في مايو/أيار عام 2012، قتل المجرم لوكا ماغنوتا طالباً جامعياً يُدعى جون لين، وقام بتقطيع جسده وإرسال أجزاء منه بالبريد في جميع أنحاء كندا، ثم شارك مقطع فيديو عبر الإنترنت لجرائمه الصادمة.
من هو لوكا ماغنوتا؟
وُلد لوكا ماغنوتا باسم إريك نيومان في أونتاريو بكندا عام 1982. وكان الاسم الجديد من اختياره ليكون بمثابة مرحلة جديدة من حياته ونقطة تحول بعيدة عن ذكريات طفولته وماضيه السيئ.
ربما كان السبب هو أن والديه تخليا عنه في سن العاشرة وتركاه ليعيش مع جدته المستبدة. أو بسبب سنوات مراهقته، عندما أعلن أنه مزدوج الميل الجنسي في بلدة صغيرة في أونتاريو.
يُعتقد أيضاً أنه عانى من الجنون والمرض العقلي، حيث ورث الفصام المصحوب بجنون العظمة من والده، وبدأ في سماع أصوات خيالية في سن الـ18 من عمره.
قتل صديقه وقضم قطعة من وجهه!
كان جون لين طالباً دولياً يبلغ من العمر 33 عاماً، أتى من الصين للدراسة بكندا. وبحسب تصريحات لاحقة للوكا، فقد التقى الرجلان عام 24 مايو/أيار.
في تلك الليلة في التاسعة مساءً، أرسل جون لين نصاً واحداً إلى صديق. في المرة التالية التي رآه فيها أي شخص كان في مقطع فيديو، تم تحميله على موقع للمقاطع الدموية البشعة وهو مقطّع إلى أجزاء.
وكما كشف الفيديو، تم تجريد جون لين من ملابسه وتم تقييده، وعلى أنغام الموسيقى الصاخبة، ظهر لوكا وهو يطعن جون لين باستخدام معول ثلج وسكين مطبخ. ثم قام بتصوير نفسه وهو ينتهك الجسد جنسياً ويقطع أوصاله، بينما سمح أيضاً للكلب بمضغ الجسد، وزعم أنه أكل أجزاءً منه بنفسه. هذا المقطع المروع تم رفعه كاملاً على مواقع الإنترنت المتخصصة في المحتوى المحظور.
وقد أتى هذا في الوقت الذي كان يتم فيه التحقيق مع لوكا ماغنوتا من قبل عدد من المحققين الهواة عبر الإنترنت، في محاولة لتقفي أثره، بعدما نشر مقاطع فيديو لنفسه وهو يقتل الحيوانات.
وهي الجرائم التي كانت السبب في إطلاق سلسلة منصة Netflix الشهيرة بعنوان "لا تعبث مع القطط"، في محاولة لتتبع المجرم ومحاكمته.
البداية كانت مع جرائم قتل القطط بطرق وحشية
قبل عام ونصف من قتل لين، قام لوكا ماغنوتا بتحميل مقطع فيديو آخر قام فيه بخنق قطتين صغيرتين حتى الموت بواسطة مكنسة كهربائية وكيس بلاستيكي.
منذ ذلك الحين، جمع المحققون على الإنترنت كمية لا تصدق من المعلومات للإيقاع بالفتى وتقديمه للعدالة. حيث عثروا على أدلة حول المكان الذي كان يختبئ فيه، وشاركوها مع الشرطة، في محاولة لإيقافه قبل أن يقتل إنساناً بسبب ميوله السادية والوحشية.
وبالفعل، لم يكن من الصعب عليهم تعقب ماغنوتا. لقد فعل كل ما في وسعه لتعزيز وجوده على الإنترنت. فقد أنشأ صفحات ويكيبيديا عن نفسه مرتين، وأنشأ صفحات معجبين وهمية لنفسه، ونشر شائعات بأنه كان يواعد القاتلة المتسلسلة الكندية كارلا هومولكا.
ومع ذلك، اعتبرت الشرطة أن الجرائم "هي مجرد قتل قطط"، وأنها لا ترقى لمستوى محاكمة الشاب وحبسه، ورأت أنها لا تتجاوز كونها محاولة منه لتحقيق الشهرة عبر الإنترنت.
مطاردة القاتل بعد نشره مقطع تقطيع الأوصال
وبمجرد التأكد من صحة فيديو وفاة جون لين، بدأت الشرطة في البحث عن القاتل. واستطاعت الوصول إلى مقر سكنه بعد أن عثر بواب مبنى شقة ماغونتا على جذع بشري في حقيبة سفر في مدخل الاستقبال، بسبب الرائحة الكريهة التي انبعثت من الحقيبة. وكانت في الحقيبة أيضاً أوراق هوية الضحية.
بعد التبليغ عن الحقيبة، فحصت الشرطة اللقطات الأمنية للمبنى ورأت الضحية والقاتل يدخلان المبنى قبل واقعة القتل مباشرة.
لم يستغرق وصول الشرطة وقتاً طويلاً حتى وجدت في شقته دماءً على الفراش، وفي حوض الاستحمام، وفي الثلاجة، وأماكن أخرى.
إرسال أشلاء ضحيته لمدارس ومقار حكومية
وقد ظهرت الأجزاء الأخرى من الرجل الميت في نهاية المطاف طوال أواخر ربيع عام 2012، حيث ظهرت قدمه اليسرى في حزمة ملفوفة تم تسليمها إلى مكتب رئيس الوزراء الكندي.
كذلك كان ضمن الخطة مدرستان ابتدائيتان مليئتان بالأطفال في فانكوفر، بكولومبيا البريطانية. حيث بدأت كلتا المدرستين يومهما بفتح حزمات بريدية تحتوي على بقايا بشرية مقطعة ومتحللة.
أما الطرد الذي يحمل يد جون لين اليسرى، فقد كان في طريقه إلى مقر الحزب الليبرالي، لكن تم اعتراضه في الوقت المناسب.
الهروب إلى باريس وإلقاء القبض عليه
عند هذه النقطة، كان لوكا ماغنوتا قد فر إلى باريس باسمه الحقيقي، ما سمح للسلطات بسهولة بمتابعة مساره. وهناك استقل الحافلة إلى برلين حيث تمكنت الشرطة من تتبعها.
وعند إلقاء القبض عليه، كان لوكا في مقهى للإنترنت يجري بحثاً على متصفح غوغل عن اسمه ويتابع أخبار المحققين الذين يحاولون تتبعه والحديث عنه عبر المنصات المختلفة.
دوافع عملية القتل وتحليلات الخبراء النفسيين
وعند سؤاله عن دوافعه للقيام بجرائم قتل الحيوانات التي انتهى بها المطاف بتقطيع رجل وإرسال أشلائه عبر أنحاء كندا، قال: "لا أعرف ما السبب، كل ما أعرفه أنني شعرت بطاقة غريبة في جسمي وعقلي عند القيام بذلك".
وتابع: "لوهلة سمعت صوتاً في رأسي يقول إن جون لين من الحكومة، لذا كان عليّ قتله وإرسال جسمه للحكومة"، وهي التصريحات التي شككت الشرطة في صحتها بعد أن أقر الطبيب النفسي أن لوكا يتمتع بقواه العقلية بما يكفي لكي يرتكب الجريمة مع سبق الإصرار.
بينما قال محللون نفسيون آخرون إن لوكا ماغنوتا ارتكب الجريمة عن قصد للفت الانتباه، وإن المشكلة بالنسبة له كانت ببساطة أن "الاهتمام السلبي أفضل من عدم الاهتمام على الإطلاق".
في نهاية المطاف، هيئة المحلفين الخاصة به لم تقبل مزاعم ادعاء الجنون. وفي ديسمبر/كانون الأول عام 2014، وجدوه مذنباً في جميع التهم المنسوبة إليه، وحكموا عليه بالسجن مدى الحياة حيث يمضي محكوميته حتى اليوم.