في حادثة صادمة، عرض زعيما مافيا في نابولي على أبوين منحهما مبلغاً مالياً؛ تعويضاً عن قتل ابنهما بالخطأ وإذابة جثته في حمض، إذ تقول صحيفة The Times البريطانية إن العرض الذي تبلغ قيمته 60 ألف يورو وشقة، قدمه سالفاتور كاماروتا وكارلو نابي، جاء بعد أن بدأت محاكمتهما على قتل عامل البناء جوليو جاتشو عام 2000، الذي حُطمت أسنانه بمطرقة، وأذيبت جثته في حمض؛ للتستر على الجريمة.
وهذه القضية التي اكتنفها الغموض لسنوات تم حلها بعد أن اتهم منشق من عشيرة بولفرينو كاماروتا (56 عاماً)، ونابي (64 عاماً)، بإصدار أمر القتل، الذي زعم أنه تم للشخص الخطأ.
وقال أليساندرو موتا، محامي عائلة الضحية: "كانوا يلاحقون رجلاً يُدعى سالفاتور اتُّهم بإقامة علاقة مع ابنة أخت كاماروتا، التي كانت زوجة أحد أفراد العشيرة، وقيل لهم إنه سيكون في مكان معين في وقت معين".
وقال: "القتلة الذين أرسلهم الزعماء ذهبوا إلى المكان وهم يرتدون زي ضباط شرطة وأمروا الرجل بالصعود إلى سيارتهم، لكنهم أمسكوا بجاتشو خطأً. وكان آخر ما قاله، "لقد ارتكبت خطأ أيها الضابط، أنا أنتمي لعائلة صالحة"، قبل أن يقتلوه برصاصة في رأسه".
وأضاف: "وبعد حمل الجثة الملطخة بالدماء إلى كاماروتا، تم أخرجها من السيارة وركلها ولكمها، قبل أن يحطموا أسنان جاتشو في حال لم ينجح الحمض الذي أذابوا فيه جثته في إذابة أسنانه". وقد أُلقي برفات جاتشو في منطقة مهجورة على أطراف نابولي.
وقال المنشق عن المافيا، روبرتو بيروني، للشرطة إن هذه اللحظة كانت "أسوأ" لحظة في حياته الإجرامية، وازدادت سوءاً حين أدركت العشيرة أنها قتلت الرجل الخطأ جاتشو (26 عاماً) الذي يخلو ملفه من أي جرائم.
وعشية المحاكمة، عرض كاماروتا ونابي على عائلة جاتشو 30 ألف يورو من كل منهما، أضاف إليها كاماروتا شقة قال إنها بقيمة 120 ألف يورو. وقال موتا: "القانون الإيطالي يخفف ثلث العقوبة في حال دفع تعويض عن جريمة".
وقال إن العائلة رفضت العرض رفضاً قاطعاً عرض المافيا. وقال: "يرغبون في توقيع أقصى عقوبة على منفذي هذه الجريمة المروعة، خاصة أنهم لم يجدوا جثة ابنهم ليبكوها".