تحفز الدماغ لإفراز الدوبامين وتساعد على الاسترخاء.. لهذه الأسباب نحبّ الموسيقى

عربي بوست
تم النشر: 2023/05/11 الساعة 12:06 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/05/11 الساعة 12:06 بتوقيت غرينتش
تأثير الموسيقى على الدماغ / shutterstock

رافقت الموسيقى البشر منذ بداية التاريخ، سواء أكانت للترفيه أم حتى استخدامها في بعض الطقوس الدينية في الحضارات القديمة. ويمكن للموسيقى أن تؤثر على الحالة النفسية والمشاعر، وهو ما يقودنا إلى السؤال: لماذا نحب الموسيقى؟

يقول الدكتور "روبرت زاتوري" عالم الأعصاب المعرفي في معهد مونتريال للأعصاب: "في حين أن الدماغ البشري مرتبط بالشعور بالمتعة بضروريات البقاء الأساسية، مثل الأكل والجنس، فإن الموسيقى، وعلى الرغم من أنها ممتعة بشكل واضح، لا تقدم المزايا التطورية نفسها. فلماذا نستجيب لأنماط الأصوات التي تختفي في لحظة؟ ونتعلم العزف على الآلات؟".

وإليك الأسباب العلمية وراء حبنا للموسيقى: 

تأثير الموسيقى على الدماغ وعلاقته بالدوبامين

بحسب دراسة نشرت في مجلة "Nature Neuroscience"، فإن أدمغتنا تفرز الدوبامين عند الاستماع إلى الموسيقى، والذي بدوره يجعلنا سعداء. كما وجد الباحثون أن إطلاق الدوبامين يكون أقوى عندما تصل مقطوعة موسيقية إلى ذروتها العاطفية، ويشعر المستمع "بقشعريرة" وإحساس بالوخز والإثارة والرهبة.

لماذا نحب الموسيقى
الأسباب العلمية وراء حبنا للموسيقى / shutterstock

وبينما تفرز أدمغتنا الدوبامين أثناء السلوك الضروري للبقاء مثل الجنس أو الأكل. وهو طريقة تشجعنا على القيام بالمزيد من هذه السلوكيات. لكن الموسيقى ليست أساسية بالطريقة نفسها.

يقول زاتوري: "تستخدم الموسيقى "نظام المكافأة" نفسه، على الرغم من أنها ليست ضرورية من الناحية البيولوجية للبقاء على قيد الحياة".

وتوفر الموسيقى وسيلة للهروب من التوتر بسبب مشاكل العالم من حولنا. وتعمل الموسيقى كترفيه يساعد على جعلنا في حالة مزاجية إيجابية.

ويمكن للموسيقى أن تريح الجسم لأن موجات الدماغ قادرة على المزامنة مع إيقاع الأغنية. يمكن أن تعكس الحالة المزاجية للناس ما يختارون الاستماع إليه. قد تجعل الموسيقى السريعة أو النشطة الناس يشعرون باليقظة والحماس، بينما تهدئهم الموسيقى البطيئة. 

التعرف على الأنماط قد يكون إجابة سؤال: لماذا نحب الموسيقى؟

أحد الاحتمالات، كما يلاحظ الدكتور "روبرت زاتوري"، أن حبنا للموسيقى قد ينبع من حبنا للأنماط. من المفترض أن أدمغتنا تتمتع بخاصية التعرف على الأنماط، لأنها مهارة أساسية للبقاء على قيد الحياة.

لماذا نحب الموسيقى
التعرف على الأنماط قد يكون إجابة سؤال: لماذا نحب الموسيقى؟/ shutterstock

مثلاً، سماع صوت حيوان مفترس، يعني أنك قد تكون معرضاً لهجوم من ذلك الحيوان، أو رائحة الدخان تعني أن عليك الهرب أو الابتعاد لأن هناك خطر النار. وكذلك الأمر مع الموسيقى فهي نمط، نتوقع باستمرار الألحان والتناغم والإيقاعات التي قد تأتي بعد ذلك.

ولهذا السبب قد لا نحب عادةً أنماط الموسيقى التي لا نعرفها. عندما لا نكون على دراية بـ"أسلوب الموسيقى"، فليس لدينا أساس للتنبؤ بأنماطه. ويستشهد "زاتوري" بموسيقى الجاز كأسلوب موسيقي واحد، يعاني الكثير من الأشخاص غير الملمين بأنماطه، من صعوبة الإعجاب به.
وعندما لا نستطيع التنبؤ بالأنماط الموسيقية، نشعر بالملل. نتعلم من خلال ثقافتنا ما هي الأصوات التي تشكل الموسيقى. وبالنسبة لنا باقي الموسيقى الأخرى مجرد ضجيج عشوائي.

الموسيقى تساعدنا على التواصل مع الآخرين ومع أنفسنا

يمكن أن تساعدنا الموسيقى في التواصل مع الآخرين، ويمكن أن يمنحك ذلك الأمر شعوراً بالرضا والتواصل.

أظهرت دراسة أجريت عام 2012 أن الأفراد الذين استمعوا إلى الموسيقى مع الأصدقاء المقربين أو شركائهم أظهروا استجابات ذاتية أقوى بشكل ملحوظ من أولئك الذين استمعوا بمفردهم.

لماذا نحب الموسيقى
يمكن أن تساعدنا الموسيقى في التواصل مع الآخرين / shutterstock

وقد نتعاطف بشكل أفضل مع الحالات العاطفية أو العقلية للآخرين، وفي بعض الأحيان، تبدو الموسيقى كأنها "صديق افتراضي"، حيث توفر العزاء والراحة عند الحاجة، وربما تحفز إطلاق هرمون الأوكسيتوسين الذي يقلل التوتر.

كما يمكن للموسيقى مساعدتنا في التعبير للآخرين عما نشعر به، في كثير من الأحيان يمكنك معرفة الحالة المزاجية للشخص في وقت معين، من خلال نوعية الموسيقى التي يستمع إليها.
وفي بعض الأحيان قد يؤدي الاستماع للموسيقى، إلى تفاقم المشكلة، الموسيقى الحزينة مثلاً، والاستماع لها وقت الشعور بالحزن، تزيد من ذلك الشعور، ولكن في أحيان أخرى يمكن أن يساعدك الانتباه للموسيقى التي تستمع إليها في معرفة عاطفة تشعر بها ولم تتمكن من التواصل معها. ونتيجة لذلك، قد نشعر بمزيد من الوعي العاطفي أو الاستقرار بعد ذلك.

تقول الدكتورة صوفيا تيجارت، وهي أستاذ مساعد في جامعة ولاية واشنطن: "إن أحد الأسباب التي تجعل الكثير من الناس يحبون الاستماع إلى الموسيقى هو أنها يمكن أن تؤثر على المشاعر، والموسيقى هي عاطفة يمكنك سماعها".

يتمتع البشر بالقدرة على تجربة عشرات المشاعر، من السعادة إلى الحزن إلى الخوف. وربما يمكنك التفكير في بعض المشاعر المختلفة التي شعرت بها أثناء الاستماع إلى الموسيقى.

وبحسب تيجارت فإن فكرة أن الموسيقى يمكن أن تؤثر على عواطفنا كانت موجودة منذ آلاف السنين. حتى إن الإغريق القدماء كانوا يصفون أنواعاً معينة من الموسيقى للمساعدة في تحسين رفاهية الناس أو مزاجهم.

وفي العصر الحديث، أظهرت لنا الأبحاث أن الدماغ سيطلق مواد كيميائية طبيعية معينة عند الاستماع إلى الموسيقى. ينتج الجهاز العصبي للجسم الإندورفين، والذي يمكن أن يساعد في تقليل الألم والتوتر. 

تحميل المزيد