طقوسه غريبة ويستمر 10 أيام.. مهرجان “لاثمار هولي” الهندي، تقوم فيه النساء بضرب الرجال احتفالاً بفصل الربيع

عربي بوست
تم النشر: 2023/03/02 الساعة 11:46 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/03/02 الساعة 15:37 بتوقيت غرينتش
ضرب النساء للرجال في مهرجان لاثمار هولي| shutterstock

عند الحديث عن الهند، غالباً ما يتبادر إلى أذهاننا مهرجان الألوان الشهير، الذي يطلق عليه اسم "الهولي"، ويقام سنوياً بمناسبة نهاية فصل الشتاء، وبداية فصل الربيع.

لكن القليل من يعرف أن هناك مهرجاناً من نفس النوع، في ولاية أوتار براديش، يحتفل به الهندوس، ويطلق عليه اسم "لاثمار هولي".

هذا المهرجان مناسبة سنوية تستمر لمدة 10 أيام، في نهاية شهر "فالغونا" حسب التقويم القمري الهندي، يتم فيه التراشق بالألوان، والرقص، ثم ضرب النساء للرجال بالعصي، تخليداً لذكرى إحدى الأساطير الشهيرة.

ما هو مهرجان "لاثمار هولي"؟

"لاثمار هولي" تعني "عيد الضرب بالعصي"، ويتم فيه اتباع العديد من الطقوس الهندوسية، التي تعبر عن مظاهر الاحتفال باقتراب فصل الربيع، وكذا تكريم الإله الهندوسي كريشنا وحبيبته رادها، وهو الذي تعتبر قصته واحدة من بين أشهر الأساطير المنتشرة في المنطقة.

إذ يجتمع الآلاف من الناس من مختلف مدن وقرى ولاية أوتار براديش في ساحة المهرجان المتواجدة في قرية "ماثورا"، التي تعتبر مسقط رأس كريشنا. للاحتفال بالمهرجان الأسطوري تكريماً للورد كريشنا ومحبوبته رادها.

ويتم الاحتفال بهذا المهرجان قبل 7 أيام من الاحتفال بمهرجان "الهولي"، في جميع أنحاء الهند، ويستمر لمدة 10 أيام متواصلة.

وخلال سنة 2023، تم الاحتفال بأول أيام مهرجان "لاثمار هولي" يوم 1 مارس/آذار، فيما يختلف التاريخ سنوياً حسب التقويم الميلادي، بسبب عدم تطابقه مع التقويم الهندي.

طقوس وأنشطة المهرجان 

جاءت فكرة مهرجان "لاثمار هولي"، الذي يقام منذ القديم، انطلاقاً من قصة الإله الهندوسي كريشنا، وحسب إحدى الأساطير المنتشرة، فإنه كان يعيش في القرية رفقة والدته بالتبني.

وكان كريشنا يحب فتاة تسمى رادها، وفي يوم من الأيام عندما كان يتودد لها، اجتمعت العديد من النساء، اللواتي لاحقنه، وقمن بضربه بالعصي، في الوقت الذي لم يقاومهن، الأمر الذي تُرجم على أنه رمز ومظهر للحب والتضحية.

فيما تقول أسطورة أخرى إن رادها كانت سمراء البشرة، فيما كان يمتاز كريشنا ببشرة بيضاء، الأمر الذي جعل والدته تعطيه مساحيق بيضاء لرشها عليها، لتكون شبيهة به.

وعندما تسلل كريشنا إلى القرية التي تعيش فيها محبوبته لتنفيذ نصيحة والدته، قبضت عليه النساء هناك وقمن بطرده وضربه بالعصي، فيما قام هو برشهن بالمساحيق التي كانت معه، من أجل تشتيت انتباههن. 

ومن هناك أصبحت أنشطة هذا المهرجان تتم من خلال الرقص، والتراشق بالألوان، ثم ضرب النساء أزواجهن بعصي من الخشب.

فيما تقوم بقية النساء غير المتزوجات، بملاحقة الرجال العزاب، وعندما يقع أحدهم في قبضتهن، يقمن بضربه بالعصي كذلك، تخليداً لذكرى الأسطورة الشهيرة.

إلا أن هؤلاء الرجال، وقبل شروع النساء في ضربهن، يقومون بحمل درع خشبية متينة، لحماية أنفسهم، وذلك طيلة فترة توجيه الضربات لهم من طرف النساء.

طقوس الاحتفال "لاثمار هولي"

تستعد النساء للاحتفال بمهرجان "لاثمار هولي" قبل موعده بشهر تقريباً، فيما يكون لكل يوم من أيامه طقوس وعادات مختلفة.

ففي اليوم الأول تبدأ الاحتفالات بتجميع الرجال والنساء في معبد القرية لبدء الطقوس المؤدية إلى ساحة الاحتفالات.

بعد استكمال الطقوس، يحتشد الرجال والنساء في ممرات الملونة، لتقوم النساء بتلطيخ الرجال بمساحيق ملونة، ثم الرقص على الأغاني الكلاسيكية التي يغنيها الكبار في السن، ويستمرون في الاحتفال طوال اليوم.

في اليوم الثاني يقوم أحد كبار المهرجان، يسمى "غوبس" بزيارة المهرجان، فيما يقوم الرجال والنساء بتلطيخ وجوه بعضهم بعضاً بمساحيق الألوان.

فيما يقوم الرجال في اليوم الثالث بزيارة معبد يسمى "شري رادها راني"، وهو الوحيد الذي بُني على شرف رادها، محبوبة كريشنا، ثم يقوم أهل القرية بتجسيد مشاهد الأسطورة التي كانت السبب وراء تنظيم المهرجان.

وبعد ذلك تتم مرحلة ضرب النساء للرجال، بعد ملاحقتهن لهم، وتستمر الفعاليات بهذا الشكل طيلة الأيام الأخرى إلى آخر يوم في المهرجان.

علامات:
تحميل المزيد