اعتقلت الشرطة الإيطالية، شقيقة زعيم العصابات الإيطالي البارز، ماتيو ميسينا دينارو، والذي يُوصف بأنه "الأب الروحي الأخير للمافيا الصقلية"، وذلك بعد العثور على قصاصات "بيتزيني" الورقية أثناء تفتيش منزلها، وهذه القصاصات كان زعيم المافيا يستخدمها لتوصيل تعليماته المكتوبة بخط اليد.
صحيفة The Guardian البريطانية، ذكرت الجمعة 3 مارس/آذار 2023، أن محققين أفادوا بأن روزاليا ميسينا دينارو، شقيقة ماتيو، ساعدت شقيقها في الإفلات من قبضة العدالة لمدة 30 عاماً.
كانت السلطات قد اعتقلت ماتيو، الذي يُعد أكثر رجل مطلوب في إيطاليا، في يناير/كانون الثاني 2023، وكانت روزاليا تتولى الأعمال نيابةً عنه، بصفتها "أمينة صندوق العائلة"، مع إدارتها لشبكة نقل البيتزيني، ما أتاح لزعيم المافيا الحفاظ على علاقاته مع منظمته خلال السنوات الطويلة التي قضاها كهاربٍ من العدالة.
ألفريدو مونتالتو، القاضي الذي أمر باعتقال روزاليا، قال إن الأخيرة "كانت شخصيةً تحظى بثقةٍ مطلقة من الزعيم، وأدارت شبكة البيتزيني التي استخدمها دينارو لتوصيل الأوامر إلى شركائه".
قوات الدرك الوطني الإيطالية عثرت على قصاصات البيتزيني في المنزل الكائن ببلدة كاستلفترانو، وهي مسقط رأس زعيم المافيا على الساحل الجنوبي الغربي لصقلية، واحتوت بعض القصاصات على كتابات توضح نظرة الزعيم للحياة، ومعتقداته الشخصية.
تفاخر دينارو بكونه زعيم المافيا الصقلية، ويرى نفسه ككبش فداءٍ وكرجل مضهد من العدالة والدولة، وبحسب ما أوردته صحيفة The Guardian، فإن ماتيو كتب بخط يده في إحدى قصاصات البيتزيني، التي وجدتها الشرطة داخل منزل شقيقته: "أعتبر إدانتي لكوني عضواً في المافيا بمثابة شرفٍ في هذه المرحلة، لقد تعرضنا للاضطهاد وكأننا أنذال، وعاملونا وكأننا لسنا جزءاً من الجنس البشري، وتحولنا إلى مجموعة عرقية يجب محوها".
أضاف دينارو: "لقد دفنوا أرضنا بهذه الكذبة، وهي كذبة أننا نمثل الشر، بينما يمثلون هم الخير. ومع كل اعتقالٍ جديد يعاني المزيد والمزيد من الناس من أجل هذه الأرض. وفي كل مرة يعتقلون شخصاً جديداً ينضم المزيد والمزيد من الناس إلى مجتمعنا، الذي يرفض قبول هذا الظلم، هذه هي هويتنا، وأنا مقتنع بأن الناس سيعترفون بذلك في يومٍ من الأيام، وأن التاريخ سيرد لنا ما سلبوه منا في حياتنا".
وعُثِرَ على قصاصات البيتزيني مخبأةً داخل تجويف كرسي في منزل شقيقة دينارو، وكانت القصاصات موجهةً لمختلف الأشخاص، وبينهم أعضاء مزعومون في المافيا، بينما حمل بعضهم أسماءً مستعارةً مثل كندور وكرز وبارميزان وتفاحة.
أخفت روزاليا كذلك قصاصة بيتزيني، تحتوي على ملاحظةٍ مفصلة حول حالة شقيقها الصحية، إذ جرى القبض على ماتيو دينارو داخل عيادة خاصة في باليرمو، حيث كان يتلقى العلاج للورم الذي يعاني منه بشكلٍ دوري، وذلك تحت اسم مستعار هو أندريا بونافيدي.
من جانبهم، أفاد مخبرو المافيا والادعاء بأن دينارو، المُلقَّب بـ"ديابوليك" و"النحيف"، يحمل أسرار بعض أبشع الجرائم التي ارتكبتها المافيا الصقلية، ويجري حالياً احتجاز دينارو داخل سجن شديد الحراسة في مدينة لكويلة بوسط إيطاليا، حيث حصل هناك على أولى جلسات علاجه الكيميائي.
ورغم سنوات هروب دينارو، فقد أدين في غيابه بارتكاب جرائم مروعة، ومن بين تلك الجرائم قتل المدعيَين العامَّين المناهضَين للمافيا جيوفاني فالكون وباولو بورسيلينو عام 1992، والهجمات القاتلة عام 1993 في ميلانو وفلورنسا وروما، والتي أسفرت عن مقتل 10 أشخاص، فضلاً عن اختطاف وتعذيب وقتل نجل مافيا يبلغ من العمر 11 عاماً فقط.
في عام 2002، حُكم عليه بالسجن المؤبد لتورطه في تفجيرات عام 1993، كما أشرف على عمليات الابتزاز وإلقاء النفايات غير القانوني وغسل الأموال وتهريب المخدرات لنقابة الجريمة المنظمة القوية كوزا نوسترا.