كشفت عمليات ترميم كرسي العرش ببريطانيا، تمهيداً لمراسم اعتلاء الملك تشارلز الثالث للحكم رسمياً في مايو/ِأيار 2023، أسراراً لم ينتبه لها أحد من قبل، بحسب ما قالته صحيفة The Times البريطانية الأربعاء 1 مارس/آذار 2023.
يشار إلى أن كرسي العرش ذاته يعتليه الملوك في بريطانيا منذ أول تتويج عليه قبل 7 قرون، وشهد مراسم التقليد الرسمية لهنري الثامن وتشارلز الأول وفيكتوريا وإليزابيث الثانية، وغيرهم.
خبيرة ترميم في دير "وستمنستر آبي" كشفت رمزاً منحوتاً لم ينتبه إليه أحد من قبل على ظهر كرسي العرش ببريطانيا، أثناء ترميمه استعداداً لتتويج تشارلز الثالث في 6 مايو/أيار.
ويحمل الكرسي آثار قرون طويلة من سوء الاستخدام، وتُغطيه كتابات قديمة نحتها تلاميذ المدارس، لكن بعض رسوماته الأصلية على هيئة طيور وأوراق شجر ذهبية ما زالت قائمة رغم عوادي الزمان.
وفي إطار العمل الدقيق لتثبيت الطبقات المتبقية من التذهيب المتساقط على كرسي العرش ببريطانيا الذي يعود إلى العصور الوسطى، قالت المرمِّمة كريستا بليسلي: "أظن أنها رموز من بقايا تذهيب بالتخريم على ظهر الكرسي لم يكتشفها أحد من قبل. هناك بعض المناطق التي سقط طلاؤها ويشير ما تبقى منها إلى احتمال أنها كانت رموزاً معينة في السابق. قد تكون رسومات لملوك أو لقديسين، فنحن ما زلنا لم نعرف بعد، لكنني سأجري مزيداً من التحقيق في الأمر".
تاريخ قديم جداً
صُمم الكرسي المصنوع من خشب البلوط في نحو عام 1300 لكي يضع فيه الملك إدوارد الأول "حجر التتويج"، وهي كتلة حجرية قديمة تتكون من 24 حجراً وكانت تستخدم في تتويج ملوك أسكتلندا.
يختلف الخبراء بشأن أول مرة استُخدم فيها الكرسي لتتويج الملوك، فقد ورد أنه ظهر في احتفالات التتويج منذ عام 1308، لكن أول استخدام مؤكد له كان في حفل تتويج هنري الرابع في عام 1399.
استولى إدوارد على الحجر عام 1296، ثم صار الحجر جزءاً أساسياً من مراسم تتويج الملوك في إنجلترا، ثم بريطانيا العظمى بعد ذلك. وتمكن قوميون أسكتلنديون من سرقة الحجر عام 1960، لكنه ما لبث أن استُعيد بعدها بعام. ثم أصرت أسكتلندا على استعادته، فأُعيد الحجر إلى هناك في عام 1996 بشرط أن يُسمح باستخدامه في لندن خلال تتويج الملوك.
وأكد متحدث باسم كاتدرائية وستمنستر آبي أنه قد تقرر نقل الحجر من قلعة إدنبره قبل الاحتفال، لتكون هذه أول مرة يغادر فيها الحجر أسكتلندا منذ إعادته.
كان كرسي العرش ببريطانيا قد تعرض لهجوم بالقنابل، يُعتقد أنه كان من تنظيم مناصرات لحقوق المرأة في التصويت، أدى إلى تخريب أحد أركانه.
في عام 2010، بدأ مشروع ترميم يهدف إلى تثبيت التذهيب الموجود على الكرسي وصقله، ويتضمن فحصاً لحالة الكرسي كل 6 أشهر. وفي سياق الاستعداد للتتويج، تعكف بليسلي منذ 4 أشهر على صقل تذهيب الكرسي وتنظيف سطحه بالإسفنج ومسحات القطن.
قالت بليسلي: "تذهيب كرسي العرش ببريطانيا مكون من طبقات معقدة، وهو معرض للتقشُّر. لذا فإن جزءاً كبيراً من عملي هو صقل ذلك التذهيب للاطمئنان على استقراره، وبعد ذلك أنظف سطحه، لتحسين مظهره بالقدر الممكن، وإنه لشرف كبير لي أن أعمل بترميم هذا الكرسي؛ إنه رمز مهم للغاية في تاريخ بلدنا".