اضطرت بعض الجامعات الأسترالية إلى تغيير الطريقة التي تجري بها الاختبارات والتقييمات الأخرى بعد اكتشافها أن الطلاب يستخدمون برنامج الذكاء الاصطناعي الناشئ Chat GPT لكتابة المقالات، حسب ما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية، الثلاثاء 10 يناير/كانون الثاني 2023.
حيث أدخلت جامعات كبرى قواعد جديدة تعتبر استخدام الذكاء الاصطناعي غشاً، وضُبط بعض الطلاب وهم يستخدمون هذا البرنامج بالفعل. لكن أحد خبراء الذكاء الاصطناعي حذر من أن الجامعات تخوض "سباق تسلّح" لا يمكنها أبداً الفوز به.
Chat GPT أداة للغش في الجامعات
هذا البرنامج المسمى Chat GPT، الذي ينتج نصاً عن أي موضوع رداً على سؤال أو استفسار، أطلقته شركة OpenAI في نوفمبر/تشرين الثاني وقد حُظر فعلاً في جميع الأجهزة في المدارس العامة في نيويورك جرّاء مخاوف من "تأثيره السلبي على تعلم الطلاب" واحتمال تسببه في سرقة أدبية.
في لندن، اختبره أحد الأكاديميين في سؤال امتحان عام 2022 وقال إن إجابة الذكاء الاصطناعي كانت "متماسكة وشاملة ولم تخرج عن الموضوع المحدد، وهذا ما يفشل الطلاب في الإتيان به غالباً"، وأضاف أنه سيضطر إلى "تغيير شكل الامتحان" أو حرمان الطلاب الاتصال بالإنترنت في الاختبارات مستقبلاً.
كما أنه في أستراليا، أعرب أكاديميون عن مخاوفهم من برنامج Chat GPT وقدرة التقنيات المماثلة على التهرب من برامج مكافحة السرقة الأدبية وكتابة مقالات أكاديمية سريعة وموثوقة.
فيما قالت "مجموعة الثمانية" -التي تضم الجامعات الرائدة في مجال البحث المكثف على مستوى البلاد- إنها تدرس تغيير طريقة التقييم هذا العام بسبب هذه التكنولوجيا الناشئة.
بينما قال نائب الرئيس التنفيذي للمجموعة، الدكتور ماثيو براون: "جامعاتنا تراجع الطريقة التي ستجري بها التقييمات عام 2023، مثل الاختبارات الخاضعة للمراقبة… وزيادة استخدام الاختبارات الورقية… وقصر الاختبارات على الوحدات ذات مخاطر النزاهة المنخفضة".
أضاف براون: "دراسة تغيير طريقة التقييم غاية في الأهمية، وهذا ما تعمل عليه جامعاتنا باستمرار؛ لأننا نسعى إلى استباق تطورات الذكاء الاصطناعي".
شكل جديد من التقييمات
تشير أحدث سياسة للنزاهة الأكاديمية لجامعة سيدني الآن إلى أن "إنشاء محتوى باستخدام الذكاء الاصطناعي" شكل من أشكال الغش.
إذ قال متحدث باسم الجامعة إنه رغم ملاحظة حالات غش قليلة، وانخفاض مستواها بشكل عام، تستعد الجامعة للتغيير بإيجاد شكل جديد للتقييمات وتطوير استراتيجيات الكشف".
كما أضاف: "نعلم أيضاً أن الذكاء الاصطناعي بإمكانه مساعدة الطلاب على التعلم، وسوف يشكل جزءاً من الأدوات التي نستخدمها في العمل مستقبلاً، لذلك نحتاج إلى تعليم طلابنا كيفية استخدامها بصورة شرعية".
غيرت الجامعة الوطنية الأسترالية طريقة التقييم لتعتمد على الأنشطة المختبرية والعمل الميداني، والاختبارات الزمنية والعروض التقديمية الشفوية.
فيما كانت جامعة فليندرز من أوائل الجامعات الأسترالية التي طبقت سياسة محددة ضد الغش من الحاسوب. وقالت نائبة رئيس الجامعة، البروفيسورة رومي لوسون، إن الحفاظ على النزاهة الأكاديمية في عصر التكنولوجيا المتغيرة بسرعة "تحدٍ دائم".
أضافت: "يقلقنا ظهور برامج إنشاء نصوص متطورة، وآخرها Chat GPT، التي من الواضح أنها قادرة على إنتاج محتوى مقنع جداً وتزيد من صعوبة كشف الغش".
كما قالت: "وعوضاً عن منع الطلاب من استخدام هذه البرامج، نتطلع إلى مساعدة أعضاء هيئة التدريس والطلاب على استخدام هذه الأدوات الرقمية لدعم التعلم".
بينما قال متحدث باسم جامعة نيو ساوث ويلز في سيدني إن الجامعة على دراية بأن الطلاب يستخدمون برامج الذكاء الاصطناعي لمساعدتهم في كتابة مقالاتهم وتقديمها على أنها من إنتاجهم هم.
أضاف: "استخدام الذكاء الاصطناعي "اضطرت بعض الجامعات الأسترالية إلى تغيير الطريقة التي تجري بها الاختبارات والتقييمات الأخرى بعد اكتشافها أن الطلاب يستخدمون برنامج الذكاء الاصطناعي الناشئ Chat GPT لكتابة المقالات" بهذه الطريقة يقوِّض النزاهة الأكاديمية ويمثل مشكلة مهمة تواجه جميع مؤسسات التعليم والتدريب، على الصعيدين الوطني والدولي".