كشفت دراسة أثرية أن الأيادي اليمنى المقطوعة لـ12 شخصاً، التي تم العثور عليها مكوّمة في فناء قصر مصري قديم، قد تكون نتيجة لطقوس مروّعة "لأخذ الكأس" من قبل غزاة أجانب، وهو ما يعد أول "دليل عظمي" على أيدٍ مقطوعة في مصر القديمة وتحليلها، وقد تكون عادة مصرية تعود لعهد الملك أحمس، بحسب مجلة sciencealert، الأربعاء 5 أبريل/نيسان 2023.
والنقوش من المقابر والمعابد المصرية تصور الأيدي المشوهة أو المبتورة في وقت مبكر من المملكة الحديثة من القرن السادس عشر إلى القرن الحادي عشر قبل الميلاد.
كتب مؤلفو الدراسة الجديدة في ورقتهم المنشورة، وهم باحثون من ألمانيا والنمسا: "الأيادي كانت تنتمي إلى ما لا يقل عن 11 رجلاً وربما أنثى واحدة، ما قد يشير إلى أن النساء والحرب لم يكونا متباعدين".
أجرى أعضاء الفريق تحليلهم لما قرروا أنها أيادٍ يمنى تم العثور عليها في الأصل عام 2011، مدفونة في 3 حفر منفصلة في فناء قصر الهكسوس في أفاريس/تل الضبعة في شمال شرق مصر، حيث تم العثور على 11 يداً يمنى مدفونة في حفرتين.
يعود تاريخ القصر إلى الأسرة الخامسة عشرة (1640-1530 قبل الميلاد)، عندما حكم ملوك الهكسوس مصر السفلى والوسطى وصولاً إلى مدينة كوساي، المعروفة اليوم باسم القصية.
كان يُعتقد أن الهكسوس هم غزاة مصر، وأن ملوكهم هم أول حكام الحضارة الأجانب، على الرغم من أن الأدلة الحديثة تشير إلى أن هذا قد يكون قد أسيء فهمه.
ووفقاً لفريق البحث الألماني والنمساوي، فإن الأيدي المقطوعة الموجودة في الحفر تأتي من 12 شخصاً بالغاً على الأقل، على الرغم من أن اكتشاف أيدٍ وأصابع متعددة غير مكتملة يعني أنه ربما كان هناك ما يصل إلى 18 يداً في المجموع.
بقيادة عالمة أمراض الحفريات جوليا جريسكي من المعهد الأثري الألماني في برلين، نظر الفريق في البداية في الأسباب التي أدت إلى وضع الأيدي المقطوعة.
يفحص علم التافون الجثث وأجزاء الجسم بعد الموت، ويقيّم عمليات الحفظ والتحلل والتحجر.
في حين أنه ليس من غير المألوف أن تنحرف أجزاء الجسم عن بعضها بمرور الوقت، أو تفصلها بعنف بسبب الفيضانات، أو تدريجياً عن طريق التجوية والتآكل، يعتقد الباحثون أن الأيدي المقطوعة ربما تم وضعها عمداً.
كتب المؤلفون: "بعد إزالة أية أجزاء متصلة من الساعد، تم وضع اليدين على الأرض بأصابع مفلطحة عريضة، خاصة على جانبي الراحتين".
يد يمنى واحدة في إحدى الحفر، تظهر على سطحها الراحي بأصابع واسعة مفلطحة.
تم العثور على العظام الرسغية للصف القريب، وهي مجموعة من 8 عظام صغيرة في الرسغ تربط اليدين بالساعدين، سليمة في 6 من 12 يداً تم فحصها.
لم يتم العثور على شظايا عظام أسفل الذراع، ما دفع الباحثين إلى اقتراح بتر اليدين عمداً، عن طريق قطع كبسولة المفصل ثم قطع الأوتار التي تعبر الرسغ.
يوضح حريسكي وزملاؤه: "تشويه الناس دون اعتبار لبقائهم على قيد الحياة يتم غالباً بقطع الذراع في أي موضع تشريحي".
ووفقاً للباحثين، كان الهكسوس يمارسون بتر اليد اليمنى في مصر بحوالي 50 إلى 80 عاماً قبل تسجيله في الهيروغليفية.
وكتبوا: "اعتمد المصريون هذه العادة على أبعد تقدير في عهد الملك أحمس، كما يتضح من ارتياح كومة من الأيدي في معبده في أبيدوس".
من أهم الأسئلة التي تقترح هذه الدراسة الإجابة عليها، وفقاً للمؤلفين، هو ما إذا كان التشويه شكلاً من أشكال العقاب أو جائزة انتصارات عسكرية.
ويقولون: "إن موقع، وعلاج، وربما وضع الأيدي المقطوعة، يحاجج ضد فرضية عقوبة إنفاذ القانون باعتبارها الدافع لهذه الأفعال".
كانت الحفر التي دفنت فيها الأيدي موجودة في الفناء الأمامي الكبير للقصر، أمام غرفة العرش. يعتقد الفريق أن حقيقة وضعها في مثل هذا المكان البارز المرئي للعامة هي شهادة على مدى انتشار ممارسة "الفوز بالكؤوس".