وافقت الولايات المتحدة على أول لقاح في العالم لنحل العسل، وهو ما يعزِّز الآمال في الحصول على سلاح جديد ضد الأمراض التي تدمر بانتظام المستعمرات المُدارة التي يُعتمد عليها في تلقيح النحل، بحسب ما أفادت صحيفة The Guardian البريطانية، الأربعاء 4 يناير/كانون الثاني 2023.
حيث أقرت وزارة الزراعة الأمريكية ترخيصاً مشروطاً للقاح الذي أنتجته شركة "دالان" (Dalan Animal Health) للتكنولوجيا الحيوية، مشيرة إلى أن الهدف من استخدام اللقاح هو المساعدة في حماية نحل العسل من مرض "تعفن الحضنة الأمريكي".
"مرض خطير لا علاج له"
بدورها، قالت أنيت كليرز، الرئيس التنفيذي لشركة دالان، إن "لقاح الشركة هو إنجاز غير مسبوق في حماية نحل العسل؛ فهو قادر على تغيير طريقة رعايتنا للنحل، ومن ثم تحسين إنتاج العسل في جميع أنحاء العالم".
من المقرر أن يُتاح اللقاح في البداية لمربي النحل التجاريين، لكي يُستخدم في الحد من مرض تعفن الحضنة، وهو مرض خطير لا علاج له حالياً، تسببه يرقات بكتيريا "الباينيباسيلس" (Paenibacillus) القادرة على إضعاف خلايا النحل وقتلها.
وعُثر على المرض في ربع خلايا النحل ببعض المناحل في الولايات المتحدة، واضطر أصحاب المناحل إلى تدمير وحرق المستعمرات المصابة، واستخدام المضادات الحيوية لمنع انتشار المرض.
من جانبه، قال كيث ديلابلين، عالم الحشرات في جامعة جورجيا والمشارك لشركة دالان في تطوير اللقاح، إن "أصحاب المناحل يسهل عليهم التعرف على هذا المرض لأنه يحوِّل يرقات النحل إلى مادة لزجة بنية لها رائحة كريهة نتنة".
تلقيح ملكات النحل ببعض البكتيريا!
أما اللقاح فيعمل عن طريق إدخال بعض البكتيريا في غذاء ملكات النحل الذي توفره الشغالات للملكة لكي تتناوله، ومن ثم تتلقى بعض اللقاح في المبايض. وهكذا، تتمتع يرقات النحل النامية بمناعة ضد التعفن أثناء الفقس. فيما تشير الدراسات التي أجرتها شركة "دالان" المنتجة للقاح إلى أن هذه العملية تقلل من معدل موت النحل الناجم عن الإصابة بمرض تعفن الحضنة.
وقال ديبلابلين: "في أحسن الأحوال، يمكننا إطعام الملكات مزيجاً من اللقاح داخل غذاء ملكات النحل (السكر الناعم الذي تأكله ملكة النحل أثناء التحول). ويستطيع مربي النحل تطعيم ملكات النحل بالكامل".
يشار إلى أن مرض تعفن الحضنة نشأ في الولايات المتحدة، ثم انتشر منها إلى جميع أنحاء العالم. فيما قالت شركة دالان إن اللقاح الجديد يمكن استخدامه في إنتاج لقاحات مخصصة لأمراض أخرى مرتبطة بالنحل، مثل النسخة الأوروبية من تعفن الحضنة.
مخاوف من تناقص أعداد النحل
بالنظر إلى التزايد الجاري في تسويق المناحل ونقلها وتكثيف إنتاجها في الخدمة الزراعية، تعرَّض نحل العسل للإصابة بمجموعة من الأمراض المختلفة التي كثيراً ما تصيب أعداداً كبيرة من الخلايا، وتتطلب مجهوداً كبيراً من أصحاب المناحل للحفاظ على البقية.
وتعتمد الولايات المتحدة اعتماداً كبيراً على مستعمرات نحل العسل المُدارة في مساندة التلقيح الغذائي، فخلايا النحل تُنقل بانتظام إلى جميع أنحاء البلاد لنشر الملقحات في أغذية مختلفة، مثل اللوز والعنب البري.
ولمَّا كانت كثير من أنواع النحل البري قد تعرضت للتدهور بسبب فقدان الحواضن واستخدام المبيدات الحشرية وأزمة المناخ، فإن المخاوف تتزايد من أزمة عالمية ترتبط بتناقص حاد في أعداد النحل، ومن ثم الإخلال بالنظم البيئية والأمن الغذائي للبشر وسلامتهم.