تقدم مستشفيات دائرة الصحة الوطنية البريطانية (NHS) الحقن بالماء للأمهات لتخفيف آلامهن أثناء الولادة، وفي بعض المستشفيات تحرق القابلات الأعشاب لتعديل وضع الأجنة المقلوبة في الرحم، بحسب صحيفة The Times البريطانية.
الصحيفة أشارت إلى أن نشطاء السلامة وصفوا هذه الممارسات بالخطيرة، ويقولون إنها ربما تصل إلى مستوى "العلوم الزائفة"، وطالبوا الرئيسة التنفيذية لدائرة الصحة البريطانية، أماندا بريتشارد، بحظر استخدامها في خطاب نُشر الأحد، 27 نوفمبر/تشرين الثاني.
الحقن بالماء لتخفيف الآلام
توفر 3 مستشفيات على الأقل في إنجلترا حقن المياه لتخفيف الآلام، هي Newcastle upon Tyne Hospitals Trust وUnited Lincolnshire Hospitals Trust وNorth Tees and Hartlepool Trus.
تصف المعلومات الموجودة على موقع مستشفى نيوكاسل هذه الحقن بأنها "شكل بديل لتسكين الآلام"، أما لينكولنشاير، فكتبت أن استجابة الجسم للحقن "تمنع إشارات الألم من الوصول إلى الدماغ".
بدوره، قال المعهد الوطني للصحة وجودة الرعاية (نيس)، وهو المسؤول عن تحديد العلاجات الصحيحة للمرضى، إن دائرة الصحة الوطنية عليها الامتناع عن استخدام الحقن بالماء لتخفيف الآلام.
العلاج بالكي لتعديل الأجنة المقلوبة
وتقدم 5 مستشفيات تابعة لدائرة الصحة الوطنية العلاج بالكى لتعديل الأجنة المقلوبة، التي تكون قدماها لأسفل. وهذا العلاج شكل من أشكال الطب الصيني، وفيه تُحرق عشبة حبق الراعي بالقرب من جلد الإصبع الخامس في القدمين.
كما تقدم ما لا يقل عن 4 مستشفيات العلاج بالوخز بالإبر والتدليك الارتكاسي بالزيوت العطرية لمساعدة النساء صاحبات الحمل المتأخر، فيما تقدم 15 مؤسسة تابعة لدائرة الصحة الوطنية جلسات في الولادة بالتنويم المغناطيسي، وتطالب بعض النساء بدفع رسوم تصل إلى 140 جنيهاً إسترلينياً (نحو 169 دولاراً).
والأدلة على جدوى هذه العلاجات التي أشار إليها النشطاء محدودة، وفيما تظهر بعض الدراسات فوائدها، غالباً ما يعتبرها المعهد الوطني للصحة وجودة الرعاية منخفضة الجودة، ولا تُحدث فرقاً كبيراً.
مطالبات بمنع استخدام الوخز بالإبر والتنويم المغناطيسي
تقول إرشادات نيس الخاصة برعاية الأمومة إن دائرة الصحة الوطنية عليها الامتناع عن استخدام علاج الوخز بالإبر أو الضغط الإبري أو التنويم المغناطيسي إلا إذا طلبتها النساء.
وأظهرت الدراسات التي أُجريت على التدليك الارتكاسي غياب أي فرق بين النساء اللائي خضعن لهذه العلاجات مقارنة بمن لم يفعلن، ووجدت دراسة أُجريت عام 2015 عن التنويم المغناطيسي في دائرة الصحة الوطنية ضمّت 680 امرأة أنه لم يحدث فرقاً في طريقة الولادة.
علاج الصدمات للنساء
وتسمح 6 مستشفيات تابعة لدائرة الصحة الوطنية، مثل Chelsea and Westminster Hospital Trust في لندن، للقابلات أيضاً بإجراء جلسات منفردة لعلاج الصدمات للنساء اللائي مررن بتجارب سيئة في الولادة سابقاً، رغم تحذير نيس صراحة من هذه الجلسات المنفردة.
ووقّعت الخطاب الموجه إلى رئيسة دائرة الصحة الوطنية عائلات مات أطفالها بسبب سوء الرعاية في مستشفى Shrewsbury and Telford Hospital Trust، التي كانت موضوع أكبر فضيحة في خدمات الولادة في تاريخ دائرة الصحة الوطنية، إذ توفي 295 طفلاً، أو أصيبوا بأضرار في الدماغ، وتوفيت 9 أمهات أيضاً.
وكان من ضمن الموقعين أيضاً العائلات المتأثرة بجودة خدمات الولادة في مستشفى East Kent Hospitals University Trust؛ ووجد تقرير الشهر الماضي أن 45 طفلاً كانوا سينجون إذا توفرت لهم رعاية أفضل.
من جانبه، قال الدكتور ماثيو جولي، المدير الطبي الوطني في دائرة الصحة الوطنية لصحة الولادة والمرأة: "يُتوقع أن تقدم جميع خدمات دائرة الصحة الوطنية رعاية سريرية آمنة تناسب كل حالة، وعلى مؤسسات دائرة الصحة الوطنية المحلية توفير خدمات رعاية الولادة الأساسية، بالاستعانة بأحدث إرشادات المعهد الوطني للصحة وجودة الرعاية والإرشادات السريرية".
وتابع: "مؤسسات دائرة الصحة الوطنية ليست ملزمة بتوفير علاجات تكميلية أو بديلة زائدة عن الرعاية السريرية المدعومة بالأدلة العلمية، ولكن حين تفعل ذلك استجابةً لرغبات الأمهات، فمن الضروري الحفاظ على أعلى معايير السلامة".