توقع صندوق الأمم المتحدة للسكان، الأربعاء، 19 أبريل/ نيسان 2023، أن تصبح الهند البلد الأكبر في العالم من حيث عدد السكان بحلول منتصف العام 2023، متخطية الصين بنحو 3 ملايين نسمة، على الرغم من تسهيل بكين لسياسات الإنجاب بالبلاد، في حين سيصل عدد سكان العالم إلى 8,045 مليار نسمة، خلال الفترة ذاتها.
جاء ذلك في تقرير للصندوق الأممي حول حالة سكان العالم، وقال إن الشعب الهندي سيضم 1,4286 مليار نسمة، مقابل 1,4257 مليار نسمة للصين، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
كانت التوقعات الأممية تقدر ارتفاع عدد سكان الهند إلى 1.429 مليار خلال العام الجاري، مقابل 1.426 مليار في الصين، وقبل عقد من الزمن، كان عدد سكان الصين يبلغ 1.385 مليار نسمة، مقابل 1.307 مليار في الهند.
وخلال السنوات العشر، زاد عدد سكان الصين بنسبة 2.96%، بينما ارتفع عدد سكان الهند بنسبة 9.33%، وزاد التعداد السكاني في الهند بمقدار 122 مليوناً منذ عام 2014، أي حوالي مليون شخص شهرياً، بحسب ما ذكرته وكالة الأناضول.
كانت بيانات رسمية نُشرت في مطلع العام 2023، وأشارت إلى تراجع عدد سكان الصين العام الماضي لأول مرة منذ 1960-1961 حين عانى البلد من مجاعة بدأت في 1959 وتسببت بوفاة عشرات ملايين الأشخاص، إثر أخطاء في النهج الاقتصادي المتبع ضمن سياسة "الوثبة الكبرى".
من المفارقة أيضاً أن تراجع عدد سكان الصين، يُسجل بالرغم من تليين سياسة الحد من الولادات في السنوات الأخيرة، والتي جاءت بعدما كان لا يُسمح للصينيين سوى بإنجاب طفل واحد، والآن بات بإمكانهم إنجاب 3 أطفال منذ 2021.
يُنسب هذا التراجع الديموغرافي بصورة عامة إلى كلفة المعيشة، التي ازدادت بشكل كبير في الصين، فضلاً عن كلفة تربية طفل، كما أن مستوى التحصيل الدراسي للنساء ارتفع، ما يؤدي كذلك إلى إرجاء الحمل.
من جانبها، لا تملك الهند أي بيانات رسمية حول عدد سكانها؛ إذ لم تجر أي تعداد سكاني منذ 2011، إذ تنظم الهند تعداداً سكانياً مرة كل عقد، وكان من المفترض أن يتم في 2021، لكنّه أرجئ بسبب تفشي جائحة كوفيد-19.
وتحول عقبات لوجستية وتحفظات سياسية دون إجرائه حالياً، ومن غير المرجح أن تتم مثل هذه العملية الواسعة النطاق في مستقبل قريب.
لذا، تواجه حكومة رئيس الوزراء الهندي، نارندرا مودي، القومية الهندوسية اتهامات من معارضيها بتعمد إرجاء التعداد السكاني لتفادي نشر بيانات حول مسائل حساسة، مثل البطالة، قبل الانتخابات الوطنية العام المقبل.
تعاني الهند من صعوبات كبرى في إنتاج الكهرباء وتوفير الغذاء والمساكن بكميات كافية لسكان في تزايد، وتجد المدن الكبرى صعوبات في التعامل مع الوضع.
يُشير معهد "بيو" للأبحاث الأمريكي، إلى أن سكان الهند ازدادوا بأكثر من مليار نسمة منذ 1950، السنة التي بدأت فيها الأمم المتحدة وضع بيانات ديموغرافية.
عدد سكان العالم
في سياق متصل، يتوقع تقرير صندوق الأمم المتحدة للسكان أن يبلغ عدد سكان العالم 8,045 مليار نسمة، خلال الفترة ذاتها.
في المقابل، من المتوقع تسجيل انهيار ديموغرافي في بعض الدول وبصورة أساسية في أوروبا وآسيا خلال العقود المقبلة، بحسب بيانات أصدرتها الأمم المتحدة في يوليو/تموز حول تطور سكان العالم بحلول 2100.
في إفريقيا، تشير التوقعات إلى تزايد عدد السكان من 1,4 مليار إلى 3,9 مليار نسمة بحلول 2100، ما سيمثل 38% من سكان العالم مقابل حوالي 18% حالياً.
كان عدد السكان قد تراجع خلال العقد الماضي في ثماني دول يزيد تعدادها على 10 ملايين نسمة، معظمها في أوروبا وبينها اليونان وإيطاليا وبولندا والبرتغال ورومانيا، بحسب بيانات يوليو/تموز.
وفق هذه البيانات، تسجل اليابان أيضاً تراجعاً ديموغرافياً ناتجاً عن شيخوخة السكان، مع تراجع يزيد على 3 ملايين نسمة بين 2011 و2021.
أما عدد سكان العالم، فمن المتوقع ألا يتراجع إلا اعتباراً من تسعينيات القرن الحالي، بعد بلوغه الذروة إلى 10,4 مليار نسمة، بحسب الأمم المتحدة.