أصدر المجلس البريطاني للمكاتب، إرشادات جديدة بخصوص مكان العمل بعد جائحة فيروس كورونا، ونصح شركات التطوير العقاري بتوفير مساحة أكبر لكل عامل، حتى يتحسن أداء الموظفين.
كانت أحدث توصية قدمها المجلس، هي توفير مساحة عمل تصل إلى 12 متراً مربعاً للعاملين في المكاتب، بدلاً من 10 للشخص الواحد، وفقاً لما ذكرته صحيفة The Times البريطانية، الإثنين 24 أكتوبر/تشرين الأول 2022.
المجلس قال إن تقريره يهدف إلى مساعدة أصحاب الشركات ومطوريها وشاغليها على "تحقيق المستوى الأمثل للمساحة لكل عامل".
بلغ متوسط المساحة عام 2001 حوالي 15 متراً مربعاً لكل مكتب، وتقلّّصت هذه المساحة تدريجياً، ووصلت بحلول عام 2018 إلى 9.6 متر مربع، بتراجع قدره 36% عن بداية الألفية.
تُظهر الأبحاث أن توفير مساحة مكتب قدرها 12 متراً مربعاً، أو أكثر لكل شخص، "يقلل معظم المشكلات والمخاوف المتعلقة بمساحة العمل".
كذلك لفت تقرير المجلس البريطاني للمكاتب، إلى أن المكاتب المزدحمة التي توفر أقل من 8 أمتار مربعة لكل عامل "تسبب مشكلات وتؤثر على راحة شاغليها وأدائهم".
كانت جائحة كورونا قد أطلقت حقبة جديدة من المكاتب، وأصبح الموظفون يرغبون في مساحات مشتركة أكبر وغرف استراحة ومرافق طعام أفضل. وقال المجلس البريطاني للمكاتب إن طبيعة فيروس كورونا تحمل "مخاوف صحية"، تؤثر على مدى رغبة الأشخاص القريبين في الجلوس مع زملائهم.
يقول ريتشارد كاونتز، الرئيس التنفيذي للمجلس إن "الجائحة دفعت عدداً من الشركات إلى اعتماد نظام العمل المختلط بين المكتب وعن بُعد. ويُظهر أحدث بحث أجراه المجلس أن هذا يُعوَّض جزئياً بتوفير مساحة أكبر لكل شخص، لأن أصحاب العمل يرغبون في إغراء موظفيهم بالذهاب إلى المكتب".
يُعد متوسط مساحة المكاتب لكل شخص في المملكة المتحدة من بين الأعلى في أوروبا، وفي السويد وإيطاليا، يحصل الموظفون على مساحة تفوق 20 متراً مربعاً، بينما في فنلندا يحصلون على 30 متراً مربعاً على الأقل.
يدرك المطوّرون وأصحاب الشركات أن الناس أصبح بإمكانهم اختيار مكان العمل؛ ولذلك يحرصون على تلبية مطالبهم، وجميع المباني المكتبية الجديدة تقريباً تراعي الاستدامة والتهوية والمساحات المفتوحة.
يقول جيمس سيلار، الرئيس التنفيذي لمجموعة سيلار التي شيَّدت برج شارد، إن "مكاتب المستقبل تركز على توفير بيئات أفضل ومساحات أكبر لتكون أكثر إمتاعاً وإنتاجية وإنسانية".