حققت المرأة العربية العديد من الإنجازات التاريخية في معظم المجالات، إذ كانت ثريا الشاوي أول عربية تقود الطائرة، فيما فازت العداءة نوال المتوكل بأول ميدالية ذهبية في سباق العدو السريع في الأولمبياد وخديجة المرضي في الملاكمة.
يوم الأحد أُضيف إنجاز تاريخي إلى العالم العربي، والمغربي على وجه الخصوص، إذ تمكنت الملاكِمة المغربية خديجة المرضي من الفوز بالميدالية الذهبية في بطولة العالم للملاكمة، التي نُظمت بالعاصمة الهندية نيودلهي، عن وزن 81 كلغ فما فوق.
خديجة المرضي.. أول عربية وإفريقية تفوز بالذهبية
بعد فوزها بالميدالية الذهبية أصبحت خديجة المرضي بذلك أول امرأة عربية وإفريقية تفوز بهذا اللقب، في هذه الرياضة، كما تعتبر ميداليتها ثاني ميدالية في الملاكمة للمملكة المغربية، بعد ميدالية الملاكم محمد الربيعي، في أولمبياد ريو دي جانيرو بالبرازيل، سنة 2016.
واجهت الملاكِمة خديجة المرضي يوم الأحد الكازاخستانية لازات كونجيباييفا، في منافسة الملاكمة لما فوق 81 كلغ، وانتهت بفوز الملاكمة المغربية بنتيجة 4-1، هذا النجاح تطلّب منها مجهوداً بدنياً وذهنياً كبيراً قبل المنافسة، بالإضافة إلى التوفيق ما بين الرياضة وأسرتها وطفليها.
وُلدت خديجة المرضي سنة 1991 بمدينة الدار البيضاء، العاصمة الاقتصادية للمغرب، إذ نشأت داخل أسرة رياضية، الشيء الذي دفعها إلى هواية لعبة الملاكمة منذ نعومة أظفارها، كما التحقت بإحدى الجمعيات المحلية المتخصصة في التدريب على الملاكمة.
استمرت خديجة في الصعود في مراكز الملاكمة داخل المغرب، ما مكّنها من المشاركة في الألعاب الأولمبية المقامة في ريو دي جانيرو سنة 2016، والتي أُقصيت بها في الدور ربع النهائي، ثم فازت بالميدالية الذهبية لأقل من 75 كلغ، في الألعاب الإفريقية التي أُقيمت في مدينة الرباط سنة 2019.
خلال مشاركتها مع المنتخب الوطني المغربي في الألعاب الأولمبية بالبرازيل 2016، وصلت عروض كثيرة إلى خديجة المرضي، لتغيير جنسيتها الرياضية، من دول أوروبية، لكنها رفضت، وأصرت على مواصلة الدفاع عن الراية المغربية مهما كانت الظروف.
لم تتوقف إنجازات خديجة المرضي عند هذا الحد، فسنة 2019 تمكنت من الفوز بالميدالية البرونزية في بطولة العالم للملاكمة، وكانت آخر ميدالية ظفرت بها الملاكمة المغربية هي الميدالية الفضية، وذلك في بطولة العالم التي أقيمت بإسطنبول التركية سنة 2022.
الملاكمة سبب وفاة والدتها
حسب موقع "كيفاش" المغربي، كانت خديجة المرضي قد انتصرت سابقاً على كونجيباييفا خلال سلسلة الحزام الذهبي في مراكش، بفبراير/شباط الماضي. فيما تعد هذه هي الميدالية الذهبية الأولى من نوعها التي تفوز بها امرأة عربية وإفريقية في المسابقة العالمية، والثانية للمغرب بعد ذهبية محمد ربيعي عام 2015.
لكن لم تكن مسيرة الملاكَمة سهلة على خديجة المرضي، إذ تسبب فوزها في إحدى مباريات دوري محمد السادس للملاكمة في وفاة والدتها، التي أصيبت بأزمة قلبية على مقعد المتفرجين، بعد انفعالها بفوز ابنتها في البطولة.
استمرت بعدها الملاكِمة المغربية في الرياضة وسلسلة الإنجازات، إذ قالت في مقابلة لها لموقع "اليوم 24" المغربي، إن هذا النجاح جاء بعد تضحية كبيرة وصبر ومثابرة، مقدمةً الشكر لنفسها على المجهود الذي قامت به خلال السنوات الماضية.
وأضافت خديجة أن الملاكم عندما يكون في الحلبة يبذل ما بوسعه لكسب النزال، ورفع راية بلده للعلياء، وهو الأمر الذي حققته في آخر المطاف، مقدمة شكرها لكل المغاربة، الذين شجَّعوها ووثِقوا بها داخل الوطن وخارجه.