أبحرت حاملة الطائرات الأكثر تقدماً لدى البحرية الأمريكية "جيرالد فورد" (USS Gerald Ford) في أول مهمة لها على الإطلاق، إلى جانب البوارج والسفن الأخرى التي تشكل مجموعة حاملة الطائرات الهجومية.
وجيرالد فورد، الملقّبة بـ"الوحش الأمريكي"، هي أكبر حاملة طائرات في العالم؛ وقد بدأت بالتحرّك للمرة الأولى منذ 5 سنوات على اكتمال صناعتها، بعدما انكبّت في السنوات الماضية على حلّ المشكلات التقنية التي كانت واجهتها.
وقد غادرت أكبر قاعدةٍ بحرية في العالم بمدينة نورفولك-ولاية فيرجينيا، في 4 أكتوبر/تشرين الأول 2022. ووفقاً لموقع CNN الأمريكي، فإن المناورات التي ستخوضها جيرالد فورد من المقرّر أن تشارك فيها 9 دول، وهي: أمريكا، وألمانيا، وفرنسا، وكندا، وإسبانيا، والدنمارك، وهولندا، وفنلندا، والسويد.
لنتعرَّف على كل التفاصيل المتعلّقة بأكبر حاملة طائرات في العالم، بدءاً من المهمات ووصولاً إلى المواصفات الأكثر تقدّماً:
تدريبات "جيرالد فورد"
أولى مهمات حاملة الطائرات الأمريكية الأكبر والأكثر تقدّماً بالعالم، ستكون المشاركة في مناوراتٍ عسكرية، بالتزامن مع تصعيدٍ للحرب في أوكرانيا وتهديدات بوتين باستخدام أسلحة نووية.
وقد قال الأميرال داريل كودل: "ستُنشر حاملة الطائرات جيرالد فورد في المحيط الأطلسي، ما سيعزّز علاقاتنا وقدرتنا وثقتنا لصنع عالمٍ أكثر سلاماً وازدهاراً".
التدريبات ستتم في مياه المحيط الأطلسي، وهي منطقة ذات أهمية استراتيجية متزايدة، حيث يعمل الأسطول الثاني الأمريكي، وهو الأسطول الذي استأنفت البحرية الأمريكية تشكيله منذ 4 سنوات فقط، من أجل مواجهة النفوذ الروسي على وجه التحديد.
وستشمل التدريبات الدفاع الجوي، والحرب المضادة للغواصات، مع العمليات البرمائية. وسيشارك فيها الآلاف من الأفراد، إضافةً إلى 17 سفينة وغواصة واحدة، وما لا يقلّ عن 60 طائرة.
وقال برادلي مارتن، كبير الباحثين بمجال السياسات في مؤسسة راند، لوكالة الـ"أسوشييتد برس" (AP): "التدريبات التي ستبدأ الأسبوع المقبل، من شأنها أن تُظهر القدرات العسكرية الأمريكية ودعم الناتو".
وتابع مؤكداً: "نُظهر لروسيا أن هناك مجموعة من القوات التي سيتعيّن عليها التعامل معها، إذا ما تجاوزت أوكرانيا، أو حتى صعّدت في أوكرانيا بطرقٍ غير مقبولة".
حاملة الطائرات العملاقة جيرالد فورد هي الأولى من نوعها من فئة فورد. كما أنها أول حاملة طائرات أمريكية من الفئة الأولى منذ أكثر من 40 عاماً.
وكانت عانت مشكلات مختلفة في أنظمة تشغيلها، من ضمنها مشكلة في نظام إطلاق الطائرات، والمصاعد التي تنقل الصواريخ والقنابل من مخازنها إلى سطحها من أجل تحميلها على متن الطائرات، وفقاً لتقريرٍ صدر في يونيو/حزيران 2022 وقُدّم إلى الكونغرس الأمريكي.
مواصفات جيرالد فورد
بدأت صناعة جيرالد فورد رسمياً في نوفمبر/تشرين الثاني 2009، وقد بلغت تكلفتها 13.3 مليار دولار، لتكون بذلك أغلى سفينة في البلاد.
يبلغ عرض سطح طيرانها 78 متراً، أما طولها فيغطي مساحة نحو 3 ملاعب كرة قدم، ويصل إلى 335 متراً؛ لديها القدرة على حمل أكثر من 75 طائرة واستيعاب أكثر من 4500 فرد. كما أن سرعتها تصل إلى أكثر من 54 كيلومتراً في الساعة، على الرّغم من أن وزنها يتجاوز 100 ألف طن.
جيرالد فورد هي الرقم 11 في الأسطول الأمريكي، وتُعتبر باكورة الجيل الجديد منها، وتعمل بواسطة مفاعلين نوويين A1B، مما يوفر سعة كهربائية أكبر بنسبة 250% من فئة حاملة الطائرات نيميتز.
تمتلك حاملة الطائرات جيرالد فورد أكثر من 23 تقنية جديدة، مُصمَّمة لمنحها تفوُّقاً على سابقاتها، بما في ذلك 3 أضعاف كمية الطاقة الكهربائية؛ مقارنةً بحاملات فئة نيميتز. كما يمكنها أن تعمل لمدة 20 عاماً من دون إعادة التزوّد بالوقود.
تستخدم نظام إطلاق الطائرات الكهرومغناطيسي، وهو نظام لإطلاق الطائرات من السفينة بديل عن نظام "المنجنيق البخاري" القديم. يضع النظام الجديد ضغطاً أقلّ على الطائرات عند إطلاقها، ويسمح بإطلاق طائراتٍ أكثر بنسبة 33% من طيران الحاملات الأخرى في الأسطول.
وبحسب موقع Business Insider الأمريكي، فإن جيرالد فورد تحتوي أيضاً على رادار مزدوج النطاق، وهو الأكثر تقدّماً على الإطلاق، وهي الوحيدة من فئتها التي تحتوي على هذا الرادار.
تجدر الإشارة أخيراً إلى أن جيرالد فورد كانت سبقتها حاملة طائرات أمريكية إلى كوريا الجنوبية، في 23 سبتمبر/أيلول 2022، لإجراء أول مناورات مشتركة بالقرب من شبه الجزيرة منذ أربع سنوات، حيث ستنضم إلى سفن عسكرية أخرى في استعراض للقوة يهدف إلى إرسال رسالة إلى كوريا الشمالية.
وقال مسؤولون إن حاملة الطائرات رونالد ريغان، وسفناً من المجموعة القتالية المرافقة لها، رست في قاعدة بحرية في مدينة بوسان الساحلية الجنوبية.
ويمثل وصولها أهم عملية انتشار حتى الآن في ظل اتجاه جديد لوجود المزيد من "الأصول الاستراتيجية" الأمريكية في المنطقة لردع كوريا الشمالية.
يأتي وصول جيرالد فورد، بعد أن أقرت كوريا الشمالية مؤخراً قانوناً جديداً جرى وضعه للسماح بالاستخدام الاستباقي للأسلحة النووية في ظروف معينة، في خطوة تظهر على ما يبدو عقيدتها النووية العدوانية بشكل متزايد.