بعيداً عن المشاكل الصينية الأمريكية في كل من المجال السياسي والاقتصادي، هناك بعض الشركات الصينية التكنولوجية استطاعت فرض نفسها على المستوى العالمي؛ إذ توجد من بينها أول شركة لصناعة الألعاب الإلكترونية في العالم، وأخرى استطاعت التغلب على رواد البيع الإلكتروني خلال سنة 2013.. إليكم أبرز 4 شركات صينية في مجال التكنولوجية عالمياً.
تينسنت.. أكبر شركة برمجة ألعاب فيديو في العالم
قد يكون اسم الشركة غير مألوف، أو لم تسمع به إطلاقاً، إلا أن شركة تينسنت "Tencent" الصينية هي أكبر شركة بالعالم في مجال الألعاب الإلكترونية الخاصة بالهواتف الذكية والأجهزة المحمولة.
تأسست الشركة سنة 1998 بمقاطعة "شينزن" الصينية، واستمرت الشركة في مجال الإنترنت من خلال موقعها QQ.com وتطبيق التراسل الفوري خلال مطلع القرن الواحد والعشرين QQ، بالإضافة إلى خدمات أخرى من بينها خدمة الدفع عبر الإنترنت Tenpay.
استطاعت الشركة دخول مجال الألعاب الإلكترونية الجماعية من خلال موقع "QQ Games"، والذي حقق نمواً سريعاً في الصين، ومن ثم وصل إلى قرابة 10 ملايين مستخدم نشط يومياً عبر العالم.
حسب موقع "South China Morning Post" تمكنت الشركة من الاستحواذ على السوق الصينية والعالمية لصناعة الألعاب الإلكترونية، إذ تُفيد أحدث إحصائيات السوق بأن حجم سوق الألعاب الإلكترونية في الصين وحدها بلغ 27.5 مليار دولار أمريكي لعام 2018 ، لتُسيطر الصين على رُبع القيمة الكُلية المُقدرة بـ109 مليارات دولار أمريكي هي حجم السوق العالمي للألعاب الإلكترونية كاملاً.
واستغلت "تنسنت" القيود الشديدة المفروضة على تنظيم السوق الصينية، والتي تقضي بمرور كل لعبة إلكترونية على حدة، بإجراءات تراخيص حكومية قبل طرحها بالأسواق الصينية، وهو ما يدفع مُعظم الشركات العالمية في مجال الألعاب الإلكترونية الراغبة في تسويق مُنتجاتها في الصين إلى الاستعانة بشريك محلي لتسهيل عملية ترخيص المنتج وتسويقه، وقد استفادت الشركة من هذه القيود وصارت أبرز شريك محلي للشركات الأجنبية.
على مدار السنوات السبع الماضية، توسعت "تنسنت" في مجال الألعاب الإلكترونية الخاصة بالهواتف المحمولة، واستحوذت على حصص مُختلفة من شركات Activision, Ubisoft, Epic Games, وRiot Games وغيرها من كُبريات شركات إنتاج ألعاب الهواتف المحمولة الغربية.
تقبع "تنسنت" حالياً على قمة سوق ألعاب الهواتف المحمولة في العالم بقيمة سوقية تُقدر بـ500 مليار دولار، مُتجاوزة قيمة Electronic Arts, Ubisoft, Activision, Take-Two مُجتمعة، بقيمة سوقية تنمو بإصرار لتُلاحق القيمة السوقية لأكبر شركات التقنية في العالم، مثل فيسبوك وجوجل وأبل.
تيك توك.. من تطبيق للرقص إلى أكثر التطبيقات تحميلاً بالعالم
بايت دانس "ByteDance" هي من الشركات الصينية العملاقة، أسسها "زهانغ يمينغ" في مارس/آذار 2012، وهو رجل أعمال صيني يعتبر حالياً تاسع أغنى رجل بالصين، ويرجع ذلك إلى نجاح مجموعة من التطبيقات للشركة على مستوى العالم.
من بين أشهر تطبيقات الشركة نجد تيك توك Tik Tok، الذي أطلق في البداية في الصين ومن ثم في الولايات المتحدة الأمريكية سنة 2018، بعد أن اندمج التطبيق مع منصة فيديو مزامنة الشفاه Musical، التي اشترتها بايت دانس الشركة المالكة لتيك توك بقيمة مليار دولار، يوجد التطبيق حالياً في 155 دولة، وحقق أكثر من ملياري عملية تنزيل.
لكن التطبيق واجه العديد من المشاكل، ففي يونيو/حزيران سنة 2020 تم حظر التطبيق في الهند مع 58 تطبيقاً صينياً آخر، وذلك بسبب التوترات على طول الحدود الهندية الصينية، هذا الحظر جعل السوق الهندي يستحوذ على 30% من إجمالي التنزيلات العالمية للتطبيق.
لم تكن الهند فقط من فرضت الحظر على التطبيق، في 6 أغسطس/آب 2020 اشتدت المعركة التقنية بين الحكومتين الأمريكية والصينية، عندما وقع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على أمر تنفيذي يعلن أنه سيمنع الشركات والمواطنين الأمريكيين من التعامل مع TikTok أو تنزيله.
فحسب موقع "China Britain Business Focus" وقعت ByteDance صفقة مع Oracle وWalmart تمنح الشركتين حصة 12.5% و7.5% على التوالي في TikTok Global، الشركة الجديدة التي تركز على عمليات تيك توك في جميع أنحاء العالم.
وافق الرئيس الأمريكي السابق ترامب على الصفقة، ولكن بالنظر إلى أن الحظر قد أوقف من قبل المحاكم. فيما تبلغ القيمة الحالية لشركة تيك توك قرابة 300 مليار دولار أمريكي خلال سنة 2022.
هواوي.. أكبر شركة لإنتاج معدات الاتصال بالعالم
تعد شركة هواوي "Huawei" أكبر شركة لإنتاج معدات الاتصالات في العالم، إذ تنتشر منتجاتها في أكثر من 170 دولة، صنفت خلال سنة 2010 ضمن قائمة أغنى 500 شركة في العالم، بحسب مجلة "فورتشن" الأمريكية.
تأسست الشركة سنة 1987 في مدينة شنزن الصينية، من قبل المهندس السابق في جيش التحرير الشعبي "رن زنشنغفي"، برأسمال لا يتجاوز 3500 دولار أمريكي، إذ كانت في بداية شركة اتصال صينية محلية قادرة على إنتاج مفاتيح مقاسم الهاتف دون الاعتماد على المشاريع المشتركة لنقل التقنية من الشركات الأجنبية.
وتعود البداية إلى أواخر الثمانينيات عندما تقدمت عدة مجموعات بحثية صينية لشراء وتطوير تقنية مقاسم الهاتف، وكان ذلك يتم عادة من خلال مشاريع مشتركة مع شركات أجنبية، لأن تقنيات الاتصالات في الصين كانت وقتها مستوردة من الخارج.
حسب "الجزيرة نت" تركز نموذج أعمال الشركة في البداية على بيع مقاسم هواتف خاصة مستوردة من هونغ كونغ، لكن الشركة عززت استثمارها في مجالي البحث والتطوير لتصنيع تقنيتها الخاصة.
وبحلول عام 1990 كان لديها نحو 55 موظفاً في مجالي البحث والتطوير، وبدأت بتصنيع منتجاتها الخاصة من المقاسم مستهدفة الفنادق والشركات الصغيرة.
حالياً تعتبر شركة هواوي أكبر منتج لمعدات الاتصال بالعالم، وثالث أكبر مورد للهواتف الذكية، وصاحب أكبر عدد من مكاتب البحث والتطوير، حصلت الشركة على عشرات آلاف براءات الاختراع.
في ديسمبر/كانون الأول سنة 2013 تقدمت هواوي بأكثر من 44 ألف طلب براءة اختراع في الصين، ونحو 19 ألف طلب خارج الصين، كما كان للشركة منذ عام 2010 النصيب الأكبر فيما يختص بجودة معيار براءة اختراع تقنية التطور الطويل الأمد/شبكات الجيل الرابع المتقدمة (LTE/LTE-A).
تمت الموافقة على 466 من مقترحات الشركة بخصوص تلك التقنية بوصفها تمثل معايير أساسية، ما مكنها من احتلال المركز الأول والاستئثار تقريباً بنحو 25% من المقترحات التي نالت الموافقة على مستوى العالم.
خلال سنة 2019 وصل عدد موظفي الشركة إلى 180 ألف موظف يشتغلون في 170 دولة، وبخلاف مبيعات هواتف هواوي تبيع معدات وتكنولوجيا الشبكات لـ45 من 50 أفضل شركة خدمات جوال لاسلكية في العالم.
لكن الشركة واجهت بعض العقوبات الأمريكية من قبل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب خلال سنة 2020، ما تسبب في خسائر كبيرة للشركة، خاصة بعد منعها من الاستفادة من التقنيات الأمريكية، إذ تعد الشركة قادرة على تزويد أجهزتها المتطورة بشرائح "كيري" الجديدة مثلاً، ولا تملك القدرة على تصنيعها داخلياً.
كما أنها لم تعد قادرة على الوصول إلى تحديثات نظام أندرويد، وهو نظام التشغيل لمجموعة جوجل الأمريكية المهيمنة على الهواتف.
علي بابا.. عملاق البيع الإلكتروني الصيني
علي بابا هي مجموع تجارية صينية مقرها في مدينة "هونغ شو"، تتميز الشركة بأنشطتها التجارية عبر شبكة الإنترنت، بما في ذلك محرك بحث للتسوق وخدمات الحوسبة السحابية وخدمات الدفع عبر الإنترنت وتجارة الجملة والتجزئة، إضافة إلى سوق عام يهدف لتسهيل التجارة بين الشركات والأفراد والتجار، على الصعيدين الدولي والصيني.
حسب إحصاءات سنة 2014 توظف مجموعة علي بابا والشركات التابعة لها أكثر من 22 ألف شخص في أكثر من 70 دولة، بما في ذلك الصين والهند واليابان وكوريا وتايوان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية.
في عام 2012، قدرت قيمة مبيعات موقعين تابعين للمجموعة بـ170 مليار دولار بمعدل أكثر من موقعي المنافسين إيباي وأمازون مجتمعة، وفي مارس 2013 قدرت المجلة الاقتصادية "The Economiste" القيمة ما بين 55 مليار دولار وأكثر من 120 مليار دولار أمريكي.