ذكرت صحيفة The Guardian البريطانية، الإثنين 9 يناير/كانون الثاني 2023، أن أول اختبارات مُنتَجة في المغرب لتشخيص الإصابة بسرطان الثدي وسرطان الدم (اللوكيميا) سوف تصير متوفرة تجارياً في غضون أشهر، ما سيؤدي إلى خفض التكاليف وتقصير وقت الانتظار بالنسبة للمرضى في المغرب وفي ربوع إفريقيا.
ترتفع أسعار أدوات تشخيص الإصابة بمرض السرطان والأمراض الأخرى في إفريقيا، ويجري استيرادها من خارج القارة، وعادة تصل من أوروبا والولايات المتحدة.
سعر الأدوات المنتجة للقاحات
من جانبه، قال حسن الصفريوي، عضو مجلس الإدارة التنفيذي في المؤسسة المغربية للعلوم المتقدمة والابتكار والبحث (MASciR) التي طورت الاختبارات الجديدة: "يمكن أن يكون سعر الأدوات ضعف الثمن الممكن إذا صُنعت محلياً. إنها عملية طويلة. ويمكن أن يستغرق وصول الأدوات أسابيع أو شهوراً".
الصفريوي أوضح أن تطوير أدوات تشخيص مرض السرطان كان قيد العمل منذ 2010، وأن اختبارات اللوكيميا استُخدمت بالفعل في المغرب على 400 شخص، لافتاً إلى أنه في الماضي، كانت جميع العينات تُرسل إلى فرنسا لتحليلها، ما يتسبب في إطالة العلاج وتأجيله.
وأضاف: "ولكن مع أدوات الاختبار المُصنَّعة محلياً، يمكننا الحصول على النتائج في غضون ساعات".
يعد سرطان الثدي مرض السرطان الأوسع انتشاراً في المغرب، وسبباً رئيسياً للوفاة بين النساء. ورغم أن معدلات الشفاء العالمية مرتفعة بين المريضات اللواتي تُشخص إصابتهن في مراحل مبكرة، لكن نسبة كبيرة من حالات سرطان الثدي في البلاد ذات الدخول المتوسطة والمنخفضة، التي تضم المغرب، تُشخص في مراحل متأخرة، وفق الصحيفة البريطانية.
اللقاحات والأدوية المستوردة
طالما كان اعتماد إفريقيا على الاختبارات المستوردة، وكذلك العلاجات واللقاحات المستوردة، شاغلاً مُلحِّاً أمام السلطات الصحية في القارة منذ جائحة كوفيد-19.
إذ تشير التقديرات إلى أن 70% من المنتجات الصيدلانية المستخدمة في البلاد الإفريقية، و99% من اللقاحات المستخدمة فيها، تُستورد من الخارج.
إذ قال كريستيان هابي، مدير المركز الإفريقي للتميز في علم جينوم الأمراض المعدية: "إفريقيا تعتمد على غيرها وتعول على غيرها بصورة مفرطة"، وذلك خلال أحد مؤتمرات الصحة في رواندا في الشهر الماضي.
هابي أوضح: "كانت القارة معتمدة كلياً على الخارج في بداية الجائحة. لم يكن بمقدورنا حتى إنتاج تشخيصات بسيطة".
مطالبات بدعم المصنعين المحليين
ناقش المؤتمر طرق زيادة القدرة الإنتاجية لإفريقيا. شهد العام الماضي إنشاء المؤسسة الإفريقية للتكنولوجيا الصيدلانية لتوسيع الإنتاج، بالإضافة إلى أن خطط تطوير الرقابة التنظيمية عبر وكالة الدواء الإفريقية (AMA) جرى الموافقة عليها في 2019.
حيث قال ينيو كيبيدي تيبيجي، رئيس شبكات ونظم المختبرات في المراكز الإفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، التي كانت تتعاون مع المؤسسة المغربية للعلوم المتقدمة والابتكار والبحث لإتاحة أدوات التشخيص المغربية في البلاد الإفريقية الأخرى: "لا نزال في حاجة إلى استراتيجية شاملة لدعم المُصنعين المحليين. يتضمن هذا الوصول إلى العملة الصعبة والمواد الخام، بالإضافة إلى تأسيس بيئة تنظيمية مواتية لتقييم التشخيصات".
تيبيجي أوضح أن هذا الإطار التنظيمي يمكن تسهيله عن طريق وكالة الدواء الإفريقية بمجرد تأسيسه بالكامل.
وتابع: "نعمل مع وكالة الدواء الإفريقية لتنسيق العمليات التنظيمية. فإذا خضع مُنتج للتقييم في كينيا، على سبيل المثال، فلن يكون هناك داعٍ لإجراء إثيوبيا التقييم نفسه".
خفض تكاليف الإنتاج خلال 3 سنوات
خلال الجائحة، طورت المؤسسة المغربية للعلوم المتقدمة والابتكار والبحث أدوات تشخيص مرض كوفيد، وبيعت في السنغال وتونس وساحل العاج ورواندا. قال الصفريوي إن اختبارات السرطان يمكن أن تُتاح في هذه البلاد أيضاً.
وقال تيبيجي إن التكاليف الأولية للحصول على اختبارات السرطان من المؤسسة المغربية للعلوم المتقدمة والابتكار والبحث يمكن أن تكون أعلى من أسعار المنافسين غير الأفارقة، لأن الشركات الصغيرة تضطر لاستيراد المواد الخام.
وأضاف: "لكن ما أتصوره هو الأثر طويل المدى. عندما تصير هذه الشركات أقوى وتوسع قدرتها التصنيعية، فسوف نشهد فوائد التكلفة". وأوضح أن التكاليف يمكن أن تنخفض في غضون 3 سنوات.