اليوغا هي نوع من تمارين العقل والجسم في وقت واحد، وقد كانت موجودة منذ آلاف السنين تقريباً.
لكن اليوم، تزامناً مع انتشار ممارستها حول العالم، أصبحت إضافة الحرارة إلى تمرينات اليوغا أكثر شيوعاً وجاذبية، وسط مزاعم بوجود فوائد صحية متعددة لممارسة هذه التمارين في درجة حرارة مرتفعة.
ما هي اليوغا الحارة؟
غالباً ما يشير مصطلح "اليوغا الساخنة" أو "اليوغا الحارة" إلى أنماط يمكن التدرب فيها لمدة 90 دقيقة في غرفة تبلغ درجة حرارتها نحو 40 درجة مئوية، مع نسبة رطوبة مرتفعة.
وغالباً ما يرجع سبب إقبال الناس على تمارين اليوغا الحارة إلى المزايا نفسها التي تجعل أحواض الاستحمام الساخنة والساونا جذابة؛ إذ يعتبرون الحرارة المرتفعة مريحة ومعززة للتعرق الصحي للجسم، وتجعلهم يشعرون بمزيد من المرونة، كما يقول جون بوركاري، أستاذ علوم الرياضة والتمارين الرياضية في جامعة ويسكونسن الأمريكية.
فيما يلي نستعرض الفوائد المثبتة علمياً لتمارين اليوغا الحارة، وما إن كانت تحقق المزيد من المزايا الصحية عن تمرينات اليوغا المعتادة في درجة حرارة الغرفة.
اليوغا الحارة وتعزيز ليونة الجسم
لكي يتحرك الجسم ويعمل بكفاءة ودون مشكلات، يجب أن يكون الشخص مرناً.
ويلفت خبراء الصحة واللياقة البدنية، بحسب موقع Insider الأمريكي، أن ممارسة التمارين في الحرارة يسمح للناس بأن يشعروا بقدر أكبر من المرونة، ويجعل عضلاتهم أكثر استجابة. وبالتالي فهم يمرون بنطاق أكبر من الحركة خلال تأدية الحركات.
واتضح وفقاً لدراسة صغيرة أجريت عام 2013 أن الشباب الذين أدوا 24 جلسة يوغا حارة لمدة 90 دقيقة على مدى 8 أسابيع، لاحظوا تمتعهم بمرونة متزايدة في أسفل الظهر وأوتار الركبة والكتفين، مقارنة بمجموعة أخرى لم تمارس اليوغا.
تقوية العضلات
تعمل اليوغا بشكل عام على بناء قوة العضلات باستخدام وزن الجسم، كشكل من أشكال المقاومة أو Resistance exercise.
ويُعد الحفاظ على قوة العضلات أمراً مهماً للصحة العامة، وتوصي وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية البالغين بأداء تمارين تقوية العضلات مرتين على الأقل في الأسبوع.
نتيجة لذلك اتضح أن ممارسة تمرينات اليوغا الحارة أو في غرفة ساخنة تصل درجة حرارتها إلى 40 درجة مئوية يمكن أن يزيد من قوة الرفعة المميتة Deadlift، والتي يتم فيها رفع أثقال حديدية كبيرة، كما حقق انخفاض طفيف في دهون الجسم مقارنة بآخرين لم يمارسوا اليوغا الحارة.
تقليل الإجهاد والتوتر في الجسم
يمكن لليوغا بشكل عام أن تقلل من مستويات التوتر والشد العصبي، ولكن اليوغا الساخنة على وجه الخصوص يمكن أن تجعل الشخص أقل عصبية بسبب الحرارة والتعرُّق عند التمرين، ما يعزز شعور التركيز والهدوء بعد الانتهاء من التدريب.
وبالفعل، وجدت دراسة أجريت عام 2016 على الأشخاص الذين مارسوا يوغا الحرارة المرتفعة بشكل منتظم أنهم تعرضوا لتغيرات إيجابية كبيرة في مزاجهم العام ومستوى التوتر لديهم بعد تأدية جلسة تدريب استمرت 90 دقيقة.
تعزيز خسارة الوزن
لكي يتحقق إنقاص الوزن، من الضروري خسارة السعرات الحرارية في الجسم، واستهلاك أطعمة بسعرات حرارية أقل مما يتم حرقه خلال اليوم.
لذلك يمكن أن تساعد اليوغا الساخنة في إنقاص الوزن من خلال مساعدتك على حرق المزيد من السعرات الحرارية يومياً. في جلسة بيكرام يوغا واحدة مدتها 90 دقيقة ، أحرق الرجال حوالي 460 سعرة حرارية، والنساء أحرقن حوالي 330.
وقد وجدت مراجعة لعدد من الدراسات أجريت عام 2013 أن برامج اليوغا غالباً ما تساعد الأشخاص على إنقاص الوزن، على الرغم من أن أسلوب اليوغا ومقدار ما يتم بذله من جهد يؤثر على عدد السعرات الحرارية التي يحرقها الجسم.
يقلل من مستويات السكر في الدم
في حين أن أي نوع من أنواع التمارين الرياضية يمكن أن يساعد في حرق الطاقة وتقليل مستويات الجلوكوز أو السكر في مجرى الدم، فإن اليوغا الساخنة أو تمارين اليوغا الحارة قد تكون أداة مفيدة بشكل خاص للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
تغذية البشرة وصحة الجلد
التعرق بغزارة هو أحد الأهداف الرئيسية لليوغا الساخنة. وتتمثل إحدى فوائد التعرُّق في البيئة الدافئة في قدرته على تحسين الدورة الدموية، وتعزيز حركة الدم الغني بالأكسجين والمغذيات إلى خلايا الجلد. وهذا بدوره قد يساعد في تغذية الجلد من الداخل.
نصائح للحصول على الفوائد المثلى
إذا كنت تتمتع بصحة جيدة، فإن اليوغا الحارة آمنة بشكل عام. ولكن، كما هو الحال مع معظم أنواع التمارين الرياضية، هناك بعض احتياطات السلامة التي يجب وضعها في الاعتبار، بحسب موقع Healthline للصحة والطب.
أولاً: يُعتبر الجفاف مصدر قلق كبيراً عند ممارسة اليوغا الحارة. من الضروري شرب الماء قبل وأثناء وبعد جلسة اليوغا الساخنة. قد يساعد أيضاً تناول مشروب رياضي منخفض السعرات الحرارية في استعادة الإلكتروليتات المفقودة أثناء ممارسة التمرين.
ثانياً: قد تجعلك بعض الحالات الصحية الموجودة مسبقاً أكثر عرضة للإغماء في الغرفة حارة. وهذا يشمل أمراض القلب والسكري وتشوهات الشرايين وفقدان الشهية العصبي وتاريخ الإغماء وهبوط ضغط الدم.
إذا كنت تعاني من انخفاض في ضغط الدم أو انخفاض في نسبة السكر في الدم، فقد تكون عرضة للدوخة أو الدوار عند ممارسة اليوغا الساخنة. لذلك يجب استشارة الطبيب للتأكد من أن التمرين آمن لك.
كذلك يجب على النساء الحوامل استشارة الطبيب قبل تجربة اليوغا الساخنة.
وبشكل عام يجب التوقف فوراً إذا شعرت بالدوار أو الدوخة أو الغثيان، والحصول على جرعات من المياه بعد الخروج إلى غرفة جيدة التهوية أو في الهواء الطلق.