خلال 17 عاماً، استطاع القط أوسكار التنبؤ بموت المرضى بشكل صحيح، أكثر من 100 مرة، حتى إن طاقم المستشفى أصبحوا بمجرد دخول أوسكار لغرفة ما والتفافه حول نفسه على سرير المريض، يسارعون بالاتصال بذويه ليحضروا لوداعه؛ لأنه لم يتبقّ له سوى ساعات ليعيش.
القط أوسكار والتنبؤ بالموت
في عام 2005، أحضرت دار التمريض في ولاية رود آيلاند الأمريكية، قطاً أليفاً أطلقوا عليه اسم أوسكار، خاصة أن وجود الحيوانات الأليفة له بعض التأثير الإيجابي على نفسية المرضى.
في الأيام الأولى كان القط أوسكار شأنه شأن أي قط في مكان جديد، خائفاً ويحاول الاختباء في خزانة المؤن أو تحت السرير، وحتى بعد أن تعود على المكان لم يكن قطاً اجتماعياً أو يحب اللعب مع أحد.
لكن في أحد الأيام قام بتصرف غريب، وذهب بنفسه لغرفة أحد المرضى المسنين، وقفز على السرير ثم التف حول نفسه وبقي مستلقياً هناك بكل هدوء، بعد 4 ساعات فارق ذلك المريض الحياة، فغادر القط أوسكار الغرفة بكل هدوء وعاد لسيرته الأولى بعدم الاختلاط مع أحد.
تكررت هذه الحالة عدة مرات، يأتي أوسكار ويلتف على سرير مريض ما، ثم يموت ذلك المريض بعد ساعات، فانتبه طاقم دار التمريض "لموهبة" القط أوسكار، وقدرته على التنبؤ بالموت.
لمدة عامين، استقر خلالهما القط أوسكار بجانب 25 من كبار السن، قبل وفاتهم بوقت قصير. قالت الدكتورة جوان تينو، أستاذة صحة المجتمع في جامعة براون، والتي تعالج المرضى في المركز الذي عاش فيه القط أوسكار: "ليس الأمر أن القط موجود دائماً هناك أولاً. ولكن القط دائماً ما ينجح في الظهور، ويبدو دائماً أنه يكون في آخر ساعات من حياة المريض".
أثبتت تنبؤات القط أوسكار لاحقاً، أنها دقيقة للغاية لدرجة أنه عندما تم العثور عليه على سرير أي مريض، تم إطلاق الإنذار على الفور، وإبلاغ الأقارب بدنو أجل المريض، واستدعاء كاهن.
مقالات علمية وآراء طبية حول قدرة القط أوسكار على التنبؤ بالموت
يقول ديفيد دوسا، خبير رعاية المسنين الذي وصف هذه الظاهرة في مجلة نيو إنجلاند الطبية: "إن القط أوسكار لا يرتكب الكثير من الأخطاء. يبدو أنه يفهم متى يوشك المرضى على الموت".
وأضاف دوسا أن "العديد من أفراد الأسرة يأخذون من وجوده بعض العزاء، إنهم يُقدرون الرفقة التي يوفرها القط لأحبائهم المحتضرين".
وقالت الطبيبة جوان تينو، إنها اقتنعت بموهبة أوسكار بعد أن بدا أنه ارتكب خطأ، قالت تينو: "إنها كانت تراقب أحد المرضى، وتوقعت أن المريضة قاربت على الموت، كانت لا تأكل، وتتنفس بصعوبة وأن ساقيها بهما مسحة مزرقة، وهي علامات تشير في كثير من الأحيان إلى اقتراب الموت".
ومع ذلك، لم يدخل أوسكار داخل غرفة المرأة، وحتى بعد إحضاره لم يبقَ فيها، واعتقدت تينو أن هذا يعني تنبؤه بالموت ليس دقيق دائماً، بدلاً من ذلك، اتضح أن توقع تينو كان مبكراً بحوالي 10 ساعات، وخلال الساعتين الأخيرتين للمريضة، انضم أوسكار إلى المرأة بجانب سريرها.
نشر ديفيد دوسا، مقالاً علمياً عن قدرة القط أوسكار على التنبؤ بالموت، ونُشر عنه مقال آخر أيضاً بعنوان "إعادة النظر في الحالات الكلاسيكية: القط أوسكار والتنبؤ بالموت".
"قدرة القط أوسكار".. التنبؤ بالموت أم شم رائحة الموت
السؤال الكبير هو ما الذي كان يحدث، وكيف تمكَّن القط أوسكار بهذه الدقة من التنبؤ بالموت؟
كانت هناك بعض التفسيرات التي لا يوجد عليها أي دليل، على أن أوسكار لديه قدرة خارقة من نوع ما، وإتصال بعالم الأرواح.
لكن بعض الأطباء قدموا تفسيرات أخرى، وإن لم يكن عليها دليل لكنها تبدو معقولة أكثر،
منها أن أوسكار ربما استطاع شم رائحة كيميائية ما، موجودة لدى المرضى قبل وفاتهم، خاصة أنه تم توثيق قدرات مشابهة لدى الكلاب، وقدرتها على اكتشاف أمراض عديدة مثل الصرع أو السرطان.
قال نيكولاس دودمان، الذي يدير عيادة سلوك الحيوان في كلية الطب البيطري بجامعة تافتس، وقد قرأ مقالة عن القط أوسكار: "من المحتمل أن يكون سلوك القط أوسكار مدفوعاً بمتعة أنانية مثل بطانية ساخنة توضع على شخص يحتضر"، ورغم كل تلك التفسيرات لم يكن هناك تفسير حاسم يشرح قدرة القط أوسكار على التنبؤ بالموت.
في شهر فبراير/شباط عام 2022، نشرت الصفحة الرسمية لدار التمريض حيث عاش القط أوسكار، منشوراً، جاء فيه: "بحزن نعلن وفاة قطنا أوسكار، بعد 17 عاماً رائعة. خدم أوسكار المرضى وموظفينا وعائلاتنا، موفراً الراحة والرفقة للجميع. محبوباً من مجتمعنا، وافته المنية مع أصدقائه بهدوء، 22 فبراير/ شباط 2022".