تجاوز برنارد أرنو، قطب الأعمال الفرنسي المالك لمجموعة لويس فيتون "إل في إم إتش" LVMH للمنتجات الفاخرة، المليارديرَ إيلون ماسك، مالك شركة تويتر، في "مؤشر بلومبرغ للأثرياء" Bloomberg Billionaires Index الثلاثاء، 13 ديسمبر/كانون الأول 2022، ليتصدَّر قائمة أغنى الأشخاص في العالم لأول مرة، فيما لم يسبق لأي شخص في فرنسا، أو في أوروبا كلها، أن اعتلى صدارة أغنى الأثرياء على هذا الكوكب.
ولطالما كان أرنو، البالغ من العمر 73 عاماً، من أبرز الحاضرين في قوائم أثرياء العالم، لكنه يختلف عن ماسك وغيره من أصحاب المليارات بقلة ظهوره بالأماكن العامة، وانصرافه عن أوجه النشاط على وسائل التواصل الاجتماعي.
وتُقدر ثروة أرنو بنحو 170.8 مليار دولار، وقد اعتمد على المهارات الفنية الأوروبية لتحويل مجموعة "إل في إم إتش" إلى أكبر تكتل للسلع الفاخرة في العالم، فالمجموعة تضم 75 علامة تجارية، منها شركة "دوم بيريغنون" للنبيذ، وشركة "ديور"، وشركة "تيفاني آند كومباني" للجواهر.
حققت مجموعة "إل في إم إتش"، التي يقع مقرها في باريس، مبيعات تقدر بقيمة 68 مليار دولار العام الماضي. ويشير التقرير السنوي للمجموعة إلى أن أرنو وعائلته لديهم نحو 48% من أسهم الشركة، و64% من حقوق التصويت.
وُلد أرنو في عام 1949 بمدينة روبيه، الواقعة في شمالي فرنسا، وتخرج في كلية النخبة الفرنسية "بولِتيكنيك" للهندسة، وعمل بشركة الهندسة المدنية التابعة للعائلة "فيريت سافينيل"، ثم انتقل في عام 1981 إلى الولايات المتحدة، وخاطر بالدخول في مجال التطوير العقاري.
عاد أرنو إلى فرنسا، واقتحم عالم السلع الفاخرة في عام 1984، حين استحوذ على مجموعة Boussac Saint-Freres للمنسوجات، المفلسة آنذاك، إلا أنها كانت تملك العلامة التجارية "كريستيان ديور". وقد اتَّجه بعد ذلك إلى تصفية معظم أعمال الشركة، واستخدم العوائد في شراء حصة حاكمة من أسهم شركة "إل في إم إتش".
على مدى العقود الثلاثة التالية، تمكن أرنو من تحويل شركة "إل في إم إتش" إلى مجموعة عملاقة من العلامات التجارية الفاخرة، في مجال الأزياء والسلع الجلدية والساعات والمجوهرات والخمور والإقامات الفندقية والعطور ومستحضرات التجميل، والتي تباع منتجاتها في أكثر من 5500 متجر في جميع أنحاء العالم. وقد أدرك أرنو مبكراً أن الصين ستصبح سوقاً رئيسياً، فافتتح أول متجر لشركة "لويس فيتون" في بكين عام 1992.
تبلغ القيمة السوقية لمجموعة "إل في إم إتش" 365.7 مليار يورو (نحو 389.3 مليار دولار أمريكي)، وهي الأكبر في أوروبا. وقد رفعت المجموعة الحدَّ الأدنى لسن رئيسها التنفيذي هذا العام، ليُتاح لأرنو البقاء على رأس الشركة حتى سن 80 عاماً.
في سياق الحرص على البقاء بعيداً عن الأنظار، قال أرنو، في أكتوبر/تشرين الأول، إن شركة "إل في إم إتش" باعت الطائرة الخاصة للشركة. وجاء ذلك بعد إقبال حسابات تويتر على تتبع طائرات أصحاب المليارات وانتقادهم بشأن انبعاثات الكربون، وكان الموضوع قد تحول إلى قضية عامة في فرنسا، واقترح بعض السياسيين حظر الطائرات الخاصة أو فرض ضرائب عليها.
قال أرنو في لقاء على إذاعة Radio Classique، المملوكة لشركته: "في ظل هذا الجدل، بعنا الطائرة الخاصة التي كانت لدى المجموعة. ولم يعد أحد يستطيع الآن تتبع إلى أين أذهب، لأنني استأجر طائرة عندما أحتاج إلى استخدام طائرة خاصة".
كما عمد أرنو إلى نشر أبنائه في أقسام العمل بمجموعة "إل في إم إتش"، فهو لديه 5 أبناء من زواجين، وجميعهم يعملون حالياً في الشركة أو إحدى علاماتها التجارية. وقد توسَّع دور أنطوان، ثاني أبنائه في الترتيب، ويبلغ من العمر 45 عاماً، في شركة "كريستيان ديور" القابضة منذ مدة قريبة.
من المعروف عن أرنو أنه يحافظ على نظام غذائي صارم، ويلعب التنس بانتظام، وهو أيضاً من هواة جمع الأعمال الفنية، وافتتح في عام 2014 مؤسسة "لويس فيتون" في باريس، وهي أقرب إلى متحف فني خاص.
فيما تذهب تقديرات "مؤشر بلومبرغ للأثرياء" إلى أن معظم ثروة أرنو ناشئة عن حصته البالغة 97.5% من شركة "كريستيان ديور"، والتي بدورها تسيطر على نحو 41% من أسهم مجموعة "إل في إم إتش"، ولتلك العائلة حصة أخرى من الأسهم فيها تبلغ نحو 6%.
وتشير بيانات الأرباح الموزعة والضرائب والإسهامات الخيرية، إلى أن أرنو يملك ما يقدر بنحو 10.3 مليار دولار نقداً وأصولاً أخرى. وهو خامس شخص يحتل المرتبة الأولى في مؤشر بلومبرغ للأثرياء، منذ بدايته في عام 2012، بعد كارلوس سليم، وبيل غيتس، وجيف بيزوس، وإيلون ماسك.