طوّر العلماء طريقةً أكثر كفاءةً تُتيح للذكاء الاصطناعي "قراءة" أفكارنا، ثم إعادة إنشاء الصور التي نشاهدها بأعيننا، بل إنه قادر على أداء المهمة بكفاءة أكبر وبسرعة، ودون تكلفة مرتفعة، بحسب صحيفة The Times البريطانية، الجمعة 10 مارس/آذار 2023.
إذ عكف باحثو جامعة أوساكا على تدريب الذكاء الاصطناعي، حتى يُصبح بإمكانه إعادة إنتاج صور ذات جودةٍ جيدة لدمية دب وطائرة وساعة وقطار، من خلال مطالعة فحوصات الدماغ الخاصة بالأشخاص الذين ينظرون إلى الصور الأصلية.
تأدية المهمة بكفاءةٍ أكبر
وقد نجح الذكاء الاصطناعي في إعادة إنشاء الصور باستخدام فحوصات الدماغ من قبل، لكن الدراسة الحالية أظهرت أنه قادر على تأدية المهمة بكفاءةٍ أكبر، وبسرعة، ودون تكلفةٍ مرتفعة. مما أسفر عن صور دقيقة وعالية الجودة.
حيث نشر يو تاكاجي وشينجي نيشيموتو، أستاذان بكلية الدراسات العليا لعلم الأحياء، نتائجهما في ورقةٍ بحثية، وسيجري تقديم تلك الورقة البحثية خلال مؤتمرٍ للرؤية الحاسوبية بفانكوفر في الصيف، لكنها لم تخضع لمراجعة الأقران بعد.
ويُؤمن الثنائي بأن هذه النتائج قد تساعد يوماً ما في استكشاف الكيفية التي ترى بها الحيوانات عالمنا، كما قد تساعد في التواصل مع الأشخاص المصابين بالشلل، وتسجيل الأحلام.
إنتاج الصور بالاعتماد على الأوامر الصوتية
واستخدما برنامج الذكاء الاصطناعي الشهير Stable Diffusion، الذي طورته شركة Stability AI البريطانية. ويجري استخدام هذا البرنامج لإنتاج الصور بالاعتماد على الأوامر الصوتية، في ما يُعرف باسم ترجمة النص-إلى-صورة.
وعدّل الباحثان البرنامج حتى يربط بين فحوصات الدماغ الخاصة بـ4 أشخاص وبين 10 آلاف صورة نظروا إليها. مما منح البرنامج مخرجات يمكنه فهمها، وأتاح له إعادة بناء 1000 صورة من المجموعة التي شاهدها المشاركون، وبدقةٍ بلغت 80%.
وصرح تاكاجي لدورية New Scientist العلمية قائلاً: "لم أصدّق عيني. ذهبت إلى المرحاض ونظرت إلى المرآة، ثم عدت إلى مكتب لألقي نظرةً أخرى".
أحدث صيحات الذكاء الاصطناعي
بينما قال الأستاذ غير المشارك في البحث، فيكتور بريساكاريو، من قسم علوم الهندسة في جامعة أكسفورد، إن الدراسة "مثيرة للاهتمام ومبهرة". وأوضح أنها نجحت في دمج أحدث صيحات الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وأردف بريساكاريو: "تصوّر أن لديك جهاز تلفاز يمكن موالفته لتوليد صورة. هذه هي نسختهم من برنامج Stable Diffusion. لقد تعلم البرنامج تحويل فحوصات الدماغ إلى شكل تلك الوسائط التي تظهر في تلفازك".
وبسؤاله عما إذا كان البحث سيمهد الطريق أمام قراءة أحلامنا يوماً ما، قال بريساكاريو: "ليس الأمر مستحيلاً إذا تمكنت من مسح أشعة الرنين المغناطيسي الخاصة بـ100 مليون إنسان، وكان لديك نموذج ضخم من Stable Diffusion. لكن الدراسة لا تزال بمثابة نموذج أولي مبكر ومثير للاهتمام".
وذكر العلماء اليابانيون أن تجربتهم تضمنت 4 أشخاص فقط، وأن توسيع نطاقها سيتطلب إعادة تدريب البرنامج. وخلصوا في النهاية إلى التالي: "أثبتنا أن طريقتنا يمكنها إعادة إنشاء صور عالية الجودة، وبإخلاص عالٍ للألفاظ الدلالية المستمدَّة من أنشطة الدماغ البشري. وبعكس الدراسات السابقة لإعادة إنشاء الصور، لا تتطلب طريقتنا تدريباً أو تحسين نماذج التعلُّم العميق المعقدة".