قالت صحيفة The Guardian البريطانية، الثلاثاء 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، إن فتاة تبلغ من العمر 8 أعوام حُررت بعد أن حبستها أمها وجدِّاها، منذ أن كانت تبلغ من العمر أقل من عام واحد، مما جعلها متخلفة من ناحية النمو الجسدي؛ لدرجة أنها بالكاد كانت قادرة على تسلق درجات سلم.
يُفهم مما نُشر أن الفتاة، التي أشارت إليها وسائل الإعلام الألمانية باسم "ماريا" فقط، قضت غالبية الوقت من السنوات السبع ونصف السنة الماضية محبوسة في غرفتها في بيت جدِّيها ببلدة آتندورن، التي يسكنها حوالي 25 ألف نسمة وتقع غرب مدينة كولونيا الألمانية.
فيما قال المدعي العام باتريك بارون فون غروتوس في حديثه مع الصحيفة المحلية SauerlandKurier: "لم تتمكن ماريا من الحصول على لمحات كثيرة عن العالم الخارجي".
لم يجد الأطباء الذين فحصوا الفتاة، التي حُررت في 23 سبتمبر/أيلول، أية علامات على وجود سوء معاملة جسدية أو سوء تغذية، وذلك حسبما قالت السلطات البلدية في بيان لها. ولكن خلال فحصها، أفادت التقارير بأنها قالت إنها لم تشاهد قط غابةً، ولم تذهب إلى أية روضة، ولم تركب أية سيارة.
وقال غروتوس إنه برغم أن الفتاة كانت قادرة على الحديث والمشي، فقد كانت "بالكاد قادرة على صعود درجات السلم بنفسها أو السير فوق أي أرضية غير مستوية".
السبب غير معروف
ولا يزال الغموض يحيط بسبب إخفاء الفتاة عن العامة لمعظم أوقات حياتها تقريباً، نظراً إلى أن أمها وجدِّيها يرفضون الإجابة عن أية تساؤلات.
في حديثه مع صحيفة SauerlandKurier، قال والد الفتاة، الذي كان قد انفصل بالفعل عن أمها وقت ولادتها، إنه عثر على رسالة على زجاج سيارته عندما كانت الفتاة تبلغ من العمر 6 أشهر، تبلغه بأن زوجته السابقة تنوي الانتقال إلى إيطاليا مع الطفلة.
كانت الأم، التي ذكرت صحيفة Bild الشعبية اسمها الأول فقط "روزماري جي" قد أبلغت السلطات المحلية أنها انتقلت إلى إقليم كالابريا جنوب غربي إيطاليا في منتصف عام 2015.
وعندما أبلغ والد الطفلة سلطات رفاه الصغار في سبتمبر/أيلول 2015 بأنه شاهد الأم والطفلة أكثر من مرة في بلدة آتندورن، حققت السلطات مع جدِّي الطفلة من ناحية الأم، لكنهما قالا إن الطفلة وأمها كانا يقيمان في إيطاليا.
ولم تفتح السلطات المحلية التحقيقات حول مكان الطفلة إلا في يوليو/تموز 2022، بعد أن قدم زوجان يعيشان في بلدة لينهشتات المتاخمة بلاغاً للشرطة بشأن شائعات تقول إن الطفلة التي تبلغ من العمر الآن 8 أعوام كانت محبوسة في منزل جدِّيها كل هذه السنوات.
أبلغ أقارب الأم المحققين بأن الطفلة وأمها لم تعيشا قط في إيطاليا، وهو ادعاء تأكد عندما أبلغت الشرطة الإيطالية السلطات الألمانية أن الأم والطفلة لم تقيما قط في العنوان الذي زُعم أنه لمنزلهما الجديد. وبعد 11 يوماً، عقب صدور أمر المحكمة، عثرت الشرطة وضباط رفاه الصغار على الطفلة في منزل جدِّيها.
ويحقق مكتب المدعي العام في مدينة زيغن مع أم الطفلة وجدِّيها لاتهامهم بحبس قاصر بصورة غير قانونية وسوء معاملتها. وذكرت تقارير أن الأم، التي يقال إنها تبلغ من العمر 47 عاماً، قد تواجه عقوبة بالسجن لـ10 سنوات.