حظي فريق من النساء بفرصة عمل في أبعد مكتب بريد في العالم، موجود على جزيرة بمساحة 1.7 فدان، وسيعشن هناك لمدة أشهر، وستكون هنالك قيود على اتصالهن بعائلاتهن.
من بين هؤلاء النساء آلان كوربيت، وهي عروس بريطانية، وستعمل على بعد 14001 كم من وطنها، مقاطعة هامبشاير الإنجليزية، ما سيتيح لها قضاء "شهر عسل انفرادي".
صحيفة The Telegraph البريطانية، قالت الثلاثاء 4 أكتوبر/تشرين الأول 2022، إن كوربيت حين تقدمت لوظيفة تقتضي بقائها خمسة أشهر في العمل على جزيرة، لم تكن تتوقع الحصول عليها. وكذلك زوجها، الذي لم تتزوجه إلا في يونيو/حزيران 2022.
تستعد الآن كوربيت للانطلاق إلى الجزيرة مع فريق نسائي بالكامل، سيتولى إدارة قاعدة بورت لوكروي في القارة القطبية الجنوبية، التي تضم أبعد مكتب بريد في العالم، ولمدة خمسة أشهر.
كوربيت قالت إن هذه الرحلة ستكون "شهر عسل انفرادياً"، وستتولى مع بقية النساء مسؤولية قاعدة بورت لوكروي التاريخية، التي تديرها هيئة تراث القطب الجنوبي في المملكة المتحدة، في جزيرة غوديير، التي تستقبل آلاف السياح في القارة المتجمدة كل عام.
كذلك ستتولى كوربيت إدارة محل لبيع الهدايا، وكلير بالانتاين إدارة أبعد مكتب بريد عام في العالم، حيث ستتعامل مع 80 ألف بطاقة بريدية قطبية، وستراقب مايري هيلتون بطاريق جنتو، فيما ستدير لوسي بروزون الفريق وزيارات السفن السياحية في الخليج.
ستنضم إليهن فيكي إنجليس، وهي من الموظفات المخضرمات في بورت لوكروي، في أول عشرة أسابيع، لتساعدهن على فهم طبيعة عملهن.
تقول كوربيت: "يسعدني كثيراً أن أكون في فريق نسائي بالكامل في القارة القطبية الجنوبية، لأن الذكور يهيمنون على القارة منذ سنوات عديدة".
غير أن هيئة تراث القطب الجنوبي قالت لصحيفة The Telegraph إنها لم تتعمد تجنيد فريق من النساء بالكامل، ولكن تصادف أن يتألق أربعتهن أثناء التقديم. وقالت إنها تدير مواقع أخرى عديدة تضم ذكوراً.
الفريق، الذي لم تلتقِ عضواته إلا أثناء مقابلات الوظيفة، لن تتاح لكل واحدة منهن إلا 10 دقائق من المكالمات الهاتفية عبر الأقمار الصناعية أسبوعياً، ورسائل البريد الإلكتروني النصية للاتصال بالأصدقاء والعائلة.
أشارت كوربيت إلى أنهن لسن خائفات من الشعور بالوحدة أو التأقلم مع بعضهن، وقالت: "أعتقد أننا سنكون منشغلات كثيراً، ولن نجد وقتاً لنفكر في افتقاد البشر".
تُشير صحيفة The Telegraph إلى أن قاعدة بورت لوكري شُيدت في البداية عام 1944، في إطار عملية سرية في زمن الحرب، لدعم المزاعم البريطانية بسيطرتها على أجزاء من القارة القطبية الجنوبية، وسط تنامي اهتمام تشيلي والأرجنتين بالمنطقة، لكن هذا الخليج كان معروفاً قبل ذلك بأنه مرسى آمن لسفن صيد الحيتان.
استخدمت القاعدة بعد ذلك لأغراض علمية، حيث أجريت منها قياسات مهمة للغلاف الجوي حتى انتقلت هذه العمليات إلى مكان آخر عام 1962، وفي منتصف التسعينيات أصبحت موقعاً تراثياً ومتحفاً موجهاً للعدد المتزايد من السياح الذين يزورون القارة الوحيدة التي لا يسكنها الإنسان بشكل دائم.
– هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Telegraph البريطانية.