الزربية المغربية ليست مجرد سجاد حيك بعناية من صوف الأغنام، فهو انعكاس أيضاً لتقاليد توارثتها العديد من القبائل في المغرب منذ قرون.
تاريخ السجاد المغربي "الزربية"
يعتبر السجاد المغربي من الصناعات العريقة التي توارثتها الأجيال عبر مئات السنين، ووفقاً لما ورد في موقع ancient-origins، فقد صنعت القبائل الأصلية في المغرب تلك البسط من صوف الأغنام منذ قرون مضت وحتى الآن.
تتميز الزربية المغربية بتصميماتها المتميزة التي تختلف من منطقة إلى أخرى، كما تتميز أيضاً بجودتها العالية والبراعة الواضحة في الصنع والحياكة.
جهد هائل لحياكة سجادة واحدة
تتطلب السجادة الواحدة قدراً هائلاً من الجهد والوقت لصنعها، إذ يجب أولاً الحصول على الصوف من الأغنام الجبلية ثم القيام بتنظيفه جيداً بعملية تأخذ وقتاً طويلاً.
بعد ذلك يتم تلوين الصوف بأصباغ طبيعية، قبل أن تبدأ النساء بغزل الصوف ونسج تصميمات هندسية مذهلة من وحي خيالهن أو من التصميمات الدارجة المتوارثة.
وبناء على ذلك، فإن أسعار الزربية المغربية باهظة بلا شك؛ نظراً للوقت والجهد المبذولين في صنعها.
النساء في صناعة السجاد المغربي
في الوقت الحالي ينخرط العمال والحرفيون في حياكة الزرابي المغربية، لكنها مهنة نسائية في الأصل، وإلى الآن لا مجال للمنافسة مع القطع الفنية التي تنتجها النساء القرويات. لكن هذه القطع باتت باهظة الثمن بشكل متزايد، خاصة أن النساء اللواتي يعملن اليوم في حياكة السجاد لا يبعنه لاعتبارات اجتماعية ويفضلن الاحتفاظ به أو إهداءه، مما يجعل الحصول على قطعة منه صعب المنال.
وحتى الفئة البسيطة من النساء اللواتي لا يزلن يمتهن بيع السجاد المغربي، فإنهن لا يحصلن على الحصة الأعلى من أسعار منتجاتهن، وفقاً لما ذكر في موقع ancient-origins، إذ يحصل الوسطاء على النصيب الأكبر في مثل هذه الصفقات.
وقد تم تشكيل حوالي 50 جمعية تعاونية للنضال من أجل حصول النساء على أجور عادلة، مع ذلك لا تزال التحديات كبيرة أمامهن بما في ذلك محدودية الوصول إلى وسائل النقل، وعدم الوصول إلى الأسواق، والمنافسة من التقليد، إذ باتت القطع المقلدة المصنوعة خارج المغرب تنافس السجاد الأصلي.
كذلك يلجأ بعض الحرفيين إلى التحايل في صنع الزرابي، وذلك باستعمال الصوف عالي الجودة على وجه الزربية فقط، واستخدام الأصباغ الكيميائية بدلاً من الأصباغ الطبيعية التي تستخدمها النساء القرويات في حياكة سجادهن، إذ يعتمدن على مستخلصات النباتات والتوابل لتلوين خيوط الصوف.
أنواع الزرابي
يتميز السجاد المغربي بأنواعه المختلفة وتصاميمه المميزة تبعاً للمنطقة المنتجة، وفي حين يطغى اللون الأحمر الفاقع على الكثير من التصاميم إلا أن لكل منطقة نمطها الخاص من الزرابي الذي يميزها.
ومن الألوان الأخرى المستعملة في الزرابي نجد الأزرق والأحمر والأصفر والأخضر، أما التصاميم فهي انعكاس للتمازج الثقافي بين الأمازيغ والعرب، كما أن التأثر بالنمط الأندلسي واضح أيضاً.
وهناك العديد من أنواع الزرابي المغربية فمنها الزربية المراكشية والفاسية والوجدية والزمورية.
كذلك لدينا الزربية الأطلسية التي تتميز بالتصاميم الهندسية مختلفة الأحجام، ونادراً ما تحتوي هذه الزرابي على رسومات لحيوانات أو أشخاص، وتتركز صناعتها بوجه خاص في قرى سوس والأطلس.
أما الزربية الرباطية على سبيل المثال، فتتميز بصوفها الكثيف ويغلب عليها اللون الأحمر الذي غالباً ما يستخدم كلون أساسي لأرضية السجادة، ثم يغزل فوقه أشكال بألوان مختلفة، وتتميز الزربية الرباطية بأن الطابع الإسلامي غالب عليها في التصاميم.