توفي الرجل الإيراني المُكنى بـ"عمو حجي"، والذي وُصف بـ"الأكثر قذارة في العالم"؛ لامتناعه عن الاستحمام لعقود، بحسب ما أكدته وسائل إعلام رسمية، الثلاثاء 25 أكتوبر/تشرين الأول 2022.
رحيل الرجل جاء عن عمر ناهز 94 عاماً، وقالت وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية، إن "عمو حجي" الذي لم يستحمّ على مدى أكثر من نصف قرن، توفي يوم الأحد 23 أكتوبر/تشرين الأول 2022، في محافظة فارس جنوب إيران.
نقلت الوكالة عن مسؤول محلي، قوله إن الرجل كان يتفادى الاستحمام خشية أن يؤدي ذلك إلى "إصابته بالمرض".
ذاع صيت الرجل الذي أمضى حياته عازباً، وأشارت وسائل إعلام محلية إلى أنه تم إعداد وثائقي عنه عام 2013 بعنوان "الحياة الغريبة لعمو حاجي"، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
بدورها، أشارت وكالة "إرنا" إلى أنه قبل أشهر "وللمرة الأولى، أحضره بعض أهل القرية إلى الحمام من أجل الاغتسال".
كان موقع Times Now News، قد ذكر أن بعض السكان المحليين يعتقدون بأن لدى حجي فوبيا من المياه، فيما يقول آخرون بكل بساطةٍ إنه يعتقد أنَّ النظافة تجلب المرض، وإنه يبقى قذراً؛ سعياً منه وراء نمط حياة أفضل صحةً.
موقع Irish Mirror كان قد نقل عن سكان محليين قولهم أيضاً، إن مجموعة من شبان القرية التي يعيش فيها "كهراردجة" في مقاطعة فارس الجنوبية، حاولوا ذات مرة أن يجعلوا عمو حجي يستحم، لكنه هرب قبل أن تلمسه المياه.
في حين يصر الجميع تقريباً على أن "عمو حاجي" عانى من نوع ما من الصدمة في سن المراهقة كان السبب وراء اختياره حياة العزلة.
أما موقع ZME Science فقال إن "عمو حاجي" عندما كان صغيراً، أحب امرأة لكنها رفضته، ولذلك السبب قرر أن يقضي بقية حياته وحيداً.
كان "عمو حاجي" يتبع حِمية غذائية تتكون بدرجة كبيرة من الحيوانات المقتولة، إذ يدَّعي أن غذاءه المفضل هو لحم النيص الفاسد، وفقاً لما ذكرته صحيفة Daily Mail البريطانية.
يُزعم أن "عمو حاجي" كان ينزعج عندما يحاول القرويون أن يجلبوا له وجبات مطهوة في المنزل ومياهاً نظيفة، ولكن رغم أنه يرفض المياه النقية، كان يحافظ على رطوبة جسمه من خلال احتساء غالون من السوائل يومياً، يجمعه حاجي من البِرك ويصبه عن طريق صفيحة زيت صدئة.
عندما لا يأكل ولا يشرب، كان حاجي يستمتع بأساليب تسليته المفضلة، مثل تدخين فضلات الحيوانات عبر الغليون الخاص به، وعندما لا تتوافر حوله هذه الفضلات، كان يكتفي بسجائر التبغ، التي يدخن خمس سجائر منها دفعة واحدة.
كانت صحيفة "طهران تايمز" قد قالت إن حاجي رغم أنه لا يعتني بنفسه، لكن عندما كان يريد أن يبدو في أفضل حالاته، كان يهتم بمظهره، فيقص شعره ويحلق لحيته عن طريق إشعال النار فيهما حتى يصلا إلى الطول المطلوب عن طريق لهب مكشوف، ويستخدم مرايا السيارات ليتطلع إلى وجهه في انعكاساتها.
بدور ذكره موقع LADbible، أن "عمو حجي" كانت لديه هوايات، من بينها الاطلاع على آخر أخبار السياسة، ومناقشة الحروب التي يعرف الكثير عنها: وهما الثورة الفرنسية والروسية.
كان موقع PopCrush قد أفاد بأن أستاذاً مساعداً في علم الطفيليات بكلية الصحة العامة في طهران، ويدعى الدكتور غلام رضا مولوي، أجرى بعض الفحوص الطبية على حاجي كي يعرف ما إذا كان يعاني من أية أمراض تحتاج إلى علاج.
بعد إجراء فحوصات لكل شيء، من مرض السكري حتى الإيدز، استنتج مولوي أن عمو حاجي يتمتع بصحة جيدة للغاية.
أشار الطبيب مولوي أيضاً إلى أن حاجي يمتلك على الأرجح جهاز مناعة قوياً، بعد أن قضى 7 عقود دون استحمام.