أفادت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، السبت 6 مايو/أيار 2023، نقلاً عن وثائق، بأن جوجل تعتزم تطوير محرك البحث الخاص بها ليصبح "أكثر حيوية وأيسر استخداماً وأكثر خصوصية وإنسانية" مع التركيز على خدمة الشبان حول العالم.
تأتي هذه الخطوة في الوقت الذي تكتسب فيه تطبيقات الذكاء الاصطناعي، مثل "تشات جي.بي.تي" شعبية سريعة، ما يسلط الضوء على إحدى التقنيات التي ربما تغير تماماً أسلوب عمل الشركات وحياة المجتمعات.
كما ذكر التقرير أن عملاق التكنولوجيا سيغير نسقاً تقليدياً لتقديم نتائج البحث يُعرف باسم "الروابط العشرة الزرقاء"، مع خطط لدمج المزيد من الأصوات البشرية كجزء من التحول.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مصادر مطلعة قولها إن من المتوقع أن تطلق جوجل خلال مؤتمر سنوي للمطورين هذا الأسبوع مزايا جديدة تتيح للمستخدمين إجراء محادثات مع برنامج ذكاء اصطناعي يحمل اسم (ماجي)، فيما لم ترد جوجل التابعة لشركة ألفابت حتى الآن على طلب التعليقات.
تحديث لمحرك بحث جوجل!
ويأتي هذا في وقت أفادت به تقارير غربية بأن شركة جوجل تسعى إلى تحديث محركها الحالي من خلال مشروعات بحثية حديثة لمواجهة المنافسة المتصاعدة في مجال الذكاء الاصطناعي، بعد تفكير شركة سامسونغ في التخلي عن محركها البحثي والاستعانة بمحرك البحث بينغ، التي تقدمه شركة مايكروسوفت، ليكون محرك البحث الافتراضي الأساسي في أجهزتها الإلكترونية.
وأشارت التقارير إلى أن موظفي جوجل صُدموا عندما علموا في مارس/آذار بأن شركة الإلكترونيات الكورية الجنوبية العملاقة "سامسونغ" تدرس الاستعانة بمحرك البحث "بينغ" بدلاً من جوجل، لا سيما أن بينغ يشارك في سوق محركات البحث منذ سنوات، لكن الاهتمام به بين المطلعين على الصناعة قد تضاعف مؤخراً بعد أن أضاف إلى إمكاناته تقنية ذكاء اصطناعي حديثة.
ووفقاً للصحيفة، فإن الرسائل الداخلية التي تبادلها موظفو جوجل، تشير إلى أن "الذعر" كان رد الفعل السائد بين موظفي جوجل بعدما تناهى إليهم تفكير شركة سامسونغ في التخلي عن محركها البحثي والاستعانة بمحرك البحث بينغ، إذ يعني ذلك أن الإيرادات السنوية البالغة 3 مليارات دولار من عقد سامسونغ مع جوجل قد صارت على المحك. وعلاوةً على ذلك، فإن جوجل مرتبطة بعقد قيمته 20 مليار دولار مع شركة أبل، ومن المقرر تجديده هذا العام.
وهكذا، صار بينغ أكبر خطر يواجهه محرك البحث جوجل منذ 25 عاماً. وللرد على ذلك، بدأت جوجل في مسابقة الزمن لبناء محرك بحث جديد تماماً يكون مدعوماً بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
إذ تشير الوثائق الداخلية التي اطَّلعت عليها الصحيفة الأمريكية إلى أن جوجل تسعى كذلك إلى تحديث محركها الحالي بأحدث الميزات التي توفرها تقنيات الذكاء الاصطناعي.
مخاوف جوجل
بدأت مخاوف جوجل من المنافسة مع محركات البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي منذ أن قررت شركة OpenAI، الشركة الناشئة المتعاونة مع مايكروسوفت، في إصدار برنامج ChatGPT للذكاء الاصطناعي في نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
إذ قال مصدران مطلعان لم يُسمح لهما بمناقشتها علناً، إن شركة جوجل سارعت بعد ذلك بأسبوعين إلى إنشاء فريق عمل في قسم البحث التابع لها، للعمل على بناء منتجات مزودة بتقنيات الذكاء الاصطناعي.
إلى ذلك، أصبح تحديث جوجل لمحرك بحثها أشبه بالهوس، وقد تُفضي التغييرات المخطط لها إلى ظهور برنامج جديد للذكاء الاصطناعي، يغير ملامح هذه التكنولوجيا في هواتف المستخدمين ومنازلهم في جميع أنحاء العالم.
ويعد الخطر الذي يمثله تخلِّي سامسونغ عن محرك جوجل هو أول صدع محتمل فيما بدا سيطرة منيعة للشركة على سوق محركات البحث، التي بلغت قيمتها 162 مليار دولار العام الماضي.
ومع ذلك لا يُعرف إن كان تحديث مايكروسوفت لمحرِّك بحثها بينغ بإمكانات الذكاء الاصطناعي هو السبب الرئيسي في تفكير سامسونغ في التخلي عن جوجل بعد 12 عاماً من الاعتماد عليها، أم أن الأمر يرجع إلى أسباب أخرى.
وعلى كل حال، فإن التفاوض على العقد الجديد بين جوجل وسامسونغ لا يزال جارياً، ومن الممكن أن تتمسك الشركة الكورية الجنوبية بجوجل في نهاية الأمر.
ومع ذلك، فإن مجرد تفكير سامسونغ -التي تصنع مئات الملايين من الهواتف الذكية التي تعتمد على نظام أندرويد من جوجل كل عام- في التخلي عن جوجل أثار الذعر بين موظفيها.
من جهته، قال متحدث باسم جوجل إن الشركة تعمل باستمرار على تحسين محركها البحثي لتعزيز إقبال المستخدمين والشركاء على اختيار جوجل، وفي الوقت نفسه فإن صانعي هواتف أندرويد لديهم كامل الحرية في تبني تقنيات من شركات مختلفة لتحسين تجربة مستخدميهم.