دافع الملياردير الأمريكي ومالك شركة تويتر العملاقة إيلون ماسك، الجمعة 31 مارس/آذار 2023، عن قراره المثير للجدل بفرض بدل مالي على المستخدمين الراغبين في توثيق حساباتهم على المنصة، قائلاً إن الشبكات الاجتماعية التي لا تتبع مثاله "ستنهار في نهاية المطاف" تحت سيل الحسابات المزيفة.
جاءت تصريحات ماسك خلال جلسة أسئلة وأجوبة على منصته، عشية اعتماد التوثيق المدفوع على تويتر اعتباراً من الأول من أبريل/نيسان 2023، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
ماسك قال إن "التحدي الأكبر هنا يكمن في أنه من السهل جداً إنشاء عشرة آلاف أو مئة ألف حساب مزيف على تويتر بواسطة جهاز كمبيوتر واحد وتقنية ذكاء اصطناعي معاصرة".
أضاف ماسك أن "لهذا لا يمكن إجراء هذا التحقق إلا باستخدام رقم الهاتف وبطاقة الائتمان، وتوقعي هو أن الشبكات الاجتماعية المزعومة التي لن تفعل ذلك ستنهار"، بحسب قوله.
يأتي هذا، فيما يسعى رجل الأعمال أيضاً لإيجاد طريقة لزيادة إيرادات لشركة، يقول إنها فقدت أكثر من نصف قيمتها منذ الاستحواذ عليها بأكثر من 40 مليار دولار.
كانت إتاحة تويتر لتوثيق الحسابات مقابل الأموال قد تسببت في البداية بحدوث فوضى كبيرة، بعدما عمدت جحافل من المتصيدين الإلكترونيين إلى انتحال أسماء شخصيات شهيرة، بينهم إيلون ماسك نفسه.
أصبحت هذه العلامة الزرقاء، الملصقة بجانب اسم الملف الشخصي، منذ إطلاقها عام 2009، من العلامات الأساسية على تويتر، إذ تهافت عليها أصحاب الحسابات الراغبون في توثيقها، ما سمح للمنصة بأن تصبح منتدى آمناً للنجوم والسياسيين والمنظمات والصحفيين.
لكن إيلون ماسك يرى أن العلامة الزرقاء تقسم المنصة بين مستخدمين "عاديين" وآخرين من أفراد من النخبة المتميزين، لذلك كان من أول القرارات التي اتخذها بعد الاستحواذ على الشبكة العام الماضي، إعادة صوغ "تويتر بلو"، النسخة المدفوعة من تويتر، من خلال دمج علامة التوثيق فيها، وهو إصلاح سرعان ما تحول إلى إخفاق تام، وفقاً للوكالة الفرنسية.
ويتعين الانتظار حالياً لرؤية عدد المستخدمين الذين سيدفعون مبالغ مالية مقابل الاحتفاظ بعلامات توثيق حساباتهم، خاصة أنه بالنسبة لعلامة تجارية أو لأي من المشاهير، فإن رفض الدفع سيعني المجازفة برؤية محتالين يوثّقون حسابات مزورة باسمهم.
أيضاً يُطرح السؤال على صعيد وسائل الإعلام، التي لديها علامات توثيق مخصصة للشركات، لكن سيتعين عليها دفع 1000 دولار شهرياً للاحتفاظ بها.
في هذا الصدد، قال ناطق باسم صحيفة "نيويورك تايمز"، إن الصحيفة لن تدفع وستفعل ذلك فقط، على أساس كل حالة على حدة، "عندما يكون التوثيق ضرورياً" للعمل الصحفي، وفقاً لما أوردته الوكالة الفرنسية.
أما صحيفة "واشنطن بوست" فقررت التريث إلى حين معرفة نتائج التغيير المرتقب، فيما أوضحت وكالة الأنباء الفرنسية في رسالة بالبريد الإلكتروني لموظفيها، أنها "تدرس الوضع" حالياً، مؤكدةً أنها ستكون قادرة على "التكيف إذا لزم الأمر".
يُشار إلى أن وثيقة داخلية في شركة تويتر أظهرت أن ماسك يقدّر حالياً قيمة تويتر بـ20 مليار دولار، بعدما كانت القيمة التقديرية للمنصة العملاقة تبلغ 44 ملياراً عند استحواذه عليها قبل 5 أشهر، لتفقد بذلك أكثر من 20 مليار دولار من قيمة أسهمها.