أجرى الملياردير الأمريكي، إيلون ماسك، مالك شركة تسلا، الأربعاء 26 أكتوبر/تشرين الأول 2022، زيارة إلى مقر شركة تويتر، قبل يومين من الموعد النهائي (الجمعة) الممنوح لإتمام صفقة استحواذه على منصة التواصل الاجتماعية مقابل 44 مليار دولار، والتي أعلن عنها قبل أشهر.
ماسك نشر عبر حسابه في تويتر مقطع فيديو لدخوله مقر الشركة وبيده حوض مغسلة، كما عدّل خانة السيرة الذاتية على حسابه الشخصي ليكتب فيها "مدير تويتر".
ومنحت محكمة ماسك مهلة حتى الجمعة 28 أكتوبر/تشرين الأول الحالي لإغلاق اتفاق للاستحواذ على الشركة، الأمر الذي سينهي شهوراً من الاضطرابات، بعد أن وافق أغنى رجل في العالم على شراء المنصة ثم حاول التراجع، حسب صحيفة الغارديان البريطانية.
عقبة التمويل
وقالت الصحيفة إن إحدى عقبات ماسك لإبرام الصفقة كانت الحفاظ على التمويل الذي تعهد به قبل 6 أشهر تقريباً، حيث وقعت مجموعة من البنوك الكبرى في وقت سابق من العام الجاري لإقراض ماسك 12.5 مليار دولار من الأموال التي يحتاجها لشراء تويتر.
وربطت العقود القوية مع ماسك البنوك بالتمويل، على الرغم من أن التغيرات في الاقتصاد وأسواق الديون منذ أبريل/نيسان الماضي قد جعلت الشروط أقل جاذبية. حتى إن ماسك قال إن مجموعته الاستثمارية ستشتري تويتر بأكثر من قيمتها.
من جانب آخر، لم يذكر ماسك فيما إذا كان قد التقى مديري شركة تويتر خلال زيارته، الأربعاء، لكنه حدد على حسابه الشخصي أنه في مقر المنصة بسان فرانسيسكو الأمريكية.
تقليص عدد الموظفين
في سياق منفصل، كان ماسك، منذ أن كشف عن خططه لشراء المنصة، تحدث مراراً عن خطته التي تقضي بإلغاء عدد كبير من الوظائف الموجودة في الشركة، كما أكد أنه يرغب في حذف الحسابات الوهمية، لتعزيز موقعها كمنصة للتعبير الحر عن الرأي، حسبما ذكرت "بي بي سي".
في الوقت ذاته، كشفت صحيفة The Guardian البريطانية، في 21 من الشهر الحالي، أنَّ إيلون ماسك أخبر المستثمرين المحتملين أنه يخطط للتخلص من 75% من فريق عمل تويتر، ضمن صفقته للاستحواذ على الشبكة الاجتماعية.
من جانبها، نفت المنصة اتهامات ماسك، وقالت إنه يحاول التراجع لقلقه من السعر. وحركت دعوى قضائية، لإلزامه بإتمام الصفقة حسب السعر المتفق عليه. لكن ماسك عاد لإتمام الصفقة مرة أخرى على شرط تجميد الإجراءات القانونية، وفق بي بي سي.
بينما شكك المستثمرون في إتمام الصفقة، خاصة أن ماسك عرض سعراً مرتفعاً لشركة تعاني من أجل جذب المستخدمين والنمو. ويجب إتمام الصفقة قبل الجمعة 28 أكتوبر/تشرين الأول، وإلا سيواجه ماسك إجراءات قضائية.
صفقة الاستحواذ
يشار إلى أن التوتر بين ماسك وتويتر وقع عندما حاول رجل الأعمال التراجع عن صفقة لشراء الشركة في مايو/أيار، بعد أن زعم أنَّ تويتر قلّلت من العدد الحقيقي للحسابات الوهمية (البوتات) والبريد العشوائي على منصتها. بينما اتهمه موقع تويتر بـ"استحضار" ذريعة للتراجع.
كان من المقرر أن تصل المواجهة المريرة إلى المحكمة قبل أن يتخذ ماسك منعطفاً مثيراً في أوائل أكتوبر/تشرين الأول، قائلاً إنه سيمضي قدماً في تنفيذ الصفقة بشروطها الأصلية. في حين يعمل الملياردير الآن على تأمين التمويل لإكمال عملية الشراء قبل الموعد النهائي لإتمام الصفقة.
وخلال اجتماع لدراسة عائدات شركة تسلا، قال ماسك: "أنا متحمس بخصوص صفقة تويتر". مضيفاً: "أظن أنها أحد الأصول التي تراجعت لفترة طويلة، لكنها تحوي فرصة كبيرة، بغض النظر عن كوني أنا وبعض المستثمرين، ندفع سعراً مرتفعاً في الوقت الحالي".