يعد العدس من الأكلات الشعبية المفضلة لدى العديد من الشعوب، ويدخل في وصفات العديد من المأكولات التقليدية. ولكونه مصدراً غنياً بالبروتين، هناك دراسات حول استخدام دقيق العدس والبقوليات الأخرى، لصنع خبز يبقيك تشعر بالشبع لفترة أطول، وفي نفس الوقت يخفض مستويات السكر في الدم، مما قد يوفر بديلاً صحياً لدقيق الحنطة ويقلل من مخاطر السمنة ومرض السكري.
ما هو دقيق العدس وما هو طعمه؟
تماماً كما يوحي اسمه، دقيق العدس هو نوع من طحين البقوليات المصنوع من العدس، ويمكن صنعه من أي نوع من العدس مثل العدس الأصفر والأخضر والبني والأحمر. ونظراً لأنه أكثر كثافة من أنواع الدقيق الأخرى، فإنه يعمل بشكل أفضل للوصفات التي تحتاج إلى قوام أكثر كثافة.
وبشكل عام، يشبه طعم العدس، لكن المذاق قد يختلف قليلاً اعتماداً على كيفية استخدامك له، واعتماداً على نوع المكونات الأخرى التي ستضيفها في الوصفات. كما أنه يضفي خصائص مميزة وطعم مختلف في المخبوزات، عند استخدامه بمفرده أو مع أنواع الدقيق الأخرى.
على سبيل المثال، يلاحظ معظم الناس أن دقيق العدس عندما يستخدم لصنع معكرونة، فطعم العدس سيكون واضحاً. من ناحية أخرى، إذا كنت ستستخدمه لعمل فطائر مع رقائق الشوكولاتة، فقد يكون طعمه محايداً إلى حد ما، والسبب في ذلك المكونات الأخرى ذات المذاق الأقوى.
فوائد دقيق العدس للتحكم في الوزن ومستوى السكر في الدم
يرتبط استهلاك دقيق العدس بالعديد من الفوائد الصحية مثل تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان والسكري وتقليل الكوليسترول منخفض الكثافة. ويعتبر بديلاً خالياً من الجلوتين لدقيق القمح.
ويعد دقيق العدس خياراً جيداً للبروتين النباتي، على سبيل المثال، يمكن لصناعة حبوب الفطور باستخدام دقيق العدس بنسبة 53٪ أن توفر للمستهلك ما يصل إلى 78٪ من البروتين.
كما أن دقيق العدس يعتبر مصدراً غنياً لليزين، وهو حمض أميني موجود في معظم منتجات الحبوب، ويؤدي إلى تحسين الجودة الكلية للبروتين في الأطعمة، مثل البروتين المصحح للهضم لدرجة الأحماض الأمينية (PDCAAS).
ويعتبر خياراً صحياً سواء عند استخدامه لوحده، أو عند خلطه مع أنواع أخرى من دقيق البقوليات أو دقيق الحنطة.
أما عن القيمة الغذائية لدقيق العدس فتحتوي كمية 1/4 كوب، على 170 سعرة حرارية، 29 غرام كربوهيدرات، 14.5 غرام ألياف، 0.5 غرام دهون، و 12 غرام بروتين. وتشمل العناصر الغذائية الرئيسية حمض الفوليك والحديد والمنغنيز والبوتاسيوم.
لكن بشكل عام، لا يعتبر دقيق العدس "صديقاً" للكيتو؛ لأنه يحتوي على الكثير من الكربوهيدرات الصافية، وهو أمر غير مثالي لأنظمة الكيتو الغذائية.
وصفات دقيق العدس في المعكرونة بسبب كثافته
يمكن استخدام دقيق العدس في معظم الوصفات التي تتطلب استخدام الدقيق، ولا تتطلب زيادة أو حجماً كبيراً في العجين.
على سبيل المثال، يستخدم دقيق العدس بشكل شائع لصنع المعكرونة، لأن المعكرونة لا تتطلب الكثير من انتفاخ العجين، مما يجعله بديلاً جيداً لدقيق القمح في وصفات المعكرونة المختلفة.
مثال آخر لاستخدام دقيق العدس بشكل شائع، هو لصنع التورتيلا والخبز المسطح؛ لأنه يمكن أن يعطي قواماً رائعاً.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدامه في وصفات الخبز مثل المافن، لكن الكمية والنسبة التي يمكنك استخدامها في الوصفة يعتمد على الطبق. على سبيل المثال، يمكن استخدامه بنسبة 20-25٪ فقط مع أنواع الدقيق الأخرى في وصفات الخبز.
علاوة على كل ما سبق، يمكن أن يكون دقيق العدس مكوناً جيداً ومكثفًا عند طهي وصفات مثل كرات اللحم واليخنات وغير ذلك.
الحمص والفول والبقوليات بدائل لا تقل فائدة عن دقيق العدس
في بحث نُشر في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية، استخدم العلماء دقيقاً مصمماً خصيصاً، لصنع خبز يبقيك تشعر بالشبع لفترة أطول ويخفض مستويات السكر في الدم، مما قد يوفر بديلاً صحياً يقلل من مخاطر السمنة ومرض السكري، وكان الدقيق مصنوعاً من البقوليات بشكل عام مثل العدس والحمص والفول.
قام الباحثون باختبار دقيق البقوليات على 20 فرداً سليماً، وتم تقديم عينات من الخبز الأبيض مع 0% و30% و60% من دقيق الحمص والبقوليات. مع إضافة المربى بدون سكر مضاف من أجل إعطاء نكهة.
فكانت النتائج أن الخبز المعزز بالحمص والبقوليات بنسبة أكبر، يميل إلى جعل المتطوعين يشعرون بالشبع بشكل أكبر ولمدة أطول. ويشير تحليل الدم إلى أن هذا الشعور كان نتيجة لزيادة إفراز الهرمونات التي تعزز الشبع.
وأيضاً لاحظ القائمون على الدراسة، انخفاض في نسبة الجلوكوز في الدم، فقد خفضت المخبوزات التي احتوت على دقيق البقوليات بنسبة 30%، مستويات الجلوكوز في الدم بنسبة تصل إلى 40 %، وانخفاض مستويات الجلوكوز في الدم بنسبة 60%، عند استخدام دقيق الحمص مقارنة بالدقيق العادي. ويقول الباحثون إن هذا يرجع إلى أن النشا يستغرق وقتاً أطول ليتحلل في الجسم.