قد يشعر البعض بالصدمة من تلك الفكرة، لكن عليك أن تفكر مرتين قبل تناول الكثير من الجزر. إذ يحتوي هذا الخضار المقرمش واللذيذ على خصائص غذائية غنية، فهو مصدر جيد للبيتا كاروتين، وهو فيتامين مهم يتحول في الجسم إلى فيتامين أ.
ومع ذلك، يمكن أن يكون من أضرار الجزر آثار غير سارة إذا تم استهلاكه بكميات كبيرة. إذ يمكن أن تكون شديدة في بعض الحالات، وقد تهدد سلامة الجسم والصحة العامة.
فيما يلي نستعرض أضرار الجزر التي قد لا يعرف عنها الكثير من الناس، وكيف تتم الاستفادة من تناوله ومتى ينبغي تجنّب استهلاك الخضراوات لتحاشي التبعات الصحية غير المرغوب فيها.
1- التسمم بفيتامين أ ضمن أضرار الجزر الخطيرة
تم توثيق بعض الحالات التي تم إدخال أشخاص فيها للمستشفى لتلقي الرعاية الطارئة، بعدما استهلك الشخص الكثير من الجزر وبدأ يعاني من آلام في البطن.
وبالفعل، تم العثور على إنزيمات الكبد مرتفعة لمستويات عالية بشكل غير طبيعي. وقد تم تشخيص حالة المريض بحالة خفيفة من سمية فيتامين أ.
إذ تُعتبر مستويات فيتامين أ التي تصل إلى 10.000 وحدة آمنة. لكن أي شيء يتجاوز ذلك يمكن أن يكون ساماً.
وبشكل أوضح، يحتوي نصف كوب من الجزر على 459 ميكروغراماً من البيتا كاروتين، أي حوالي 1500 وحدة من كمية فيتامين أ التي يحتاجها الجسم يومياً.
ويحتاج الجسم يومياً إلى 900 ميكروغرام من فيتامين أ للرجال البالغين، و700 ميكروغرام من الفيتامين للنساء البالغات.
ويشمل تسمم فيتامين أ أعراضاً مثل فقدان الشهية والغثيان والقيء وتساقط الشعر والتعب ونزيف الأنف.
كذلك تحدث السمية لأن فيتامين أ قابل للذوبان في الدهون. وبالتالي سيتم تخزين أي فائض من فيتامين أ الذي لا يحتاجه الجسم في الكبد أو الأنسجة الدهنية. وهذا يمكن أن يؤدي إلى تراكم فيتامين أ بمرور الوقت والسمية في نهاية المطاف، بحسب موقع Harvard للصحة.
كما يمكن أن تؤثر سمية فيتامين أ المزمنة على أجهزة الجسم وكفاءة الأعضاء المتعددة.
مثلاً يمكنه أن يمنع تكوين العظام، مما يؤدي إلى الضعف والكسور. وقد تؤثر سمية فيتامين أ طويلة الأجل أيضاً على وظائف الكلى.
2- الحساسية من الجزر على المدى الطويل
على الرغم من أن الجزر وحده نادراً ما يكون مسؤولاً عن الحساسية، إلا أنه قد يسبب ردود فعل حادة عند تناوله كجزء من الأطعمة الأخرى.
وبحسب تقرير منشور بمجلة PubMED للأبحاث الطبية، كان من بين أضرار تناول الجزر عند استخدامه في صنع الآيس كريم حدوث ردود فعل تحسسية لدى البعض.
كذلك قد تؤدي أضرار الجزر للحساسية عند أكثر من 25% من الأفراد الذين يعانون من الحساسية تجاه الطعام. ويمكن أن يرتبط هذا بحساسية تجاه بروتينات جزر معينة.
واتضح أن الأفراد الذين يعانون من متلازمة الحساسية من حبوب اللقاح هم الأكثر عرضة للإصابة بحساسية تجاه الجزر.
وتشمل أعراض أضرار الجزر المسببة لحساسية الجسم الحكة أو تورم الشفاه وتهيُّج العين والأنف. وفي حالات نادرة، قد يؤدي تناول الجزر أيضاً إلى الحساسية المفرطة التي تستلزم التدخل الطبي العاجل.
3- يتداخل مع حليب الرضاعة
النساء اللواتي يأكلن الكثير من الجزر أثناء الحمل والرضاعة قد ينقلن نكهة تلك الخضراوات إلى أطفالهن. وقد وجدت مراجعة لعدد من الأبحاث، أجريت عام 2019 في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية، أدلة تشير إلى أن النكهات الناجمة عن الينسون والثوم والجزر في النظام الغذائي للأم أثناء الحمل يمكن أن تؤثر على السائل الأمنيوسي وحليب الثدي.
وأظهرت الدراسات أن الأطفال الرضع يمكنهم اكتشاف النكهات الموجودة في حليب الأم في غضون ساعة من تناول أمهاتهم لتلك الأطعمة.
الكمية الموصى بها من الجزر يومياً
تحتوي جزرة متوسطة الحجم على حوالي 509 ميكروغرامات من فيتامين أ، ويُعد المستوى الأعلى المسموح به من فيتامين (أ) لمنع السمية هو 3000 ميكروغرام في اليوم.
وهذا يعادل حوالي خمس إلى ست جزرات في اليوم كحد أقصى. ولكن يجب أن يكون التمسك بثلاث إلى أربع جزرات يومياً هو الخيار الآمن.
الجزر من الخضراوات الجذرية ذات القيمة الغذائية العالية ولها العديد من الخصائص الطبية.
إذا تم تناولها بانتظام، يمكن لمخزونها الغني بمضادات الأكسدة أن يفيدك بعدة طرق. ومع ذلك، فإن الاستهلاك الزائد للجزر (أكثر من أربع في اليوم) قد يؤدي إلى العديد من الآثار الجانبية.
هذا أيضاً ينطبق على عصير الجزر؛ إذ يحتوي كوب (236 غراماً) من عصير الجزر على أكثر من 45.000 وحدة من فيتامين أ.
وبالتالي قد يؤدي الاستهلاك المفرط للجزر إلى تسمم فيتامين أ والحساسية وانتفاخ البطن وتغير لون الجلد. كما أنه غير آمن للرضع. لذلك يُنصح بتناوله بالكميات الموصى بها لتجنب أي ردود فعل سلبية.