البكتيريا هي نوع من الجراثيم. صحيح أن معظمها نتعرض له بشكل يومي على مدار الساعة، إلا أن بعضها يمكن أن يسبب عدوى للبشر ويهدد صحتهم وسلامتهم العامة؛ مثل التهاب الحلق والتهابات المسالك البولية والتهاب النسيج الخلوي وغير ذلك. الأمر الذي يستلزم تناول المضاد الحيوي للعلاج.
وتُعد المضادات الحيوية نوعاً من الأدوية التي تُستخدم لعلاج العدوى البكتيرية؛ إذ تعمل هذه الأدوية على قتل البكتيريا أو منعها من النمو في الجسم، ما قد يؤدي إلى تبعات صحية خطيرة.
وكما هو الحال مع أي وصفة طبية للعقاقير والأدوية، من المهم تناول جرعات المضاد الحيوي حسب توجيهات الطبيب. ولكن ماذا لو فاتتك جرعة بالخطأ؟
أهمية تناول المضاد الحيوي الموصوف من الطبيب في وقته
هناك العديد من الفوائد للمضادات الحيوية. إذا كنت ستخضع لعملية جراحية، فقد يصف لك طبيبك مضاداً حيوياً. وهم يفعلون ذلك ليس لأنك مصاب بعدوى، ولكن كإجراء وقائي أحياناً، حتى لا تصاب بالعدوى.
وبشكل عام تعمل المضادات الحيوية على القضاء على جميع البكتيريا تقريباً أو تقليلها، بغض النظر عن نوعها. كما أنه من السهل أخذ المضاد الحيوي فهو لا تكلف الكثير من المال، مما يجعله خياراً ممتازاً للمرضى.
لكن العامل الأكثر أهمية في تناول المضادات الحيوية هو تناولها على النحو الموصوف. مع أنماط الحياة المزدحمة، قد يكون من السهل الإقلاع عن تناول الدواء بمجرد أن تبدأ في الشعور بالتحسن، أو تخطي جرعة، إما عن طريق الخطأ أو عن قصد.
ومع ذلك، يلفت موقع Burt's للعقاقير إلى أنه إذا فاتتك جرعة من المضادات الحيوية، فقد تنتكس الحالة أو تعاني من آثار جانبية ضارة، وتطوير البكتيريا القدرة على المقاومة فيما يُعرف بمشكلة "البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية".
فيما يلي بعض النصائح الأساسية لمساعدتك على معرفة ما يجب فعله إذا فاتتك جرعة من المضادات الحيوية.
ماذا تفعل إذا فاتك وقت المضاد الحيوي
إذا تم وصف جرعة من المضادات الحيوية للشخص المريض، فقد يحتاج إلى تناولها ما بين مرة إلى أربع مرات في اليوم، حسب المرض الذي يعاني منه المريض.
وعادة ما تكون المضادات الحيوية تستلزم وصفة طبية لصرفها من العيادات والصيدليات، حينها سيتم توفير معلومات محددة لك عند استلام الوصفة الطبية الخاصة بك حول طريقة استخدام الدواء وتوقيت تناوله.
من المهم تناول المضادات الحيوية كما هو مقرر بالظبط بدون تعديلات. عند القيام بذلك، فإن الدواء سيحافظ على مستويات المضاد الحيوي في الجسم ثابتة حتى تعمل على إزالة العدوى البكتيرية بشكل فعال.
حققت دراسة أجريت عام 2019 ونشرها موقع PubMed للطب، في الجرعات المتأخرة أو المنسية من المضادات الحيوية لدى 200 فرد في المستشفى. ووجدوا أن الجرعات الفائتة التي لم يتناولها المريض من المضادات الحيوية كانت مرتبطة بإقامة أطول في المستشفى.
ماذا تفعل لو نسيت أخذ جرعة المضاد الحيوي
بشكل عام، إذا فاتت جرعة من المضاد الحيوي، يمكنك تناول الجرعة الفائتة بمجرد أن تتذكرها. لنلقي نظرة على مثال للتوضيح.
يوضح موقع Healthline للصحة والمعلومات الطبية أنه إذا كان المريض يحتاج إلى تناول المضاد الحيوي ثلاث مرات يومياً (كل 8 ساعات) ولكن نسي جرعة.
ثم تذكر المريض جرعته بعد ساعتين أو 3 ساعات، يجب له تناول الجرعة الفائتة، وحساب 8 ساعات جديدة لتناول الجرعة التالية.
أما إذ نسي المريض تناول جرعة المضاد الحيوي وقد حان الوقت تقريباً الجرعة التالية، ففي هذه الحالة، يجب تخطي الجرعة الفائتة وتناول الجرعة التالية من المضاد الحيوي كما هو مقرر.
مخاطر تناول جرعة مضاعفة من المضاد الحيوي
لا يُنصح بمضاعفة الجرعات بالنسبة للمضادات الحيوية تحت أي ظرف؛ إذ قد يؤدي ذلك لتعرض المريض لخطر زيادة الآثار الجانبية، والتي يمكن أن تختلف تبعاً للمضادات الحيوية الموصوفة. كما قد تتلف بعض الوظائف الحيوية عند التكرار.
وفي حال لم يتم استهلاك الجرعات الموصوفة في الوقت الثابت لها على مدار اليوم، وبشكل يومي، فقد تتفاقم الإصابة أو تعاود الظهور بعد أيام بشكل أكثر حدة وخطورة.
كما قد ينتهي بك الأمر بالحاجة إلى دورة من المضادات الحيوية لفترة أطول وربما لدواء أقوى. العلاجات التي لا يتناول المريض للمدة والجرعة الموصوفة يمكن أن تجعل الجسم مقاوماً للأدوية.
وبشكل عام، من الضروري استشارة الطبيب إذا كنت تعاني من آثار جانبية خطيرة. أو رغبت في التبديل بين المضادات الحيوية أو تغيير مواعيدها وكمية الجرعات.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.