هناك عدة مناطق في العالم تُعرف بأنها مهددة بالهزات الأرضية والزلازل أكثر من غيرها، وذلك بسبب النشاط الزلزالي الذي يرتكز في عدة مناطق جغرافية، ويسمى بالأحزمة الزلزالية.
هذه الأحزمة الزلزالية تكون ضيقة جداً، الشيء الذي يؤدي إلى حدوث الزلازل بعد تحرك الصفائح التكتونية المكونة للغلاف الصخري الخارجي، في اتجاهات متعاكسة.
ويتمركز خط الزلازل في ثلاث مناطق رئيسية على سطح الأرض، وهي حزام زلازل المحيط الهادي، وحزام زلازل الألب، وحزام زلازل المحيط الأطلسي.
كيف تكون حركة الصفائح التكتونية؟
عند الحديث عن الزلازل يجب أولاً معرفة حركة الصفائح التكتونية، والتي يمكن وصفها على شكل قشرة متشققة توجد تحت الأرض، تتحرك بفعل الحرارة الموجودة في باطن الأرض، الأمر الذي يؤدي إلى انزلاق الصفائح التكتونية فوق سطح الأرض بسبب التيارات شبه المنصهرة تحت القشرة.
حسب تقرير نشرته "bbc" تشرح فيه تفاصيل حدوث الزلازل، فإن الصفائح تتحرك سواء باتجاه بعضها، أو تبتعد عن بعضها، أو بعضها يتخطى الآخر، وفي هذه الحالات يحدث الزلزال، إذ يمكن أن يكون بسيطاً، وبالكاد يتم الشعور به، أو أن يكون مدمراً ويسبب خسائر مادية وبشرية كبيرة.
ويتم تحديد قوة الزلازل حسب القوة التي تحركت بها الصفائح التكتونية، وتعرف النقطة التي تحدث فيها هذه الحركة بالبؤرة الزلزالية.
أنواع تحركات الصفائح التكتونية
عندما تتحرك الصفائح التكتونية معاً، كيفما كان نوع حركتها، فهذا يعني أن هناك قوتين تعملان ضد بعضهما، ومن هناك يتراكم الضغط حتى يتغلب أحدهما على الآخر في النهاية، وهنا يحدث الزلزال.
وفي بعض الحالات الأخرى، تتسبب التيارات شبه المنصهرة تحت قشرة الأرض في انزلاق الصفائح التكتونية بعضها فوق بعض، وهنا يمكن أن تلتصق فيما بينها، بفعل تراكم قوة الصفائح التي تتغلب إحداها عن الأخرى، لعدم وجود حواف لهذه الصفائح، وهنا يحدث مرة أخرى الزلزال، ويعرف هذا النوع بحدود لوحة التحويل.
وهذه الحركات تؤثر على جزيئات الصخور، التي ترسل تذبذبات إلى قشرة الأرض، وتؤدي في الأخير إلى وقوع الزلزال، الذي يتم استشعاره في محطات البحث الجيوفيزيقية في كل أنحاء العالم عبر الموجات الأولية والثانوية.
وحسب تصريح سابق للدكتور حسن سوزبلير، أستاذ في الهندسة الجيولوجية، قال لـ"عربي بوست" إن تزايد الكوارث الطبيعية حول العالم يتناسب مع السرعة الحاصلة في تحركات الصفائح، وتعد أحد الأسباب الرئيسية في تزايد عدد الزلازل.
وأشار إلى أن زيادة الكوارث التي تحدث بسبب الفعل الإنساني، إضافة إلى الكوارث الطبيعية، تزيد من احتمالية حدوث وضع غير طبيعي في العالم بشكل عام.
السبب وراء حدوث الزلازل في مناطق دون أخرى
يكون السبب في وقوع الزلازل في أماكن محددة دون غيرها أنها تقع في حواف الصفائح التكتونية، وتسمى هذه المناطق ببقع الزلازل الساخنة.
وتتمثل هذه المناطق في كل من طول المحيط الهادي، الذي يبلغ طولها 40 ألف كيلومتر، وتشتهر بالنشاط البركاني المستمر، والزلازل المتكررة بسبب حركة الصفائح التكتونية الهندية، الأسترالية، والأمريكية الشمالية والفلبينيّة، وصفائح خوان دي فوكا الكندية.
ويمتد هذا الخط الزلزالي على كل من نيوزيلندا، والفلبين، واليابان، وشرق ألاسكا، وولايتي أريكون وكاليفورنيا الأمريكيتين، والمكسيك، وجبال الإنديز في أمريكا الجنوبية.
ويسمى الخط الزلزالي هناك بحزام النار، وذلك لأنه يضم أكثر من 450 بركاناً، ويحدث فيه ما يقارب 75% من زلازل الأرض، وهي التي تعتبر الأكثر عنفاً في العالم، من بينها زلزال تشيلي الكبير سنة 1960.
فيما يوجد خط زلازل الألب، التي تبدأ من جزيرة جاوا، وصولاً إلى جزيرة سومطرة في إندونيسيا، ويعبر جبال الهيمالايا والبحر الأبيض المتوسط باتجاه المحيط الأطلسي.
وتتمثل الدول التي تعتبر مهددة بالزلازل في خط الزلازل هذا في كل من تركيا، والهند، وكازاخستان، ودول أوروبا الموجودة على البحر الأبيض المتوسط، والشرق الأوسط، من بينها سوريا، ولبنان، وشمال إفريقيا، من بينها مصر.
ويمثل خط الزلازل هذا ما يقارب 17% من الزلازل التي تحدث في العالم، ومن أشهرها التي ضربت المنطقة، كان زلزال باكستان الذي وقع سنة 2005، وراح ضحيته ما يزيد عن 80 ألف شخص. وآخره كان الزلزال الذي ضرب الجنوب التركي والشمال السوري، في 6 فبراير/شباط 2023.
وأخيراً نجد خط زلازل المحيط الأطلسي، حيث تعرف المنطقة أكثر التضاريس الجيولوجية انتشاراً على الأرض، والموجود أشهرها وسط المحيط الهادي تحت الماء، والتي تشكل حزاماً زلزالية في عمق المحيط.
الدمار المحتمل من الزلازل
السبب الذي يجعل الزلازل مدمرة هو وجود تحركات جد عنيفة وقوية في الصفائح التكتونية عند النقطة التي تسمى بالبؤرة.
وتتسبب هذه القوة في هزات أرضية تؤدي إلى ارتعاش المباني وتحركها، أو إلى زلزال يسبب انهيار المباني وقطع إمدادات الكهرباء والماء.
وفي حال كان التقاء الصفائح في قاع البحر فإن هذا الأمر قد يؤدي إلى التسونامي، أو موجات المد والجزر الكبيرة.
وفي بعض الحالات، تكون الآثار الجانبية التي تنجم عن الزلازل هي السبب في الكوارث، من بينها وقوع الحرائق، أو الفيضانات.