الكاهن المعمداني والناشط الاجتماعي مارتن لوثر كينغ جونيور، أحد رموز النضال ونشطاء حقوق الإنسان الأشهر في تاريخ أمريكا والعالم بأسره.
كرّس حياته للنضال اللاعنفي من أجل تحقيق العدالة في الولايات المتحدة، ولعبت قيادته دوراً محورياً في إنهاء الفصل العنصري الممتد للأمريكيين السود من أصول إفريقية، وفي إنشاء قانون الحقوق المدنية لعام 1964.
وتزامناً مع شهر ميلاد مارتن لوثر كينغ، الذي وُلد في 15 يناير/كانون الثاني عام 1929، نستعرض معلومات ربما لم تكن تعرفها عنه من قبل.
1- لم يكن هذا اسمه الأصلي!
ولد كينغ جونيور، في 15 يناير/كانون الثاني عام 1929، باسم مايكل، ولكن في عام 1934 سافر والده، وهو قس في كنيسة إبنيزر المعمدانية في أتلانتا الأمريكية، إلى ألمانيا، وشعر بالانبهار بزعيم الإصلاح البروتستانتي مارتن لوثر.
ونتيجة لذلك، بعد عودته للولايات المتحدة غيّر الأب اسم ابنه من مايكل إلى مارتن، عندما بلغ من العمر خمس سنوات، وغير اسمه كذلك ليصبح لوثر، ويتمكن من تسمية ولده بنفس تركيب اسم رجل الدين الذي ألهمه، بحسب موقع BBC البريطاني.
2- دخل الجامعة قبل الأوان وعمل رجلَ دين
كان كينغ طالباً عبقرياً، لدرجة أنه تخطّى آخر عامين في دراسته الثانوية، وتم تسجيله في عام 1944 في كلية مورهاوس، وهي كلية خاصة بالفنون الحرة للرجال السود في أتلانتا بولاية جورجيا.
ورغم أنه كان الابن والحفيد الأكبر لكهنة كبار من المعمدانيين، فإن كينغ لم يكن ينتوي اتباع دعوة عائلته الدينية حتى أقنعه رئيس كلية مورهاوس، بنيامين إي ميس، وهو عالم لاهوت مشهور، بخلاف ذلك. وقد تم ترسيم مارتن لوثر كينغ كاهناً قبل تخرجه في دراسته الجامعية بشهادة في علم الاجتماع.
3- تم سجن مارتن لوثر كينغ نحو 30 مرة
وفقاً لمركز The King Center، دخل زعيم الحقوق المدنية مارتن لوثر كينغ السجن 29 مرة تقريباً. فقد تم القبض عليه بسبب أعمال العصيان المدني، وبتهم ملفقة عديدة لتقييد نشاطاته الحقوقية.
وكان إحداها مثلاً عندما سُجن في مونتغمري بولاية ألاباما عام 1956 لقيادته بسرعة 30 ميلاً في الساعة، في منطقة تبلغ سرعتها القصوى المحددة 25 ميلاً في الساعة، وهي المخالفة التي لا تستوجب الحبس، ولكن قد تقتضي دفع غرامة مالية كأقصى تقدير.
4- أسرته دفعت تكاليف ولادة ممثلة أمريكية شهيرة
كان والد الممثلة الأمريكية جوليا روبرتس يمتلك مدرسة مسرحية في أتلانتا، وفي يوم من الأيام اتصلت والدة كينغ به لتسجيل أطفالها بعدما كانت المدارس تقصي الأطفال السود.
ومن هذه اللحظة أصبحت عائلة روبرتس وعائلة كينغ أصدقاء مقربين، بحسب موقع The Root للمنوعات.
وفي مقابلة صحفية حديثة، أكدت الممثلة جوليا روبرتس، حقيقة غير معروفة حول اليوم الذي وُلدت فيه. وقالت: "لقد دفعت عائلة مارتن لوثر كينغ فواتير المستشفى الخاصة بتوليدي".
مضيفة أن أسرتي روبرتس وكينغ أصبحتا مقربتين لأن والديها رحبوا بأطفال كينغ في مدرسة التمثيل.
وفي وقت لاحق، عندما ولدت والدة جوليا طفلتها لم تستطع عائلتها دفع فواتير المستشفى، وقالت "ساعد كينغ وزوجته كوريتا والديَّ في الخروج من المأزق ودفع تكاليف ولادة أمي لي".
5- نجا من محاولة اغتيال سابقة قبل عقد من مقتله
في 20 سبتمبر/أيلول عام 1958، كان كينغ في مدينة هارلم الأمريكية يوقع نسخاً من كتابه الجديد بعنوان "خطوة نحو الحرية ".
وفي متجر بلومشتاين متعدد الأقسام الذي عُقدت فيه مناسبة التوقيع، اقتربت منه سيدة أمريكية سمراء تُدعى إيزولا وير كاري، وسألته ما إذا كان مارتن لوثر كينغ جونيور.
وبعد أن أجابها بنعم، قالت كاري "لقد كنت أبحث عنك منذ خمس سنوات"، ثم طعنته في صدره بفتّاحة رسائل حديدية مدببة مقاسها 17 سم.
جاء طرف النصل بجانب الشريان الأورطي لدى كينغ، فخضع لساعات من الجراحة الطارئة الدقيقة. وقد أخبر الجراحون كينغ لاحقاً أن عطسة واحدة يمكنها أن تثقب الشريان الأورطي وتقتله.
ومن سريره في المستشفى، حيث قبع للتعافي لأسابيع، أصدر كينغ بياناً، أكد فيه مبادئه الرافضة للعنف، وقال إنه لا يشعر بأي سوء نية تجاه مهاجمته المعتلة عقلياً.
6- خطاب "لدي حلم" كان مرتجلاً
في منتصف خطابه في عام 1963، صرخت مغنية الإنجيل ماهاليا جاكسون: "أخبرهم عن الحلم يا مارتن!"، وقد دفع هذا الطلب مارتن لوثر كينغ إلى التركيز على خطبة سابقة كان قد ألقاها، حيث وصف نسخة من الحلم الأمريكي كانت متساوية ومتاحة لجميع المواطنين سواسيةً.
وقال كينغ: "لدي حلم أن أطفالي الأربعة الصغار سيعيشون يوماً ما في أمة لن يتم الحكم فيها من خلال لون بشرتهم، ولكن من خلال محتوى شخصيتهم. لدي حلم اليوم". ثم أصبحت اللحظة الأيقونية فيما بعد تُعرف باسم خطاب "لدي حلم".
7- خطابه الأخير تنبأ بوفاته
كان كينغ يجري لقاءً في ممفيس، مطلع أبريل/نيسان 1968، لدعم إضراب عمال القمامة السود في المدينة ضد ظروف عملهم، وفي خطاب ألقاه في الليلة التي سبقت اغتياله، قال لجمهور في كنيسة تمبل ماسون: "مثل أي شخص آخر، أود أن أعيش حياة طويلة".
وتابع: "لكنني لست قلقاً بشأن ذلك الآن، لقد رأيت أرض الميعاد. محتمل ألا آتي معكم في نفس الوقت، لكني أريدكم أن تعرفوا الليلة أننا سنصل إلى أرض الميعاد، وأنا سعيد الليلة، أنا لست قلقاً بشأن أي شيء، أنا لا أخاف أي رجل، لقد رأت عيني مجد الرب".
وهو ما اعتبره المراقبون وكأنه رسالة وداع بعدما شعر مارتن لوثر كينغ باقتراب موعد موته، بحسب موقع History للتاريخ.
فبعدها بيوم واحد فقط، وأثناء وقوفه على شرفة غرفته في فندق لوارين، قُتل مارتن لوثر كينغ برصاص قناص يدعى جايمس إيرل راي، ولم يكن يتجاوز حينها 39 عاماً.
8- والدته توفيت أيضاً في اغتيال متعمّد
في 30 يونيو/حزيران عام 1974، كانت والدة مارتن، ألبرتا ويليامز كينغ، البالغة من العمر 69 عاماً، تعزف على الأرغن في قداس يوم الأحد داخل كنيسة إبينيزر المعمدانية.
وفجأة صعد ماركوس واين تشينولت جونيور إلى المنصة الأمامية، وسحب مسدسين من سترته وبدأ في إطلاق النار. فأصابت إحدى الرصاصات كينغ وقتلتها.
قال المسلح المختل لاحقاً إن المسيحيين هم عدوه الأول، وإنه على الرغم من أنه تلقى تعليمات إلهية بقتل والد كينغ، الذي كان بين المصلين، فقد قتل والدة كينغ بدلاً منه لأنها كانت أقرب، بحسب مجلة Washington Post الأمريكية.
كما أدى إطلاق النار إلى مقتل شمامسة الكنيسة. وقد تلقى تشينولت حكماً بالإعدام، تم تغييره لاحقاً إلى السجن المؤبد، ويرجع ذلك جزئياً إلى معارضة عائلة مارتن لوثر كينغ لعقوبة الإعدام.