تعرّض رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، لحملة انتقادات، بسبب اقتراح حزبه تخفيف ديون الطلاب لمن لديه منهم أبناء، وذلك في مسعى من الحكومة إلى لجم انخفاض معدل الولادات في البلاد؛ حيث تسعى السلطات إلى رفع المعدل لمواجهة النقص الحاصل في السكان نتيجة العزوف عن الإنجاب.
كيشيدا كان قد وعد مطلع السنة الحالية باتخاذ تدابير "غير مسبوقة" لوقف انخفاض معدل الولادات في اليابان، وهي مشكلة مزمنة تزداد حدة، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
يُعِدّ الحزب الديمقراطي الليبرالي (يمين محافظ) الذي ينتمي إليه كيشيدا، عدداً من الاقتراحات في هذا الشأن، يُفترض أن يرفعها إلى الحكومة بحلول نهاية شهر مارس/آذار الجاري، وفقاً لوسائل الإعلام المحلية.
إلاّ أن أحد هذه الاقتراحات، ربط خفض ديون الطلاب بالأبوة، ما أثار موجة من الانتقادات.
السيناتورة، نوريكو إيشيجاكي، قالت الجمعة 3 مارس/آذار 2023، خلال جلسة مناقشة في مجلس الشيوخ الياباني بحضور رئيس الوزراء، إن "المطالبة بطفل مقابل خفض ديون الطلاب هو إجراء سيئ لمعالجة انخفاض معدل الولادات".
لم يدلِ كيشيدا بتفاصيل محتوى الاقتراح، مكتفياً بالتشديد على ضرورة "احترام" النقاش "الحر والنشط" حول هذا الموضوع.
كانت بيانات حكومية في اليابان، قد أظهرت في يونيو/حزيران 2022، أن البلاد سجلت في العام 2021، أقل عدد من المواليد منذ أكثر من قرن، حيث ستؤجج هذه البيانات المخاوف الرسمية من الآثار المستمرة للتراجع السكاني.
صحيفة The Washington Post الأمريكية، ذكرت حينها أن اليابان سجلت 811.604 ولادات، مقابل 1.439.809 حالات وفاة في العام 2021.
هذا يعني أن عدد السكان انخفض بمقدار 628.205، وهو أكبر انخفاض طبيعي منذ نشر هذه البيانات، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
يُرجع خبراء انخفاض معدلات المواليد إلى مجموعة من العوامل، وقالوا إن الرجال يجدون صعوبة في الحصول على وظائف جيدة، وهذا يدفعهم إلى الامتناع عن الزواج، ونادراً ما ينجب الناس في اليابان أطفالاً خارج إطار الزواج.
تُشير إحصائية للعام 2021، إلى أن عدد الزيجات قد انخفض للعام الثاني على التوالي في ذلك العام، إلى 501.116، وفقاً لصحيفة Asahi Shimbun اليابانية الرائدة، وفي الوقت نفسه ارتفعت نسبة النساء اللائي يتلقين تعليماً عالياً في نصف القرن الماضي، وكذلك معدل توظيفهن.
بدورها، ذكرت صحيفة Asahi أن طوكيو سجلت أدنى معدل للخصوبة عند 1.08، وهو أقل من المعدل المستهدف للحكومة البالغ 1.8، وأضافت أن حصيلة الوفيات عام 2021 كانت الأعلى منذ الحرب العالمية الثانية، والسرطان هو السبب الرئيسي وراءها.
في السياق ذاته، أظهرت نتائج استطلاع للرأي في اليابان، أن نسبة قياسية من الرجال والنساء قالوا إنهم لا ينوون الزواج، وذلك في اتجاه يُحذّر الخبراء من أنه سيقوض جهود حل أزمة البلاد السكانية والمتعلقة بمعدل المواليد.
المعهد الوطني للسكان وبحوث الضمان الاجتماعي في طوكيو، قال إن نتائج استطلاع عام 2021، التي نُشِرَت في سبتمبر/أيلول 2021، ستزيد المخاوف حيال انخفاض معدل المواليد، وفقاً لما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية.