اشتهر حيوان "الكوكا" بابتسامته وحبّه لالتقاط الصور؛ ويُعتبر هذا الحيوان الجرابي الصغير محط أنظار السياح في جزيرة "روتنيست" غرب أستراليا، التي حصلت على لقبها من قِبل المستكشف الهولندي ويليام دي فلامينج، وتعني "عش الفئران"، وذلك لتشبيهه حيوان الكوكا -المنتشر في أرجاء الجزيرة- بالفئران الضخمة.
الكوكا.. يولد وحيداً ويتوقف الآخرون عن النمو
اكُتشف حيوان الكوكا سنة 1696، وهو لا يعيش إلا في جزيرة "روتنيست" الأسترالية، حيث يقطن أيضاً شعب "واجوك نونجار"، والتي تُترجم بما معناه "مكان عبر الماء حيث توجد الأرواح".
لم تكن جزيرة روتنيست موجودة في البداية، لكن انخفاض مستوى سطح البحر خلال العصر الجليدي الأخير، منذ 6500 عام، تسبب في تكوين اليابسة. كما اعتاد سكان "نونجار" المشي هناك، إذ كانت بالنسبة لهم كان مكاناً مهماً للقاء وإجراء الاحتفالات.
حسب موقع "nature australia" يعيش حالياً أكثر من 10 آلاف حيوان كوكا في الجزيرة، فيما يعيش عدد قليل من الناس في الضفة الجنوبية الغربية منها فقط، ويعتبر هذا الحيوان معرضاً للخطر بسبب ودّه الذي يجعله فريسة سهلة للحيوانات.
تلد حيوانات الكوكا بعد 27 يوماً فقط من التزاوج؛ يُسمّى صغيرها بـ"جوي"، ويولد خالياً من الشعر وأعمى، ويبقى مع أمه لمدة 6 أشهر. وفي حال لم ينجُ من مخاطر الحياة الخارجية، تلد الأم "جوي" آخر بعد فترة وجيزة جداً.
تستطيع أنثى حيوانات الكوكا أن تحمل بثلاثة صغار في وقتٍ واحد، إلا أنها تلد واحداً فقط، وتترك الآخرين داخل رحمها في حالة توقف عن النمو، حتى تلدهم لاحقاً في حال لم ينجُ "جوي" الأول.
تملك أنثى الكوكا جيباً لحمل صغيرها مثل الكنغر؛ لكن عندما تشعر بتهديدٍ من قبل أحد المفترسين، تطرد صغيرها لجذب المفترس له، ما يعطيها بعض الوقت للهروب. قد يبدو الأمر قاسياً، لكنه الحل الأفضل عوض أن ينتهي بهما الأمر فريسة.
حيوان هادئ ذو ابتسامة واسعة جذابة
يتمتع حيوان الكوكا بالعديد من الصفات الشخصية المميزة، من أهمها:
- يعتبر حيواناً هادئاً؛ فهو لا يصدر الكثير من الضوضاء، بالإضافة إلى أنه لا يتواصل مع الآخرين من نوعه، ولكن قد يصدر أصواتاً لا إرادية من الخوف أو الذعر عندما يكون منزعجاً.
- ينام في النهار، ويأكل في الليل.
- يشتهر بابتسامته الواسعة والجذابة، وغالباً ما يُطلق عليه لقب "أسعد حيوان على وجه الأرض"، وذلك بسبب ابتسامته الكبيرة وطبيعته الودّية.
- يتمتع بالقدرة على السباحة، كما يقضي معظم وقته في تسلق الأشجار والشجيرات، إذ يستطيع أن يتسلق إلى ارتفاع يبلغ ما بين 4 و6 أقدام.
- يتميز بأنه ودود جداً وغير عدواني، كما يعتاد على وجود الغرباء في المنطقة، لذلك لا يخاف كثيراً من الاتصال البشري.
- يقفز بسرعات عالية بالنسبة لحجمه في حال واجه حيواناً مفترساً، كما يستطيع الهروب ويمكنه الغوص في الجحور لمحاولة فقدان مطاردة.
وفي حال حاصره حيوان مفترس، فإنه سيقاتل بأسنانه وأظافره من أجل البقاء، ويمكنه العض بأسنانه والخدش بمخالبه، كما أن أرجله الخلفية القوية جيدة للركل.
قد يكون السبب في انتقال بعض الأمراض
قد يلدغ حيوان الكوكا الإنسان في حال شعر بالخطر، وقد تكون عضته ضارة بجسم الإنسان، وذلك بسبب حمله لبعض الأمراض مثل السالمونيلا التي تتسبب في اضطراب بوظائف الجهاز الهضمي، لهذا ينصح الأطباء بعدم الاقتراب كثيراً منه.
تكيفت هذه الحيوانات مع البيئة التي تحيط به، إذ اعتاد الحيوان على البشر سريعاً، كما لحيوان الكوكا القدرة على التحكم في درجة حرارة جسمه، كما ينام خلال النهار بشكل متكرر داخل نبات شوكي يسمى "أكانثوكاربس"، وذلك للاحتماء من المفترسات.
ينخرط الكوكا أحياناً في معارك مع فصيلته نفسها للحصول على الأماكن المحمية من حيوانات المفترسة، وللحصول على أماكن مظللة من حرارة الشمس العالية خلال الأيام الحارة.
يحب هذا الحيوان التقاط صور السيلفي؛ ما جعل زوار الجزيرة يبحثون عنه لأخذ صورة تذكارية مع صاحب الابتسامة الواسعة الجذابة، ليصنف من بين أكثر الحيوانات البرية ودية.