
- مارس الحضور الذهني وذلك عبر تجنب تعدد المهام أو تصفح الإنترنت غير الواعي وركز على مهمة واحدة في كل مرة. ومن شأن فعل ذلك المساعدة في تسهيل التعرف على علامات الإجهاد الرقمي وأخذ قسط من الراحة عندما تبدأ في الشعور بالإرهاق.