عندما نذكر مصطلح "عصر ما قبل التاريخ"، فإنّ أول ما يتبادر إلى أذهاننا هو الديناصورات العملاقة التي كانت تسيطر على الأرض لملايين السنين خلال حقبة الدهر الوسيط التي امتدت لنحو 180 مليون سنة، ولكن ما الذي نعرفه عن الحيوانات التي عاشت قبل ومع الديناصورات؟
حيوانات عاشت مع الديناصورات في عصر ما قبل التاريخ
المثير للدهشة أن كائنات الأرض كانت شديدة التنوع خلال العصر الكربوني والعصر البرمي وكانت هائلة أيضاً، والتي عاشت في فترة ما قبل الديناصورات، وتزامنت في العيش معها في أوقات أخرى، فما هي هذه الحيوانات؟
1- سكوتوسورس
نشأت سحلية الدرع أو كما تسمى أيضاً الـ"سكوتوسورس" في نهاية العصر الكربوني، منذ نحو 298 مليون سنة، وكانت أيضاً من بين أكبر الزواحف خلال العصر البرمي.
وكان شكلها مميزاً، إذ لها جمجمة مسننة مقاس 20 بوصة وجسم مطلي بالدروع يمكن أن ينمو أكثر من عشرة أقدام.
كان هذا المخلوق الأرضي ضخماً ومخيفاً، لكنه كان حيواناً عشبياً بطيئاً وثقيل القدمين، كان يقطع أميالاً عبر موطنه الصحراوي بحثاً عن الغطاء النباتي، مما جعله عرضة للحيوانات المفترسة، مثل حيوان الجورجونوبسيا.
2- عقرب البحر "الظفرة"
كان عقرب البحر العملاق من المفصليات المائية الضخمة المفترسة، وصل حجم هذا العقرب القديم إلى حجم الإنسان الحديث، وعاش في محيطات الأرض، واصطاد مخلوقات أخرى، مثل الأسماك.
بدلاً من اللسع الذي يتبع العقرب الحديث، فإنّ "الظفرة" كانت لديه مخالب عملاقة وينتظر في كمين لفريسته باستخدام حدة البصر، ثم يمسكهم ويثقبهم بملحقاته التي تشبه الكماشة، وفقاً لما ذكره موقع AZ Animals.
3- ديميترودون أنجلينسيس
عاش ديميترودون خلال فترة العصر البرمي المبكر، وعلى الرغم من أنه يبدو من الزواحف، فإنه لا يرتبط بالديناصورات، وإنما هو أكثر ارتباطاً بالثدييات، على الرغم من أنه ليس ثديياً من الناحية الفنية؛ إنه ينتمي إلى عائلة Sphenacodontidae، وهي مجموعة من آكلات اللحوم المتقدمة.
ومن أبرز سماته شراع العمود الفقري العصبي الضخم والأشواك الطويلة الممتدة من الفقاريات.
كما أنه كان يسير على 4 أرجل، وله جمجمة منحنية وأسنان كبيرة الحجم، وقد وجد الباحثون حفرياته بجنوب غربي الولايات المتحدة في الأسرة الحمراء في أوكلاهوما وتكساس.
4- مفصليات الأرجل
قبل 354 مليون سنة، جابت Arthropleura الضخمة الغابات الضخمة في أمريكا الشمالية وأوروبا، لقد كانوا أهم اللافقاريات الأرضية الموجودة على الإطلاق ولم يكن لديها العديد من الحيوانات المفترسة.
نمت المفاصل إلى ما يزيد على مترين وكان يمكنها الوقوف منتصبة ورشّ الحمض الذي تمتلكه نحو أي تهديد محتمل، وفقاً لما ذكره متحف ويلز الوطني "Museum Wales".
على الرغم من سماتها المخيفة، كانت هذه الديدان الألفية من أوائل أكلة النباتات، واستخدمت فكوكها القوية لتحطيم المواد النباتية الصعبة بدلاً من استخدامها لأكل الحيوانات، وقد انقرضت المفصليات، بسبب جفاف خط الاستواء وتنوع الحيوانات الفقارية.
5- جورجونوبسيدس
سميت على اسم الوحش الأسطوري اليوناني "Gorgonopsids"، وهي مجموعة منقرضة من الثدييات ذات أسنان كبيرة من العصر البرمي.
كانت لديها جماجم ضيقة وأسنان مستطيلة، استخدمتها لقطع وطعن الفريسة والحيوانات المفترسة.
لقد كانوا صيادين شرسين، يأخذون قطعاً من أهدافهم ويتراجعون حتى يضعفوهم بدرجة كافية لإعطائهم لدغة قتل.
ربما تكون هذه الأنواع قد بدأت صغيرة نسبياً ولكنها تطورت إلى حجم يشبه الدب، مما جعلها من أفرس الحيوانات الرئيسية في مناطق تنزانيا وزامبيا وملاوي.
6- جايكيلوبتيروس
كان Jaekelopterus عقرباً عملاقاً آخر عاش خلال العصر الديفوني قبل 390 مليون سنة، وقد كان أكبر المفصليات التي تعيش على الأرض على الإطلاق والأكبر من نوعه، حيث نما أكثر من ثمانية أقدام.
وبدلاً من السباحة في المحيط، تطور هذا العقرب في أنظمة المياه العذبة مثل قيعان الأنهار.
كان مفترساً رئيسياً في بيئته المائية، يتغذى على مفصليات الأرجل الأصغر والفقاريات المبكرة، وكان يطارد فريسته في البحيرات ومصابّ الأنهار بمستوى عالٍ من القدرة على المناورة وخفة الحركة.
7- ميجانيورا
كانت Meganeura أكبر حشرة طائرة في الوجود، تشبه حشرة اليعسوب الحديثة، باستثناء أنها أكبر من ذلك بكثير.
كانت هذه الحشرة العملاقة تسكن الغابات الكربونية إلى جانب "مفصليات الأرجل" وكانت مفترسة، وتتغذى بشكل أساسي على الحشرات الأخرى.
بلغ طول جناحيها 25.6 بوصة وكان طول يرقتها 12 بوصة على الأقل، بينما قضت معظم وقتها وهي تطير في الهواء باحثة عن العناكب والبرمائيات الصغيرة، فيما اكتشف أحفورتها العلماء لأول مرة في فرنسا عام 1880.
8- تيتانيكثيس
كانت Titanichthys سمكة عملاقة مدرعة من أواخر العصر الديفوني، عاشت في البحار الضحلة في المغرب وأمريكا الشمالية الشرقية وأوروبا.
يعتقد العلماء أن هذه السمكة الضخمة كانت أول مغذٍّ مرشح كبير الحجم للفقاريات، وكان يصل طول هذه السمكة إلى 16 قدماً وتتميز بفم كبير وأسنان حادة.
9- إيجيروكاسيس
كان هذا المخلوق من مجموعة جذعية من المفصليات من أوائل عصر أوردوفيشي الجيولوجي، أي قبل 480 مليون سنة.
كان أكبر حيوان موجود في هذا العصر وكان يشبه إلى حد بعيد الجمبري الضخم، وقد وصل طوله إلى 7 أقدام.
كان هذا المخلوق يعيش في المحيطات، ولكنه انقرض في نهاية العصر الكمبري.
10- الموزاصور
الموزاصورات أو الموساسورس هي مجموعة أخرى من الوحوش المائية التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ وتنتمي إلى طائفة الزواحف.
عكس البليزوصورات، اتسمت الموزاصورات بأعناق قصيرة وفكوك ضخمة تستخدمها للإمساك بالفريسة.
كان طول تلك الوحوش المائية المرعبة يصل إلى 50 قدماً، وتعتبر السحالي والثعابين أقرب الأحياء الحية للموزاصورات حالياً، وفقاً لما ذكرته مجلة Mental Floss الأمريكية.
11- التيروصور
تعتبر الطيور الحديثة -من الناحية الفنية- ديناصورات، لكن المخلوقات الحرشفية التي حلَّقت في السماء قبل مئات الملايين من السنين لم تكن كذلك.
التيروصورات هي مجموعة من الزواحف الطائرة تختلف عن الفرع الحيوي المُسمّى "ديناصورات" (clade Dinosauria).
عكس الطيور، اعتمدت عائلة التيروداكتيلوس والكويتزاكوتلس وغيرها من التيروصورات على أغشية أجنحتها الخالية من الريش لتحقيق قوة الرفع.
كانت التيروصورات أول الفقاريات القادرة على الطيران بفضل أطوال أجنحة تصل إلى 33 قدماً جعلتها أكبر المخلوقات الطائرة في التاريخ.
12- البليزوصور
البليزوصورات هي فرع حيوي من الكائنات المائية المشهورة بارتباطها ببحيرة لوخ نس الأسكتلندية، لذا تُصنّف باعتبارها زواحف بحرية.
سكنت تلك الوحوش ذات العنق الطويل المحيطات حتى حدث الانقراض الجماعي الكبير نهاية العصر الطباشيري.
13- الدينوسوكس
هو جنس منقرض من التمساحيات ذو صلة قرابة بالقاطور، عاش من 82 إلى 73 مليون سنة مضت، خلال فترة الطباشيري المتأخر، ويعني اسمه "التمساح الرهيب" وهو مستمد من الكلمة الإغريقية "دينوس".
تم اكتشاف حفرياته لأول مرة في كارولاينا الشمالية بالولايات المتحدة في خمسينيات القرن التاسع عشر.
كان الدينوسوكس مشابهاً في مظهره للحيوانات المفترسة الحرشفية الموجودة اليوم، لكنه يتفوق عليها في الحجم كثيراً، إذ كان طوله يصل إلى 40 قدماً ووزنه يقارب 7 أطنان. سادت تلك المخلوقات الأنهار والمستنقعات قبل 70 مليون عام، وتُظهر أدلة أحفورية أنَّها كانت تفترس الديناصورات في بعض الأحيان.
14- ميغالودون
تعود أقدم حفريات قرش ميغالودون "O.Megalodon" إلى 20 مليون سنة، وقد استطاع على مدى الـ13 مليون سنة التالية، أن يسيطر على المحيطات حتى انقرض قبل 3.6 مليون سنة فقط.
لم يكن O.Megalodon أكبر سمكة قرش في العالم فحسب، بل كان أيضاً أحد أكبر الأسماك الموجودة على الإطلاق بطول وصل إلى نحو 18 متراً، وفقاً لما ذكره National Health Mission البريطاني.
وكان ميغالودون بأسنانه المسننة الكبيرة يأكل على الأرجح الحيتان والأسماك الكبيرة، وربما أسماك القرش الأخرى.
15- أخدودي الأسنان
على الرغم من أنَّه يبدو كأنَّه هجين بين السلحفاة والإنكيلوصور، كانت أنواع جنس أخدوديات الأسنان تنتمي إلى الثدييات الأولية، التي تجولت عبر أمريكا الجنوبية خلال العصر الجليدي.
عكس الديمترودون، يسهل رؤية بعض سمات أخدوديات الأسنان في ثدييات حديثة مثل حيوان المُدرّع (الأرماديللو).