في عملية معقدة استغرق تنظيمها عدة أشهر، جرى نقل أغطية توابيت يتجاوز عمرها آلاف السنين، من متحف إسرائيل في القدس؛ لإجراء فحص بالأشعة المقطعية في أحد المراكز الطبية، للتعرف على خفايا العمل الحرفي في صنع أغطية التابوت في القدم، بحسب موقع i24 الإسرائيلي، الأحد 21 مايو/أيار 2023.
ووفقاً للموقع، فإن أغطية التوابيت تلك تعتبر جزءاً من المجموعة المصرية المعروضة في متحف إسرائيل بالقدس، والغاية من فحصها بالأشعة هي التعرف على العمليات التي قام بها الحرفي أثناء تصنيع الأغطية منذ آلاف السنين.
كما أشار الموقع إلى أنه تم نقل غطاءين لتابوتين مصريين، مزينين ومنحوتين من خشب الجميز لإجراء فحص بالأشعة المقطعية في مركز شعاري تسيديك بإسرائيل، بإشراف أمين القسم المصري وموظفي معامل الترميم في متحف إسرائيل؛ من أجل تتبع الأعمال التحضيرية التي قام بها الحرفي قبل تزيين أغطية التابوت.
من جانبه، أوضح نير أور ليف، أمين الآثار المصرية في متحف إسرائيل، أن "الفحص سمح لنا بأن نفهم على نحو أفضل، الخطوات التي اتبعها الحرفي الذي صنع أغطية التابوت، وهو ما أسهم كثيراً لفائدة البحث الذي نجريه. ومن خلال المسح، تم تحديد التجاويف في الخشب التي تم ملؤها بالجبس كجزء من التحضير لتزيين التوابيت، وكذلك الأجزاء المختلفة التي تم نحتها بالكامل من الجبس ولم يتم حفرها في الخشب مباشرة".
يعود غطاء التابوت الأول إلى نحو 950 قبل الميلاد، ويعود للمغنية التي شاركت في الطقوس الاحتفالية للإله آمون رع.
يظهر اسم المرأة، جيد-موت، في سطور النص المركزية للتابوت والتي تتضمن سطور تمجيد للمتوفاة.
يعود تاريخ التابوت الثاني إلى الفترة ما بين القرن السابع والقرن الرابع قبل الميلاد، وكان هذا التابوت ملكاً لأحد النبلاء المصريين يُدعى بيتاح حتب.
وحسب الموقع الإسرائيلي فقد استغرقت الاستعدادات للفحص بالأشعة نحو خمسة أشهر، والتي جرت بالتعاون والتنسيق بين طاقم متحف إسرائيل وطاقم قسم التصوير في شعاري تسيدك.
كما استلزم بناء صناديق خاصة لنقل أغطية التابوت، وفقاً للأبعاد الدقيقة لكل غطاء.
ووضع مركز شعاري تسيديك الطبي موعداً خاصاً للفحص الاستثنائي المقرر استقباله تحت إشراف شلومي حازان، كبير أخصائي الأشعة في جهاز التصوير.
من جهته، قال حازان، كبير أخصائيي الأشعة: "لا تتأتى كل يومٍ المشاركة في لقاء بين التاريخ المجيد والتقدم التكنولوجي الطبي. سمحت لنا التكنولوجيا المتقدمة بفحص كل ملليمتر في التوابيت، في برنامج مقرون بمستويين من الطاقة، وهو أمر فريد من نوعه يتميز به بشكل استثنائيٍّ الماسح الضوئي الخاص بنا".
وتبع حازان: "يتيح المسح باستخدام الجهاز المتقدم التوقف بوضوح وعلى حدة على أنواع المواد المختلفة المتداخلة في التوابيت؛ الخشب والجبس والمساحات الهوائية".
وزاد: "سمحت لنا الدقة العالية برؤية حلقات الشجرة في المقطع العرضي، وتم إجراء عمليات إعادة بناء ثلاثية الأبعاد على الأقسام التي ستساعد الفريق على اكتشاف مركبات المواد المختلفة".