بعدما توجهت كل الأنظار إلى السجادة الحمراء لحفل "ميت غالا" (Met Gala) السنوي، يوم الإثنين الأول من مايو/أيار، كانت إطلالات الفنانين والفنانات هي حديث الساعة، بداية من اختياراتهم لدور الأزياء التي قرروا الاختيار منها، وصولاً إلى الحلي والمجوهرات التي ظهروا بها أو استعاروها لحضور الحفل الشهير بها لخطف أضواء الكاميرات.
ومن بين من تألقوا ولفتوا الأنظار على السجادة الحمراء المغنية الألبانية دوا ليبا، التي اختارت فستاناً كلاسيكياً بتصميم يعود لمطلع التسعينيات، وكَلّلت إطلالتها بماسة فريدة استعارتها للحفل من إحدى أكبر دور المجوهرات العالمية.
إطلالة فريدة لدوا ليبا بعقد ماسي فريد
وبصفتها أحد المضيفين المشاركين بالحدث الذي جاء لتكريم المعرض الجديد لمتحف متروبوليتان للفنون، كان على دوا ليبا أن تقدم مظهراً ساحراً وفريداً من نوعه لإطلالتها خلال الحفل السنوي المهم.
حيث ارتدت المغنية والمؤدية المشهورة ثوباً باللونين الأبيض والأسود من شانيل بتصميم كلاسيكي يعود للعام 1992، لكن ما لفت الأنظار بشكل خاص هو اختيارها من الإكسسوارات، حيث ارتدت عقداً ماسياً فريداً ومثيراً للاهتمام، يزن أكثر من 100 قيراط من الألماس.
إذ أصبحت دوا ليبا أول نجمة ترتدي عقد الألماس الأسطوري الجديد من تصميم علامة Tiffany & Co العالمية، والذي تم ترصيع عقده في تصميم يحمل اسم "نجمة لوسيدا" أو (Lucida Star)، لكي تتوسط الألماسة العملاقة منتصف العقد، في نسخة حديثة لإحدى أقدم وأثمن قطع تلك الدار الماسية.
إذ يبلغ وزن الألماسة البيضاء أكثر من 100 قيراط، ويُعتقد أن ثمنها يساوي 10 ملايين دولار تقريباً.
ووفقاً للملصق التوضيحي للقطعة الفريدة، بحسب مجلة "فوغ" العالمية للموضة والجمال، فإن الألماس الأبيض الجديد يضم 82 جانباً ووجهاً ساطعاً وعاكساً للضوء.
ورغم أن الحجر الجديد يساوي عشرات الملايين من الدولارات، فإن التصميم ليس كذلك، حيث أشار المنفذ للعلامة إلى أن ماسة تيفاني الصفراء "تيفاني دايموند" عيار 128.54 قيراط، هي واحدة من "القطع الأكثر شهرة" في تيفاني، والتي بناءً عليها تم تصميم العقد الجديد الذي ارتدته دوا ليبا لأول مرة على الإطلاق.
فقد تم اكتشاف الألماسة الصفراء التي صُمم عقد ليبا طبقاً لها عام 1877 في جنوب إفريقيا، وقد اشتراها مؤسس علامة المجوهرات تشارلز لويس تيفاني مقابل 18 ألف دولار آنذاك، وهي القيمة المهولة نظراً إلى أن وزنها يبلغ أكثر من 100 قيراط في مناجم الألماس بكيمبرلي في جنوب إفريقيا، ومنذ ذلك الحين أصبحت واحدة من أشهر قطع تيفاني الألماسية، بسبب حجمها الاستثنائي ونقائها. وقد تم تقدير قيمتها عام 2019 بنحو 30 مليون دولار، وهو الرقم الذي يُرجح أنه قد زاد ملايين إضافية في الوقت الحالي.
تخليداً لقطعة أسطورية من الألماس الأصفر
ومنذ حصول دار المجوهرات العالمية على الألماسة الصفراء الأسطورية، ارتدت 4 نساء فقط ألماسة تيفاني الأصلية، التي تم تصميم الأخيرة طبقاً لها.
وما يجعل القطعة التي ظهرت بها دوا ليبا في حفل الغالا تبدو مألوفة أنها صُنعت لتكريم القلادة الأسطورة "تيفاني دايموند"، التي ارتدتها الفنانة الأمريكية أودري هيبورن في لقطات دعائية عام 1961، لفيلمها الأيقوني "الإفطار في تيفانيز" أو (Breakfast at tiffany's)، وبعد ذلك من قبل ليدي غاغا في حفل توزيع جوائز الأوسكار لعام 2019، ثم بيونسيه في حملة للعلامة التجارية في عام 2021.
امتنان ليبا لكونها أول من يرتدي العقد الجديد
وخلال مقابلة صحفية لها على السجادة الحمراء عن نسختها الجديدة من الجوهرة الأيقونية التي أعارتها دار المجوهرات لها، قالت دوا ليبا: "إنها ألماسة تيفاني.. أشعر بأنني محظوظة جداً لأنني ارتديتها الليلة، نعم لقد أخرجوها من القبو خصيصاً من أجلي".
وتابعت: "إنه أمر خاص للغاية لم نشهده من قبل، ولهذا السبب أشعر بأنني محظوظة للغاية لأنني سأعرضها الليلة، هنا في ميت غالا".
وفي حين أشاد الكثيرون بإطلالة دوا ليبا على السجادة الحمراء، قال آخرون وفقاً لمجلة (Independent) البريطانية مازحين لإن قطعة المجوهرات الضخمة تشبه العقد الألماسي من فيلم (Ocean's 8)، والذي ركز على مؤامرة لسرقة عقد كارتييه ماسي بحجم ضخم.
المشاهير وفرصة استعارة المجوهرات الثمينة
وفي وقت سابق، صرح مارتن كاتز، أحد أشهر صانعي المجوهرات العالميين، لوكالة أسوشيتد برس (AP) العالمية، فإن المشاهير يرتدون، في المتوسط، ما بين 200 ألف دولار ومليون دولار من المجوهرات في العروض والحفلات الشهيرة، وهم لا يدفعون سنتاً مقابل أي منها.
وأوضح المصمم أن صائغي المجوهرات يقرضون القطع البراقة للنجوم، على أمل الحصول على دعاية مجانية من خلالهم.
ونظراً لأنه يجب إعادة الجواهر بعد الحفل، فإن العملية بأكملها تتطلب مستوى عالياً من التأمين، بداية من خروج قطعة المجوهرات الثمينة من دار التصميمات، وصولاً إلى توصيلها لمنازل المشاهير أو الفنادق مع شاحنات وحراس في سيارات مدرعة، وبالطبع بنظام تأمين خاص لحمايتها من السرقة.