من ميركالي المعدل إلى شيندو الياباني.. مقاييس أكثر دقة من ريختر لمعرفة شدة الزلازل

عربي بوست
تم النشر: 2023/02/08 الساعة 22:23 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/02/09 الساعة 12:31 بتوقيت غرينتش
Shutter Stock/ مقاييس معرفة شدة الزلازل

في الوقت الذي تستخدم فيه وسائل الإعلام مقياس ريختر خلال التغطية الإعلامية للزلازل التي تضرب العالم، فإن العلماء والخبراء يستخدمون مقاييس أخرى، لكل منها ميزاتها.

مقاييس معرفة شدة الزلازل

في حين أن مقياس ريختر هو المقياس الأكثر سهولة في التعرف على حجم الزلزال، يقول علماء الزلازل إن العديد من طرق القياس الديناميكية قد طغت عليه منذ أن تم تطويره قبل أكثر من 70 عاماً.

من مقياس مقدار العزم، إلى شيندو وميركالي المعدل، تعرف على أبرز المقاييس التي يستخدمها العلماء في قياس شدة الزلازل.

1- مقياس درجة العزم (MW)

اليوم، يعتبر مقياس درجة العزم هو المقياس الأكثر شيوعاً لحساب حجم  وكمية الطاقة المنبعثة من الزلزال من مكان مصدره.

تم تطويره في السبعينيات من قبل هيرو كاناموري، الأستاذ الفخري في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، وقد تم تصميم مقياس درجة العزم ليخلف العديد من المقاييس، من ضمنها مقياس ريختر الذي يعود إلى حقبة الثلاثينيات، والذي استند نموذجه فقط إلى جيولوجيا كاليفورنيا، وفقاً لما ذكره موقع إيرين للأنباء الإنسانية The New Humanitarian.

ومن خلال مراعاة المنطقة الفعلية لخط الصدع الذي تمزق، يعطي مقياس درجة العزم قياساً أكثر اتساقاً للزلازل بغض النظر عن عمقها.

وفي هذا السياق قال تاكيشي كويزومي، عالم الزلازل بوكالة الأرصاد الجوية اليابانية: "لا تزال وسائل الإعلام تقول مقياس ريختر في التقارير الإخبارية، لكن علماء الزلازل يستخدمون مقياس درجة العزم لمعرفة حجم الزلزال".

وأضاف أيضاً أن بيانات  مقياس درجة العزم مهمة للغاية بالنسبة لعلماء الزلازل للتنبؤ بأمواج تسونامي وغيرها من المخاطر الناجمة عن الزلازل.

2- مقياس ميركالي المعدل

عكس مقياس ريختر ومقياس درجة العزم، الذي يقيس حجم الزلزال من حيث الحجم، يصف مقياس ميركالي معدل الزلازل من حيث الشدة، حيث تستخدم الأرقام لوصف الحجم؛ بينما تستخدم الأرقام الرومانية للتعبير عن الشدة.

ووفقاً لبيرانان توواشيرابورن، مهندس الزلازل في المركز الآسيوي للتأهب للكوارث، فإن كثيراً من الناس يعتقدون أن الزلازل عالية القوة يجب أن تؤدي إلى أضرار أكبر، ولكن هذا ليس هو الحال دائماً، فهذا يعتمد على الموقع، إذا كنت بعيداً عن مركز الزلزال، فقد تكون شدته منخفضة وقد تشعر بقليل من الاهتزاز.

ونوّه تواشيرابورن إلى أن الزلزال الذي وقع بالقرب من كرايستشيرتش بنيوزيلندا في فبراير/شباط 2011 والذي بلغت قوته 6.1، دليل على أن الاعتماد على قياس القوة وحده قد يكون مضللاً، موضحاً أنه يمكن لزلزال معتدل لا تتعدى قوته 6.1، أن يسبب أضراراً كبيرة وخسائر في الأرواح إذا حدث على عمق ضحل وكان قريباً جداً من منطقة مكتظة بالسكان.

3- مقياس شدة الزلازل "شيندو" التابع لوكالة الأرصاد الجوية اليابانية

يقيس مقياس شيندو الياباني شدة الزلزال مثل مقياس ميركالي المعدل، ولكن الاختلاف الوحيد بينهما هو أن المقياس الياباني يقيس الشدة من 0 إلى 7، بينما يمتد المعدل من 1 إلى 12.

وبينما يُستخدم مقياس ميركالي المعدل في جميع أنحاء العالم، فإن مقياس شيندو مستخدم فقط في اليابان وتايوان، وهو يقدم أسرع معلومات حول الزلزال في العالم.

ويعمل مقياس شيندو على تحديد التقدير الأولي للشدة بعد وقوع الزلزال بنحو 1.5 دقيقة فقط، ومن ثم بعد بضع ثوانٍ يتم إصدار تحذير للسكان على شاشة التلفاز لأخذ الحذر، كما أنه تم تركيب عدادات شدة الزلازل في جميع أنحاء البلاد.

4- أيهما يقيس الزلازل أفضل.. الشدّة أم الحجم؟ مقياس PAGER يجيب!

في المقابل  لا يزال الجدل الدائر منذ عقود حول ما إذا كان مقياس الحجم أو مقياس الشدة يعطي قياساً أفضل للزلازل، ولذلك طورت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية تقنية جديدة في عام 2010.

مع الأخذ في الاعتبار التركيبة السكانية وأنواع المباني والبيانات الاقتصادية والضحايا التي تم جمعها من الزلازل السابقة، يقدر مقياس PAGER قوة الاهتزاز، وعدد الأشخاص والمستوطنات المتضررة، والوفيات والخسائر الاقتصادية المحتملة التي حدثت.

ولا يزال مقياس PAGER جديداً بالنسبة لمعظم الناس، لكن المعلومات التي يقدمها مفيدة للحكومات ووكالات الإغاثة.

ويحول نظام PAGER تقديرات الضرر إلى مستويات تنبيه مرمزة بالألوان، بحيث تعرف الحكومات الوطنية أو الدولية والمنظمات من خلاله مستوى الاستجابة المطلوب.

وبصرف النظر عن توفير البيانات للتخفيف من آثار الكوارث، يتصدر PAGER المقاييس الأخرى من خلال توليد المعلومات التي تساعد في الاستعداد للزلازل.

إذ يسلط نظام PAGER الضوء على الهياكل الأكثر ضعفاً التي تحتاج إلى تحسين، وهذا مهم بشكل خاص للبلدان النامية حيث لا يتبع الناس دائماً قوانين البناء.

لا يزال النظام ينتظر مزيداً من الوعي من الحكومات والمجتمع العلمي ووسائل الإعلام، لأن الحجم والشدة وحدهما لا يعبّران عن مدى خطورة الزلازل.

تحميل المزيد