قالت وكالة Bloomberg الأمريكية في تقرير نشرته، الثلاثاء 25 أكتوبر/تشرين الأول 2022، أن دراسة حديثة أظهرت أن الأطفال الذين لعبوا ثلاث ساعات أو أكثر من ألعاب الفيديو يومياً كان أداؤهم أفضل في اختبارات الذاكرة والتحكم في الانفعالات، مقارنة بالأطفال الذين لا يلعبون هذه الألعاب.
حيث وجد الباحثون أن الأطفال معتادي اللعب أظهروا نشاطاً أكبر ومستويات أعلى من الأوكسجين في الدم في مناطق الدماغ الأمامية المرتبطة بمهام أكثر تطلباً من الناحية المعرفية، ونشاطاً أقل في مناطق الدماغ المتعلقة بالرؤية.
تأثير ألعاب الفيديو على الأطفال
يمكن أن يكون هذا الأداء مرتبطاً بالألعاب، لكن العلماء لم يقولوا إن هناك علاقة سبب ونتيجة مباشرة بين الاثنين. ويرجحون أن الأطفال الذين يؤدون أداءً أفضل في تلك الاختبارات هم من يختارون ممارسة الألعاب بكثرة.
من جانبه، قال الأستاذ المساعد في الطب النفسي بجامعة فيرمونت في بيرلينغتون، والباحث الرئيسي في الدراسة، بدر شاراني: "بينما لا يمكننا الجزم ما إذا كانت ممارسة ألعاب الفيديو بانتظام تسبب أداء إدراكياً عصبياً أعلى أم لا، إلا أنها نتيجة مشجعة يجب الاستمرار في دراستها".
في المقابل، عكف العلماء على تحليل عمليات مسح الدماغ لنحو 2000 طفل كانوا من بين المشاركين الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و10 سنوات في دراسة التنمية المعرفية لدماغ المراهقين التابعة لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية.
السلوك العدواني لدى الأطفال
كذلك ومع جني صناعة الألعاب المليارات وقضاء الأطفال ساعات للفوز بألقابهم المفضلة، استمر الآباء في القلق بشأن تأثير هذه الألعاب على الصحة العقلية لأطفالهم. وبرغم أن أبحاث سابقة ربطت ألعاب الفيديو بسلوكيات أكثر عدوانية، تضيف هذه الدراسة إلى قاعدة متنامية من التقارير التي تشير إلى إيجابيات محتملة لهذا النوع من التسلية.
في المقابل، لا تزال المبادئ التوجيهية التي وضعتها الرابطة الأمريكية لطب الأطفال تشجع على ممارسة ألعاب الفيديو لمدة ساعة إلى ساعتين يومياً. بينما ذهبت دول أخرى، مثل الصين، إلى حد عدم السماح للأطفال بقضاء أكثر من ثلاث ساعات في الأسبوع في لعبها.
من جانبها، قالت نورا فولكو، مديرة المعهد الوطني الأمريكي لأبحاث إدمان المخدرات، في بيان مع إصدار التقرير: "ربطت العديد من الدراسات ألعاب الفيديو بمشكلات في السلوك والصحة العقلية. وتشير هذه الدراسة إلى أنه قد تكون هناك أيضاً فوائد معرفية مرتبطة بهذه التسلية الشعبية، التي تستحق مزيداً من البحث".