يعتبر الموطن الأصلي لسمكة الأرنب السامة هو المحيط الهندي، لكنها في السنوات الأخيرة تمكنت من الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط، عابرة البحر الأحمر، لتصبح متواجدة بكثرة في عدد من شواطئ دول شمال أفريقيا، من بينها مصر وتونس.
ويمكن لهذه السمكة السامة أن تسبب حالة تسمم شديد، قد تصل إلى الوفاة، في حال تم تناولها، وذلك لأنها تتغذى فقط على الطحالب السامة، الموجودة في قاع البحر.
لكن بالرغم من خطورتها، فإن سمكة الأرنب تُعتبر طعاماً شهياً وشهيراً في اليابان، إذ يتم تحضيرها من طرف طباخين مختصين، يقومون بفصل جميع الغدد السامة التي تتوفر عليها، والاحتفاظ بلحمها فقط، ليتم تقديمها للزبائن في مطاعم لا تبيع سوى هذا النوع من السمك.
ما هي سمكة الأرنب السامة؟
لسمكة الأرنب اسم آخر وهو القراض، لأنها تمتاز بأسنانها الحادة الشبيهة بالسكين، ويطلق عليها باللغة الإنجليزية اسم "Rabbitfish"، وتنتمي إلى فصيلة أسماك الفرخيات، ولها ما يقارب 22 نوعاً.
وقد تمت تسمية هذا النوع من الأسماك بالأرنب، بسبب شكلها الحاد المستدير من الأعلى، وفكها الشبيه بفك الأرنب، ومزاجها الهادئ.
وتتوزع أسماك القراض إلى ثلاث مجموعات مختلفة، الأولى تمتاز بألوانها الزاهية، والثانية ذات الألوان الباهتة، والثالثة تسمى بذات الخطوط المتدفقة.
إذ تعيش هذه الأسماك في الغالب حول الشعاب المرجانية، وتتغذى على الطحالب السامة الموجودة هناك، لتتكون بداخلها مادة سامة موجودة تحت الجلد والأحشاء والنخاع والكبد، وبعض الأماكن من اللحم.
ويسمى نوع السم الذي تحتوي عليه سمكة الأرنب "تيترودوتوكسين"، ويكتب باللغة الإنجليزية "Tetrodotoxin"، وهو واحد من أخطر أنواع السم؛ وذلك لأنه لم يتم التوصل إلى علاج فعال له حتى الآن.
تاريخ سمكة الأرنب السامة في اليابان
بالرغم من خطورتها، وحظر تناولها في العديد من الدول، أبرزها مصر، بعد أن أعلنت وزارة الصحة المصرية عن تسمم عائلة بأكملها بسبب تناولها سنة 2022، إلا أن سمكة الأرنب السامة تعتبر وجبة شهيرة في اليابان.
إذ إن تاريخ استهلاك هذا النوع من الأسماك في اليابان يعود إلى ما يقارب 2300 سنة، ولها شعبية كبيرة جداً إلى يومنا هذا، فبالرغم من حظر تناولها في القرن 16، فإنها بقيت تقليداً سرياً في البلاد إلى غاية سنة 1888، بعد أن تناولها رئيس الوزراء في تلك الفترة إيتو هيروبومي، وقرر رفع الحظر عنها، وإعادة طبخها من جديد.
وتعتبر سمكة الأرنب السامة طعاماً شهياً ومميزاً، يقدم في مطاعم شهيرة، ويجعل عدداً من عشاق السفر حول العالم متشوقين لتجربتها في حال حطوا الرحال في اليابان.
ولا يمكن تحضير طبق سمك الأرنب السام من طرف الجميع، بل هي حكر على طهاة ماهرين حاصلين على شهادات معتمدة، تم تدريبهم بشكل خاص من أجل معرفة الطريقة الصحيحة في التعامل مع هذا السمك، خلال مرحلة تنظيفه.
إذ تتم إزالة الغدد والأجزاء السامة من السمكة من طرف الطباخ المحترف، إذ يمكن أن تأخذ هذه العملية وقتاً طويلاً، ويمكن تشبيهها بعملية جراحية حقيقية، وذلك لأن أي حركة خاطئة يمكن أن تجعل السمكة غير صالحة للأكل، أو قد تؤدي إلى الموت في حال تم تناولها.
طرق تناول سمكة الأرنب السامة
يعد مطعم "Shunpanro"، المتواجد في مدينة شيمونوسيكي، هو الأول في اليابان الذي حصل على ترخيص رسمي من أجل بيع سمكة الأرنب السامة، إلا أن هناك العديد من المطاعم الأخرى التي أصبحت مختصة في بيع هذا النوع من السمك اليوم.
والطريقة الشهيرة لتناول سمك الأرنب هذا هي تقطيعها إلى شرائح رقيقة، يمكن أن تكون شفافة في بعض الأحيان، ولفها بالبصل الأخضر، وتغميسها في الخل وصلصة الصويا، ثم طهيها.
ولها عدة طرق في الطهي، من بينها القلي، أو مع عصيدة الأرز، أو مع الكريمة، أو على طريقة طبق يسمى "الفوجو الساخن" الشهير في اليابان.
سمكة الأرنب السامة في تونس بعد مصر
بالإضافة إلى مصر، ظهرت سمكة الأرنب السامة في تونس سنة 2022 كذلك، إذ حذّرت الجمعية التونسية للدراسات والبحوث المتعلقة بالحوتيات المواطنين من تناول هذا النوع من السمك الذي من الممكن أن يؤدي إلى الوفاة.
فيما طالبت نفس الجمعية البحارة الذين يجدون هذا السمك من قتله وإعادة رميه في البحر، وذلك تحسباً لبيعه في الأسواق، والتسبب في وفاة المواطنين.
كما تم التأكيد على عدم شراء أي نوع من الأسماك مجهولة المصدر، وطلبت من هيئة البحث العلمي البحث عن الأماكن التي تتواجد فيها هذه الأسماك في المياه التونسية.
أعراض التسمم بعد تناول سمكة الأرنب
عند تناول سمكة الأرنب السامة دون تحضيرها من طرف طباخ معتمد، ستظهر على الشخص العديد من الأعراض التي تبين أنه قد أصيب بالتسمم، وحسب وزارة الصحة والسكان المصرية فهي تتمثل في:
- آلام في البطن
- الغثيان
- القيء
- الإسهال
- ضعف وشلل العضلات
- انخفاض ضغط الدم
- انخفاض معدل ضربات القلب
- تنميل الجسم
- الضيق في التنفس
- قد يصل الأمر إلى الشلل أو الغيبوبة
ويحتاج الجسم في المتوسط من 20 دقيقة إلى ساعة واحدة من أجل بداية ظهور الأعراض، فيما يمكن أن تختلف من شخص إلى آخر، لتظهر بعد مرور 8 ساعات من تناول وجبة السمكة السامة.